تحليل: دلالات الهجوم على فندق صحفي

في وقتٍ مبكر من صباح اليوم وقع دويُّ انفجار ضخم حول فندق صحفي الذي يسكنه عدد من النوّاب والمسؤولين من الحكومة الصومالية  والدبلوماسيين ، وذلك إثر انفجار سيارتين ملغُومتين أمام البوابة الرئيسية للفندق مما أدي إلى سيطرة المسلحين بسهولة على كامل الفندق.

وصرّح المتحدث باسم العمليات العسكرية لحركة الشباب الشيخ عبد العزيز أبو مصعب في تصريح مقتصب لوكالة رويترز ” أنهم سيطروا على أجزاءٍ كبيرة من الفندق حيث يسكن فيه العداء” على حد تعبيره ، وأردف قائلًا : “إن العملية مازالت مُستمرة ” وكان ذلك بداية اقتحام عناصر الشباب في الفندق.

وذكرت جهاز الأمن و المخابرات الوطنية المعروفة بـ (NISA) في صفحتها على ” توتير”  أنّ القوات الخاصة المعروفة بـ “الدّرع” Gaashan” قد أنقذوا عددًا من المدنيين و المسؤولين من الدولة مما جعل عدد الضحايا محدودة للغاية، وكان من ضمن ممن تمكنت قوّات الأمن بإنقاذهم النائب محمد عبدي يوسف والنائب “سُوْرِيّه–Suuriye ”  والنائب قلوعو (qalocow)، ودعالي محمد آدم وزير التعليم السابق، والشيخ  نور بارود غرحن القيادي في هيئة علماء الصومال وغيرهم الكثير ممن سنحت لهم الفرصة في إنقاذهم.

كانت حركة الشباب تكثف هجماتها في الشهور الأخيرة، إلا أنه يبدو أنها انتهجت سياسة التركيز على هدف مهمٍّ للغاية وعدم التبعثر على هجمات عديدة، حيث يستغرق الإعداد للهجوم الواحد  لأسابيع عديدة وربما يصل إلى شهرين من دون أن تقع هجمات أخرى.

ونظرا لقلة مواردها البشرية والمادية والعسكرية فإن الحركة ربما تركز على إحداث هجوم نوعيّ له أهمية كبيرة بالنسبة للنكاية بخصومها.

وتذكر بعض المصادر الخاصة لموقع مركز مقديشو  أن المسلحين المهاجمين كانوا يرتدون زيّ القوات البروندية التي تم نقشها بالعلَم البروندي وقبعاتها والذين قُتلوا في هجوم على بلدة ليغو في محافظة شبيلي السفلى في يونيو الماضي.

وقد استولت حركة الشباب من البرونديين على عتاد حربي كبير وآليات عسكرية، وبعد شهور استولت الحركة على عتاد حربي من القوات الأوغندية في بلدة جنالي في محافظة شبيلي السفلى،  وهجوم فندق صحفي صباح اليوم يدلُّ دلالة واضحة على استخدام الحركة لهذا العتاد الحربي والآليات العسكرية في هجمات نوعية في أماكن متفرقة من الصومال.

ويدل توقيت الهجوم على تفنُّن الحركة في إعداد الهجوم وتخطيها لكافة أساليب منع أي هجوم محتمل، حيث تستطيع الحركة تنويع الأساليب والتوقيت عند شن العمليات متخطية الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها القوات الأمنيّة التابعة للحكومة الصومالية و القوات الأميصوم ، ففي الساعة الخامسة والنِّصف فجرًا بدأت الحركة هجومها على إحدى أكبر الفنادق المحصَّنة في مقديشو، واستخدمت أكثر من سيارة ملغومة في الهجوم، وهذا هو الأول من نوعه في التوقيت والنوعية.

وكان المراقبون يعتبرون فندق صحفي من أكثر الفنادق في مقديشو أمنا وحصانة، حيث كان ينزل به معظم المسؤولين الحكوميين والأمنيين والعسكريين والسفراء والأجانب، ولم تتمكن القوات الأمنية الحكومية من تحرير الفندق من المسلحين حتى الساعة الحادية عشر صباحا، وهذا الإعداد الجيِّد لاختراق فندق مثل صحفي يدل على تفنّن الحركة في العمليات النوعية.

ويعتبر هذا الهجوم هو الأدمى بالنسبة للحكومة حيث قتل في الهجوم النائب في البرلمان محمد عبدي أبتدون ، واللواء عبد الكريم طغبذن، رئيس الأركان السابق للقوات الصومالية، وعبد الرشيد شري إلقيتي، رجل الأعمال الصومالي، ومالك الفندق وصفحي من غذاعة شبيلي ومدنيون آخرون.

كما أصيب في الهجوم  عدد من المسؤولين من بينهم حامد علي حسن نائب وزير التعليم، وعلي غعمطولي القيادي العسكري.

وعلى الرغم من أن حركة الشباب هاجمت فنادق مهمة في السنوات الماضية مثل فندق الجزيرة وفندق مكة المكرمة، وفندق (SYL)، وفندق سياد، وفندق وهليه، وفندق منى، وأماكن حكومية استراتيجية إلا أنه ليس هناك سياسة حكومية للحيلولة دون وقوع هذه الهجمات، إلا أن يتم قطع الطرق بالمتاريس والأحجار الكبيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى