أمي الحنونة

انت شمعة تضيء ليالينا الظلماء، وظل لرمض النهار وحر شسمه المحرقة، وانهار حنان وعطف، وينابيع حب صادق صافي لا يجف، وحضن دافئ لا يبرد، وشعلة نور تشفي الجروح، ولمسة يدك ومسحها على رؤوسنا تزيل الهم والحزن وابتسامتك تدخل القلب السرور والبهجة وتعطي النفس الأمل، وجودك حياة ودعوتك نجاة ونظرة عينيك مصباح ينير الدروب المظلمة وتحت قدميك الجنة.

وكم حففتا حنانا لا يحد وطيبة وكم ظليت لياليا سامرة وارقك جفن عن النوم عازف، وكم حمل ثقيل حملت وشدائد حتى انحنى ظهرك وانكسر ولم تبال لكي لا نحزن نحن ولا نذل وقد أقسمت أن تكوني لنا درعا وسدا منيعا وقد اذكيت فينا كرامة، وقد أرسيت بيتا وأسرة وفي كنف الأعوام غر سوالف، انت الركن الشديد مأوى المستضعفين وملجأ المظلومين، و خيمة لآل “غري” قريبهم وبعيدهم وإن أقسوا، وكنت وما زلت للحق ناصرا ولك في الحميراء قدوة حين تنزلين ميدان النزال ولا تخافين في الله لومة لائم، وفي وجه المذلة شامخة كالطود العظيم، وتوصل ذوي القربى وإن جفو، وتحسن إكرام الضِيفان وإن جُهِلوا، واغاثة الملهوف منك وسيمة وإن بعدوا، كريمة بنت كريمة أصالةً، واللهُ قد زرع لك بين القلوب مودة ونشر لك في العالمين محاسنا وجعل ذكرك في البرية شائعا، وتبيتين لربك ساجدة وقائمة تتلو تنزيل رب العالمين في الدجى، وفزت بسبق لم تنله حراير سيامى(siyaame) السابقات منهن واللاحقات وكنت بالفضائل عَلما وعمرك بالمكارم زاحفا وللإحسان منك شواهد، ستشهد لك أرامل كابو غدي(kaabo godey) ويتامى سيامي وعجائز تبكايو مذو(tabakaayo madow) وأبناء غري يوم تبلى السرائر.

سليلة أحرار، غيورة اخلاق الي الدين تنتمي علي هدي محمد،عزيز عليها أن تحل السفاسف.

وطاعات الرحمن لك  شفيعة، جزاك الإه في الفردوس الأعلى منزلة، ووعد الله  في التنزيل أنا سننتلقي إذ الإيمان صدق.

خالد إبراهيم

باحث في تاريخ الصومال
زر الذهاب إلى الأعلى