الإرهاب يشلّ التعليم في شمال كينيا

أصيبت العملية التعليمية في ثلاث مقاطعات شمال كينيا بشلل تام، وهو ما انعكس سلبا على آلاف التلاميذ، بعد رفض نسبة لا بأس بها من المعلمين العودة إلى نشاطهم التربوي في تلك المقاطعات، عقب مقتل 23 من زملائهم على يد مسلحي جماعة “الشباب المجاهدين” الصومالية.

وقال محمد شيخ، وهو معلم في مدرسة مانديرا الثانوية، إن “معظم المدارس في شمال شرق البلاد تلجأ إلى جلب مدرسين من مناطق أخرى في البلاد”، وأضاف أنه “لا يوجد لدينا فعلا معلمين من سكان المنطقة.. إننا نواجه أزمة كبيرة”.

وتجدر الإشارة أن قرابة 920 معلما فشلوا في العودة إلى مقاطعات مانديرا، وجاريسا، ووجار، رغم أن المدارس فتحت أبوابها هذا الأسبوع بعد الأعياد، حيث أنهم يشكون من انعدام الأمن في هذه المناطق.

وللتذكير فإنه في 22 نوفمبر الماضي، اختطف مسلحو حركة الشباب حافلة في مانديرا كانت متجهة إلى نيروبي، ممّا أسفر عن مقتل 28 شخصا كلهم من غير المسلمين، من بينهم 23 معلما.

و”الشباب المجاهدين” حركة تأسست في العام 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكريا تنظيم القاعدة، وتُتهم من عدة أطراف بارتكابها جرائم إرهابية وعمليات قتل بحق تلاميذ وإطارات تربوية، حيث أنها حسب زعمها تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية في الصومال.

وقد تم إلقاء القبض على آلاف التلاميذ، فيما نشب خلاف بين اتحاد المعلمين، الذي دعا أعضاءه إلى عدم العودة مجددا إلى المنطقة. في حين هددت الحكومة بإقالة جميع المعلمين الذين لن يعودوا إلى العمل وعقدت اجتماع أزمة في العاصمة نيروبي، الأربعاء الماضي، للعمل على حل هذه المشكلة.

وقال ويليام سوسيون، سكرتير عام الاتحاد الكيني الوطني للمعلمين، لا ينبغي أن يذهب المعلمون إلى المدارس حتى يتم حل جميع الجوانب”. فإلى جانب غياب الأمن، زعم اتحاد المعلمين وجود تمييز وتحرش جنسي وإجبار على اعتناق الإسلام، يمارس ضد المعلمين من غير سكان المنطقة.

ويقطن شمال شرق كينيا أغلبية نحو 99 بالمئة من الكينيين ذوي الأصول الصومالية وجميعهم من المسلمين. وقال أدين دوالي، وهو نائب عن حزب جاريسا وزعيم الأغلبية في البرلمان “أعتقد أن مزاعم اتحاد المعلمين لا وجود لها”. وأضاف، “لقد اختطفوا الوضع كله، رغم تأكيدات الحكومة على توفير الأمن للمعلمين في شمال البلاد”.

وتريد الشرطة الآن استجواب سوسيون نظرا إلى تهديداته المتواصلة للمعلمين. وأضاف النائب دوالي “أدعو كل المعلمين للعودة إلى مدارسهم المحترمة”. إلا أن اتحاد المعلمين مازال مصرا على موقفه.

وقال سوسيون باللغة السواحيلية (اللغة الوطنية في كينيا) “سوف أكرر ذلك مرة أخرى ومرة أخرى، دعوا الحكومة تجرؤ على إقالة أي معلم”. كما أضاف مهددا “أنا أتحداهم أن يقيلوا معلما واحدا، سوف يواجهون غضبنا”.

المصدر- العرب أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى