استسلام الشيخ أبو منصور ضربة موجعة للتيارات المتشددة في الصومال

تفيد المعلومات التي تصلنا من مدينة حدر ودوائر في الحكومة الصومالية في مقديشو بأن القيادي السابق في حركة الشباب مختار روبو سلم نفسه الى حكومة ولاية جنوب غرب الصومال، وأرسلت الحكومة الصومالية طائرة خاصة لنقله إلى مقديشو.

وقد انشق الشيخ مختار عن حركة الشباب المجاهدين قبل سنوات إثر خلاف في الرؤى حول طريقة إدارة الحركة بينه وبين الأمير السابق للحركة أحمد جودني وقرر الاختباء والعمل في مناطق نائية بإقليم باي وبكول معقل عشيرته، ما يعطي مؤشرا بأن الشيخ مختار لم يتنازل  بعد انشاقه عن الحركة عن آرائه المتشددة واعتباره الحكومة الصومالية حكومة مرتدة يجب القتال ضدها.

وقبل شهور تواتر الأنباء بأن حكومة جنوب غرب الصومال التي تتبعها إداريا المناطق التي يختبئ فيها تجري مباحثات مع الشيخ مختار للانضمام إلى الحكومة الصومالية ولكنه وضع شروطا منها إخراج القوات الأجنبية من الصومال وهو ما لم توافقه حكومة  ولاية جنوب غرب الصومال.

وترددت الشائعات بقرب انضمام الشيخ مختار للحكومة الصومالية في شهر يونيو الماضي بعد أن رفعت الحكومة الأمريكية اسمه عن قائمة الشخصيات الإرهابية وهو ما لم يحدث إلى أن هاجم مقاتلون من حركة الشباب قرية آبل مقر الشيخ مختار التى تقع على بعد 18 كيلو من مدينة حدر حاضرة إقليم بكول حيث شهدت مواجهات بين أنصاره ومقاتلين من حركة الشباب تدخلتها قوات من الحكومة لصالح الشيخ مختار.

ويرى بعض الباحثين مثل الدكتور محمد معلم حسين بأن الشيخ مختار لم يكن يؤمن بالأفكار المتشددة،  وكان شخصا تمتع بالمرونة السياسية حتى ايام شهر العسل مع الحركة ولكن بناء على تصريحاته الصحفية ومسيرته الحركية منذ حركة الاتحاد الإسلامي توضحان بما لا يدع مجالا للشك بأنه يتبنى أفكارا متشددة تشكل تهديدا علي سلامة المجتمع والأمن الداخلي والدولي، اذا السؤال هو:ماذا  تستفيد الحكومة من انضمام الشيخ مختار  لها في وقت لا يتمتع بالتأثير داخل الحركة ولم يعلن صراحة انسلاخه عن الأفكار الجهادية.

ندعي أن الشيخ مختار ورقة خاسرة في الوقت الراهن ومع ذلك يعتبر استسلامه للحكومة انجازا للحكومة لسببين: أولا من الناحية المعنوية استسلامه يشكل هزيمة نفسية للتيارات والشخصيات التي تتبنى الأفكار المتشددة لان استسلام قيادي جهادي كبير مثل مختار روبو إلى الحكومة هربا من حركة تدعي بالجهاد ترسل رسالة مفادها بأن ما تقوم به الحركات الجهادية ليس الا مغامرات شخصية لاتمت للاسلام بصلة. وثانيا، الشيخ مختار مصدر ثري للمعلومات، كونه قياديا سابقا لحركة الشباب لديه معلومات حساسة عن الحركة خاصة تشكيلاتها العسكرية وطرق عملها، إذا تمكنت الحكومة من حصول تلك المعلومات عن الشيخ أبو منصور فهي معلومات مهمة يمكن استخدامها لمحاربة حركة الشباب.

وعليه، ستتضح الأيام القادمة مصير الشيخ مختار منصور ولكن استسلامه يمثل انجازا كبيرا للحكومة الصومالية وجهودها الرامية إلى القضاء على حركة الشباب.

زر الذهاب إلى الأعلى