الأمم المتحدة: الصومال قد يعود للوراء اذا فقد العالم الاهتمام

بروكسل (رويترز) – قال ممثل الأمم المتحدة الخاص في الصومال يوم الأربعاء إن المكاسب الأمنية التي حققتها البلاد بصعوبة قد تضيع اذا لم تزد بقية دول العالم من دعمها لتحسين الأوضاع المعيشية للصوماليين.

وقال نيكولاس كاي في مقابلة مع رويترز خلال زيارة لبروكسل لإجراء محادثات مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي إن الجيش الصومالي بالتعاون مع قوات الاتحاد الافريقي استعادا السيطرة على عشر او 11 بلدة من أيدي الإسلاميين في الأشهر القليلة الماضية ضمن معركتهما ضد حركة الشباب المتشددة في الصومال.

وأضاف “اذا لم نستطع تعزيز هذه المكاسب واذا لم يشعر سكان هذه المناطق بميزة العيش في منطقة تحت سيطرة الحكومة بحيث يحصلون على خدمات أفضل وحكم أفضل وتتوفر ايضا احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء… اذا لم نستطع أن نفعل هذا فإن هناك خطرا بالا يكلل هذا بالنجاح.”

وعبر كاي وهو دبلوماسي بريطاني عن قلقه من أن الصومال يفقد الاهتمام والموارد لصالح دول أخرى تمر بأزمات مثل جنوب السودان وجمهورية افريقيا الوسطى ومالي وأوكرانيا.

وقال إن التمويل للأنشطة الانسانية في الصومال تراجع على الرغم من أن مسؤولا كبيرا بالأمم المتحدة حذر من “أوجه تشابه مقلقة” بين الوقت الحالي وعام 2010 وهو العام السابق لمجاعة قتلت مئات الآلاف.

وقال كاي إن الصومال يدخل مرحلة خطيرة وإن من السابق لأوانه خفض الجهود الدولية لمساعدته.

وأضاف “خفضها الآن يمكن أن تكون له عواقب انسانية وأمنية خطيرة على المنطقة.”

ووعد المانحون الدوليون بتقديم مساعدات قيمتها 1.8 مليار يورو (2.5 مليار دولار) للصومال في اجتماع عقد في بروكسل في سبتمبر ايلول الماضي. وتصدر الاتحاد الاوروبي وهو اكبر مانح للصومال التعهدات المالية ووعد بتقديم 650 مليون يورو.

وعلى الرغم من هذا قال كاي إن هناك عجزا في تمويل العمل الانساني في الصومال هذا العام قيمته 750 مليون دولار.

وواجهت كينيا المجاورة سلسلة من الهجمات بالأسلحة والقنابل في الأشهر القليلة الماضية وألقي باللائمة فيها على حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة او المتعاطفين معها مما زاد المخاوف من اتساع نطاق العنف.

وقال كاي إن حركة الشباب كانت لديها “النية والقدرة الإقليمية” لبعض الوقت لكن التركيز الإقليمي “ربما أصبح اكثر وضوحا الآن لأنها تحت ضغط في الصومال.”

وأضاف “إنها تمثل تهديدا كبيرا للأمن… هذا تنظيم له أهداف تتجاوز حدود الصومال.”

وقال كاي إن على العالم أن يبذل مزيدا من الجهد لتدريب الجيش الصومالي حتى يتولى المسؤولية عن أمن البلاد.

وربما تبدأ قوات الاتحاد الافريقي الانسحاب من الصومال بعد الانتخابات المقرر إجراؤها في 2016 لكن هذا يتوقف على أن تكون لدى الصومال قوات أمن يمكن الوثوق بها وقال كاي إنه يشعر بالقلق من عدم إحراز ما يكفي من تقدم نحو تحقيق هذا الهدف.

ويساعد الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول في تدريب قوات الأمن الصومالية.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى