اليمن: هل باتت أيام الإنقلابين محدودة؟

بقلم: على عبدالرحمن محمد – باحث ومحلل سياسى

وصل  رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح، أمس الأحد، الي مدينة مأرب الإستراتيجية  في  أول زيارة لمسؤول يمني رفيع  المستوى إلى هذه المدينة بعد سقوطها بيد السلطات الشرعية للاجتماع مع قيادة السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الثالثة وقادة المقاومة واللجنة الأمنية في اجتماع مشترك بمدينة مأرب عاصمة المحافظة.

وجاءت زيارة  رئيس الوزراء اليمي بحاح لمدينة مأرب بعد أيام من عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته إلى عدن، لإدارة شؤون البلاد من  مدينة عدن حتى تحرير العاصمة صنعاء والإشراف المباشر على العمليات العسكرية لتحرير محافظة تعز من قبضة الحوثيين.

وتتزامن هذه التطورات الملفتة مع تقدم يحرزه الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية وبدعم قوات التحالف العربي في  عدة جبهات باليمن من بينها مدنية تعز والضالع ولحج .

وكانت المقاومة الشعبية قد حققت تقدما لافتا في جبهة مريس بالضالع، حيث سيطرت على مواقع جديدة استراتيجية بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

وبحسب مصادر للمقاومة أن عناصرها تمكنت من تدمير  عددا من  الآليات العسكرية التابعة للحوثنين وقوات صالح . كما استولوا على كمية من الأسلحة.

وفي محور تعز، تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من السيطرة على مواقع ذات استراتيجية عسكرية بمحيط مدينة الراهدة التي تقع جنوب غربي مدينة تعز. وتعتبر الراهدة من أبرز معاقل الحوثين في تعز وخروجها من قبضة الحوثين ستشكل نقطة مهمة لاستكمال تحرير تعز بالكامل.

وسط هذا التقدم الذي تحققه القوات الموالية للشرعية في محوري تعز والضالع تظهر بوادر سقوط مدينة صنعاء العاصمة بيد الجيش والمقاومة حيث  فتحت هذا الاسبوع جبهة جديدة في صنعاء  وخاصة في منطقة بني ظبيان التابعة لقبائل الخولان شرق العاصمة والتي تعد أقرب جبهة تفتح من العاصمة صنعاء.

 تمكن رجال قبائل الخولان من صد تعزيزات عسكرية ارسلها الحوثيون  للالتفاف على  القوات الموالية للشرعية المتمركزة في مأرب من الجهة الجنوبية الشرقية لصنعاء. 

وذكر مصادر قبلية ان رجال قبائل  منطقة بني طبيان بقيادة محافظ صنعاء عبدالقوي الشُرَيف  خاضت معارك عنيفة مع تعزيزات الحوثين  واجبرتهم بالتراجع. كما رفضت بقية قبائل خولان السماح للقائد الميداني الحوثي أبوعلي الحاكم التواجد في مناطقها، والسماح لهم بمرور الميليشيات بمناطقها.

في هذه الأثناء تمكنت المقاومة الشعبية وقوات الجيش من اجتياز عقدة الألغام التي زرعها الحوثيون في طريق تقدمها من لحج والوصول إلى أول مناطق محافظة تعز وسط البلاد، وحقق الجيش والمقاومة تقدما في المناطق الجغرافية التابعة لتعز بعد معارك استمرت خمسة أيام، حيث سيطرا على منطقة حاميم، وعدد من الجبال المطلة على مدينة الراهدة.

وفي ظل الهزائم المتلاحقة التي يتعرض لها الحوثيون ومؤيدو صالح بدأت مليشياتهم  بالقيام بانتهاكات لحقوق الإنسان، وكبت الحريات العامة، واجبار المواطنين بالخروج ضد عمليات تحرير اليمن التي يقودها التحالف العربي.

في السبت الماضي، قام   رئيس ما يسمى  باللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي بزيارة الي مدرسة الكويت ثاني أكبر مدرسة ثانوية في صنعاء  للمطالبة بدعمهم الا ان الطلاب رشقوه بالحجارة والأحذية.

حاول محمد الحوثي ألقاء كلمة للطلاب يحثهم فيها على الوقوف ضد  ما سماه بـ«العدوان السعودي»، ودعم جماعته المسلحة في قتالها بـ»الدواعش» والهتاف بشعار الصرخة الحوثي، لكن الطلاب هتفوا بالنشيد الوطني اليمني ورموا الحوثي بالحجارة والاحذية مما اضطره الي قطع كلمته ومغادرة المكان خشية على نفسه من أي اعتداء آخر قد يتعرض له.

وأكد أحد طلاب مدرسة الكويت الثانوية، أن عناصر مليشيا الحوثي، قاموا عقب تعرض رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا، التابعة للحوثيين، محمد الحوثي للرشق بالحجارة والأحذية يوم السبت، بمصادرة أكثر من 100 هاتف، معظمها من الهواتف الذكية، في محاولة منهم للحيلولة دون تسريب الفيديوهات التي تظهر تعرض محمد علي الحوثي للطرد، والرجم بالحجارة والأحذية، غير ان الطلاب تمكنوا من توثيق الحادثة بالصوت والصورة.

كل هذه التطورات التي اشرنا اليها لدليل واضح على أن أيام الأنقلابيين الحوثيين باتت معدودة وأن الجيش الوطني اليمني والمقاومة  الشعبية أصبحا قريبين من تحرير اليمن السعيد ، وما هي الا أيام وسيحتفل الشعب اليمني في ساحات الحرية بعودة الشرعية ممثلا الرئيس عبد ربه هادي منصور الي مدينة صنعاء، وإدارة شؤون البلاد من على كرسيه  في القصر الجمهوري بالمدينة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى