حوار مع النائب البرلماني في محافظة هدمارك بالنرويج السيد:عبد الرزاق علي حسن (2/1)

أجرى الحوار: آدم شيخ حسن حسين:

أهم ما جاء في الحوار:

السيادة في خطر بالغ لطالما هناك تدخل عسكري وآخر سياسي، وقدب دأت هذه المشكلة مع بدابة الأزمة الصومالية ولكنها للأسف نحن من صنع أيدينا لطالما ضيعنا كل شيء حتى التقارير التي تخص الوطن نأخذها من الخارج، فلا حكومة ولا أي مؤسسة صومالية تقدر أن توفر مثل هذه التقارير البسيطة عدى محاولات بسيطة من بعض المراكز وهذا بالفعل مخيف.

فاذا ضربنا مثلا بالنرويج بعد نهاية غزو القوات النازية كان الاتفاق بين النرويجيين أن لامعارضة للدولة في السنوات الأولى لأن الدولة تحت التأسيس، هذا المقترح تم الاتفاق علية في البرلمان وفى عز النهار، وفى تقديري ضمنت تلك الخطوة مزيدامن البناء، ولذلك أرى اننا نحتاج الى مثل هذاالاقتراح لإعادة الدولة المنشودة .

مركز مقديشو  التقينا بالسيد عبدالرزاق على حسن النرويجي الصومالي الأصل في العاصمة النرويجية “أوسلو” ” ووجهنا له -في هذ الحوار الذي نحرص فيه أن يكون نوعيا وغير تقليدي-  أسئلة شملت جوانب عدة شخصية وسياسية واجتماعية مع التطرق الى المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد. وبما أن الحوار مطول، ويدور حول شخصية مثل قامة عبد الرزاق السياسي المخضرم الذى عاصر مع أقوى حكومة صومالية أدارت البلاد والعباد “ثورة أكتوبر ” ولم يكتف بالمعاصرة فقط وإنما عمل معها موظفا في أهم الوزارات ومؤسسا للحزب الاشتراكي الصومالي وإستاذا في المدارس الحكومية وناشطا في أشبال الثورة بل ومنظرا لهم الى أن هاجر الى النرويج ليدخل السياسة كذلك مرة أخرى بأوسع أبوابها تارة بالبرلمان وتارة أخرى بالقضاء وتارات بالمجالس السياسية الأخرى في أكبر حزب سياسي في النرويج على الإطلاق  – وبما أن الحوار مطول فسياتي على شكل حلقتين.

مركز مقديشو:  في الوهلة الأولى حدثنا عن  بطاقتك الشخصية؟

اسمى : عبد الرزاق على حسن من مواليد مقديشو بتاريخ 29 ديسمبر 1963م أما التعليم فقد حفظت القرآن الكريم في الصغر ، فتتلمذت على يد معلم بحر في مدرسته ”  ” DugsimacallinBaxar “في حي ” وابري ” وبالمناسبة كان الشيخ نور البارودي العالم والداعية المشهور حاليا مساعد المعلم وهذا شرف لي افتخر به  دوما،  كما أتممتُ تعلم القرآن   على يد معلم محمد ليلون لاحقا،  وثم بدأت أدرس في مدرسة كانت تسمى مدرسة “الهدى”  في ناحية Siigaale”” تتلمذت  فيها على أيدى أساتذة مصريين الى أن بدأ التعليم الإجباري في عام 1974 حيث ألزمت الحكومة التعليم الاساسي على الكل، وانتقلت مع هذه الخطوة الى مدرسة بنادر الاساسية في ناحية هدن ، وكان بجوارها مدرسة بنادر الثانوية المشهورة  ولعل الاسم مقتبس من الأخيرة  حيث بدأت بالفصل الرابع الابتدائي ، وصارت الدراسة باللغة الصومالية  وكملت المرحلة الأساسية في هذه المدرسة وانتقلت الى ثانوية بنادر العامة التي تخرجت  منها في  العام الدراسي  1981 /1982.

وفى نفس العام  ابتعثت الى الخدمة الوطنية وصرت استاذا لمادة الرياضيات في مدرسة تليح الاساسية ، ولم تعد هنالك خدمة عسكرية الزامية آنذاك ،اذ فرضت لاحقا على المتخرجين  بالتحاق الجيش والخدمة في السلم العسكري  واستمريت فيها الى عام 1983م  ومنها تحولت الى المرجلة الجامعية في نفس العام  بـــ” معهد سيدم الإداري والمحاسبي ” ” SIDAM”والذى منحنى درجة البكالوريوس في المحاسبة في عام 1985م تحديدا، ومنها مباشرة انتقلت الى دورة تدريبة اقيمت في مدرسة الشرطة  School booliisiyada “”  لمدة ستة اشهر استفدت من خلالها القيادة الادارية واحتكيت معظم الخبراء في الوزارات والشخصيات الهامة في السلك الدبلوماسي والقطاع الحكومي عموما.

مركز مقديشو : وهل عملت مع حكومة   سياد برى ؟

عبد الرزاق :  نعم في عام 1986 م عينت موظفا في الوزارة المالية  بعد ان عملت قليلا كموظف مؤقت  في وزارة العمل والاصلاح الإداري. كما عملت في عام 1987 م محاسبا مؤقتا في مشروع بايبروجكتر”Bay project ” لإصلاح الأراضي الزراعية المدعوم من قبل” USAID” وبعده  عملت كذلك محاسبا عاما في الوزارة المالية تحت ديوان المراجع العام .

مركز مقديشو : ماهي اهم النشاطات  التي شاركتها في الصومال ؟

عبد الرزاق: انضممت الى ما بات يطلق بزهور ثورة اكتوبر المجيدة . في عام 1973م  فيحي هدن وعندما اعلن الحزب  التحول من الثورة الى حزب مدنى حاكم للبلاد كنت من مؤسسي الحزب ممثلا الزهور وهذا في عام 1976م

مركز مقديشو : متى هاجرت الى خارج الصومال ؟

عبد الرزاق : بدأت هجرتي الى الخارج مع بداية الحرب الاهلية في عام 1991م من مقديشو الى كسمايو شهر يناير تحديدا. وهاجرت من كسمايو الى الحدود الصومالية المتاخمة للصومال ومنها الى نيروبي العاصمة الكينية في رحلة طويلة وشاقة ، واستقريت أنا وأسرتي هنالك الى عام 2000م.  الجدير بالذكر هنا ان انتقلت أسرتي  الصغيرة  آنذاك المتكونة من (ام الاولاد وثلاثة اطفال)  ثلاثة أطفال وأمهم الى النرويج ، اما انا فبقيت في كينيا عملت فيها تاجرا منذ عام 1993م إلى ان لحقت بأهلي مع  مطلع 2002م  ، واستأنفت النشاط بعدها  في المهجر ،  تعلمت اللغة النرويجية  الى مستوى متقدم “Bergenstesten”  وعدت إلى الثانوية العامة VG3،  توظفت أثرها في فندق ScandicHotell في مدينة همر Hamar مسؤولا في قاعة المؤتمرات.

مركز مقديشو : متى باشرت السياسة في النرويج؟

عبد الرزاق:كان انضمامي الى اول حزب  سياسي في النرويج في عام 2007 م  عندما صرت عضوا في حزب المعاشين Pensions .party”. “ولم تعجبني سياساتهم وتحولت الى حزب العمال النرويجي اكبر حزب في النرويج على الاطلاق ، وترشحت عام 2011م في قائمة الحزب على مستوى المقاطعة برقم 25 وهو مستوى متقدم جدا.  وفى نفس العام بدأت في المقاطعة عملا رسميا مثل النوادي الشبابية وعملت مع هيئة رعاية الأطفال كنوع من التنسيق بين المهاجرين والحكومة .

مركز مقديشو:  هل انت عضو في أي مؤسسات اخرى ؟

عبد الرزاق: تم تعييني عضوا  في مجلس العدالة لفترة مدتها اربع سنوات  في منطقة “هدمارك”  واتولى الان  منصب مساعد القاضي  الى نهاية فترة الولاية في عام 2016م . ولا ادرى ما اذا سيتم  تعييني لاحقا ام لا ولكنها  احتمال وارد.

مركز مقديشو: عبدالرزاق سياسي من الطراز الاول وناشط مدنى طموحه لا يعرف حدا تقلد ولا زال يتقلد عددا من المناصب المهمة  فهلا ذكرت لنا قليلا ؟

عبد الرزاق:  انتخبت حاليا في انتخابات هذا العام  نائبا برلمانيا في منطقة “هدمارك”  وكذا في مقاطعة ستنكا Stange”” ممثلا لحزب العمال العملاق ، كما أنني عضو في اللحنة المركزية  للحزب على مستوى الاقليم ولحنة العلاقات الخارجية  ، وأتولى  رئاسة  لجنة الخدمات الاجتماعية  في المقاطعة حاليا ، وعملت  في رئاسة  لجنة التخطيط سابقا . .

مركز مقديشو :  ما هو تقييمك للوطن أعنى الصومال  وما آل اليه الحال؟

عبدالرزاق :  لم تعد هنالك مساحة لتقييم الوطن فالمشكلات كثيرة ،  لان هياكل الدولة قد انتهت تماما  رغم وجود مساعي حميدة  لإعادة  الامور الى نصابها . فمؤسسات الدولة ضعيفة ان وجدت والتكنوقراط يكاد ينعدم اما بسبب الهرم والوفاة او المعاش  او الهجرة . ونحتاج الى إعادة الصياغة في كل شيء . فاذا ضربنا مثلا بالنرويج  بعد نهاية  غزو   القوات النازية  كان الاتفاق بين النرويجيين أن لا معارضة للدولة في السنوات الأول لأن الدولة تحت التأسيس ،  هذا المقترح تم الإتفاق علية في البرلمان وفى عز النهار ، وفى تقديري ضمنت تلك الخطوة مزيدا من البناء . ولذلك أرى أننا نحتاج إلى مثل هذا الاقتراح لإعادة الدولة المنشودة .

مركز مقديشو:  ماهي انجازات الحكومة الحالية  وماهي أهم العقبات في نظرك ؟

عبد الرزاق: أهم إنجازات هذه الحكومة أنها استطاعت ان تعيد الصومال الى الحظيرة الدولية ، وها نحن نرى العلم الصومالي يرفرف في المحافل الدولية  تعيين سفراء إلى الدول الفاعلة واستقبال سفرائهم بالمقابل في مقديشو في تقديري خطوة  في الاتجاه الصحيح.  ويضاف في رصيد انجازاتها تشكيل إدارات فدرالية .

أما أهم العقبات في نظري تتمثل : بالأمن والاستقرار وعدم الخبرة خاصة في المجال التقني وقلة الكادر الكفوء  لاسيما في حالات تعيين المسؤولين إضافة إلى ضعف المركزية.

مركز مقديشو:   على ذكر المركزية ما رايك في الفدرالية ؟

عبد الرزاقفي تقديري الفدرالية هي نتاج طبيعي للصراعات التي حدثت بين الاشقاء ومولود شرعي للهواجس وانعدام الثقة يبن مكونات الشعب في مرحلة الحرب الأهلية حيث بداء الكل ان يعود الى أرض أجداده  ، ومحاولة إصلاحها .  أرض الصومال أول من ابتعد عن المركز معلنة  انفصالها عن باقي الصومال  ، واتخذت بونتلاند منهجا مماثلا غبر انها اكدت بقاءها مع الوحدة حتى اتبع الكثير حذوها وانتشرت الادارات الفدرالية بصورة  غير صحية ، وهذا بدوره ضعّف المركزية.

مركز مقديشو : هل أنت مع المركزية أم الفدرالية ؟

عبد الرزاق: أنا عشت تحت دولة صومالية مركزية قوية  ولا أقبل سواها و إيماني بالمركزية نابع من الوطنية وبالتالي تلقائيا أميل الى المركزية ، ولكن للأسف  كلما نختار قيادة جديدة  هي التي تدفع الأطراف نحو مزيد من الاستقلالية أما بالتمويل أو بالتشجيع أو سبل أخرى شتى . !!   وإلا كيف لإدارة اقليم  أن تتواصل مع الخارج ،  في نظري هذا من ضعف المركز وليس من قوة الأطراف.

مركز مقديشو: ولكن الفدرالية تم إقرارها بمحاسنها ومثالبها ؟

عبدالرزاق:  لكن لا تنسى أن الحكومة تستطيع إلغاءها عبر استفتاء شعبي ، ومعظم الصوماليون متحمسون للمركزية.

مركز مقديشو: الصراع الصومالي الصومالي جعل البعض بفكر بأن الحل يكمن في أن تحكم كل قبيلة منطقتها ؟

عبدالرزاق:  النرويج مثلا كل منطقة يديرها أهلها  ،مع وجود إدارة مشتركة في الدولة المركزية ، ولهذا أنا أساند فكرة الدولة اللامركزية .

مركز مقديشو:  هل السيادة الصومالية في خطر ؟

عبدالرزاق:  السيادة في خطر بالغ لطالما هنالك تدخل عسكري وأخر سياسي ، وقد بدأت هذه المشكلة مع بدابة الأزمة الصومالية ولكنها للأسف من صنع أيدينا لطالما ضيعنا كل شيء حتى التقارير التي تخص الوطن نأخذها من الخارج ، فلا حكومة    ولا أي مؤسسة صومالية تقدر أن توفر مثل هذه التقارير البسيطة عدى المحاولات البسيطة من البعض  وهذا بالفعل مخيف .

الحلقة القادمة وحوار آخر حول المهجر وأوضاع الجالية الصومالية في النرويج .

زر الذهاب إلى الأعلى