التطورات الأخيرة في اليمن تتم لصالح الشرعية، وماذا عن الحوثي؟!

منذ استيلاء الحوثيين علي المقرات الحكومية في العاصمة اليمينة صنعاء في سبتمبر 2014م، ومحاولتهم قلب النظام وسرقة الثورة اليمنية ، وما تلا ذلك من احتلالهم لمدينة عدن التي أعلن الرئيس هادي على أنها العاصمة المؤقتة للبلاد ريثما يتم التخلص من الحوثي، كانت الحكومة الشرعية في اليمن وبمساعدة من الدول العربية والعالم تحاول استعادة شرعيتها وبسط نفوذها علي الارض ،وحققت إنجازات ملموسة وانتصارات في جميع الميادين، الأمر الذي يعده المحللون مؤشرا قويا علي عودة الشرعية وبداية النهاية للمشروع الحوثي-صالح في اليمن ، ومن اهم تلك الانجازات.

عودة الرئيس هادي إلى عدن:

عاد الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي من الرياض الي عدن العاصمة المؤقتة في 22 من شهر سبتمبر من هذا العام بعد هزيمة الحوثيين والمليشيات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في ميادين القتال في الجنوب وجنوب الأوسط ، والحكومة اليمنية الشرعية منذ ذلك التاريخ تزاول أعمالها الرسمية في مدينة عدن، وكانت عودة الرئيس وأعضاء حكومته الي عدن خطوة إيجابية مهدت الطريق إلى استعادة النظام والاستقرار في البلاد.

انكشاف جرائم الحوثي:

ما انهزم مليشيات الحوثي وصالح بعد أن اجبرهم الجيش اليمني والمقاومة الشعبية التي تساندهم طائرات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية حتى ظهر حجم الخسائر التي لحقت بالبنى التحتية، كما كشفت وحشية الانقلابيين الذين لم يتورعوا من استهداف التجمعات السكنية بالمدفعبة الثقيلة، وطال القصف كذلك بالمنشئات العامة وشبكات المياه والاتصالات ومحطات الطاقة الكهربائية ولم تسلم من قصفهم المراكز الصحية ودور العبادة،فهدموا البيوت علي رؤوس ساكنيها،وشردوا الاهالي بقسواة بالغة،مما أظهر للعالم السلوك العدواني الفاضح لدى المليشيات الشيعية المتمردة والمدعومة من قبل النظام الملالي في طهران.

الشروع في ازالة آثار الحرب:

وبعد عودة الرئيس هادي من الرياض والتي مكث فيها 6 شهور عقد اجتماعا مع الحكومة اليمنية برئاسة خالد بحاح،حيث أبدى الرئيس خلال هذا الاجتماع رغبته الإسراع في عملية محو آثار الحرب وضرورة تأهيل القطاعات الحيوية التي تأثرت بالحرب، وبدأت الحكومة اليمنية بإعادة الإعمار، وعادت مظاهر الحياة تعود بصورة تدريجية في عدن والمناطق المحررة، وتلقت الحكومة اليمنية مساعادات سخية من الأشقاء الخليجين وخاصة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، ولاتزال الحكومة اليمنية تعمل بجد لإصلاح ماتم تدميره أثناء الحرب،وقطعت شوطا بعيدا في هذا المضمار.

دلالات زيارة الرئيس هادي الي قاعدة العند:

قبل أمس كان الرئيس اليمني في زيارة تفقدية إلي قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية والتي تعتبر من أهم القواعد العسكرية في اليمن وتقع في محافظة لحج جنوبي اليمن كما أنها تمثل نقطة انطلاق العمليات العسكرية ضد مليشات حوثي- مخلوع صالح،وكان وفد هادي يضم مسؤولين عسكررين ومدنين كبارمنهم قائد المنطقة العسكرية الرابعة،وتحمل هذه الزيارة في طياتها عدة دلالات يمكن تلخيصها في الآتي:

1- الوقوف علي سير العمليات حيث قام أثناء زيارته للقاعدة غرفة العمليات وأكد على ضرورة مواصلة العمليات، وتأتي هذه الزياة فيما تتواصل معارك تحرير تعز على قدم وساق، وتشير التقارير الميدانية إلى تقدم ملموس للمقاومة في مختلف جبهات القتال، وبدأت مليشيات حوثي وصالح بالتراجع والفرار من ميدان القتال بعد الخسائر البشرية التي تكبدتها في معارك تعز وريفها، وأنها بدأت تزرع الألغام ضد الافراد والمدرعات وناقلات الجنود بعد هزيمتها المتكرر في الميادين.

2- تشيجيع الجيش الوطني والمقاومة،كما تأتي هذه الزيارة في إطار تشجيع الحكومة للجيش والمقاومة الشعبية، وتساهم في رفع معنوياتهم،كما أنها ترسل رسائل واضحة الي المتمردين بأن الحكومة عازمة على بسط سيطرتها ونفوذها علي كامل تراب الوطن،انطلاقا من تحرير تعز القريبة من ساحل البحر الاحمر ومضيق باب المندب وهي من المدن الاستراتيجية في اليمن.

3- مؤشر قوي على عودة الشرعية عودة الرئيس الي اليمن وتحرير عدن دليل على عودة الشرعية وأن العمليات العسكرية ضد الحوثي “عاصفة الحزم” ثم “إعادة الأمل” بدأ مفعولها يسرى وأن فشل المخخط الفارسي في اليمن بات وشيكا،وتأتي كل هذه التطورات في حين اعلنت المقاومة الشعبية عن نفسها في العاصمة صنعاء،وهناك مؤشرات قوية حول وقوف القبائل الشمالية مع الشرعية وطرد المتمردين من صنعاء،وماجاورها والمقاطعات الشمالية عموما.

الحكومة اليمنية مستعدة للحوار ولكن الحوثي يماطل:

الحكومة اليمنية أعلنت استعدادها للحوار مع المتمردين،وأنها تمد لهم يد المصالحة بشرط أن يعترفوا بالشرعية ويتنازلوا عن فكرة الانقلاب على الشرعية وعن تنفيذ المخططات الايرانية الرامية الي الالتفاف بالعالم العربي،وخلق دول شيعية يحكمها والي عربي يتلقي الأوامر من ملالي طهران، إلا أن الحوثي والمخلوع صالح يماطلون الحل السلمي،ويطالبون بإطالة عمر الازمة وزيادة نزيف الدم اليمني.

ويبدو أن إطالة عمر الازمة في حد ذاته هدفا استراتجيا بالنسبة للحوثي الذي شعر بعزلة عربية ودولية ليكسب الحرب ولو بعض الوقت قبل الذهاب إلى طاولة المفاوضات ليعزز من قدراته التفاوضية، فعلي كل فالكرة الآن في ملعب الحوثي بعد اعلان الحكومة استعدادها للحوار،وهل سيقبل الحوثي الجلوس الي طاولة المفاوضات ويتخلى عن افكاره الانقلابية أم أنه يستمر في غيه ومحاولاته البائسة في إسقاط الشرعية؟ وتمكين النظام الصفوي في مقاليد الحكم في البلاد؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمات..

زر الذهاب إلى الأعلى