هل سيتحقق حُلم الرئيس بالفوز لفترة ولاية ثانية؟

 أعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ترشيح نفسه للانتخابات القادمة في عام 2016م، وقال الرئيس متحدثا إلى مجلس 88  للمغتربين الصوماليين الذي تتَّحد فيه الجاليات الصومالية في الخارج إنه لا ينوي تمديد فترة حكمه المستمر منذ أربع سنوات.

 وقال محمود: ” يجب ألا نكرر الأخطاء الماضية، فالتمديد لا يأتي إلا مزيدا من الأزمة، وإذا تعذَّر انتخاب الصوت الواحد للفرد الواحد، فإن عندنا خيارا آخر مغايرا لنظام انتخاب 135 شيخ قبيلة لأعضاء النواب في البرلمان، يجب أن يشارك آلاف الشعب الصومالي في انتخاب النواب هذه المرة، إن قرَّروا إعادة انتخابي فهذا حسن، وإن قرروا انتخاب غيري فأنا مستعدٌّ لتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب”.

الفرص المتاحة أمام الرئيس لإعادة انتخابه:

أولا: جماعة الدم الجديد:

على الرغم من أن الرئيس تواجهه عاصفة من المعارضة والانتقادات في أدائه السياسي خلال الفترة الماضية إلا أنه قد يعوِّل على أنصاره، وأغلبهم من جناح الدم الجديد لحركة الإصلاح الإخوانية، ومن المحتمل أن تطرح جماعة الدم الجديد اسما جديدا لترشيح الانتخابات المقبلة، وتتخلَّى عن حسن شيخ محمود بعد انتقادات واسعة النطاق على أدائه إذا وجدت بديلا مناسبا.

وقال الرئيس حسن محمود في تصريحه:  ” أنا لا أنتمي إلى حركة أو جماعة دينية سواء كانت حركة الإصلاح – الدم الجديد، أو جماعة آل الشيخ أو أهل السنة أو جماعة الاعتصام أو أنصار السنة، إلا أنني لا أنكر  وجود حاشية لأيّ رئيس تعمل في إطار طاقم إدارته، ولكن الدولة ليست دولة الدم الجديد”.

 وفي ظل ترقُّب انتخابات صعبة يتنافس فيها الكثير من المرشحين فإنه من المحتمل أن لا تَجْرأ جماعة الدم الجديد على طرح مرشّح رسمي لخوض الانتخابات القادمة، وبدلا من ذلك قد تدخل مفاوضات مع الرئيس حسن شيخ محمود في شأن ترشيحه كخيار ثانوي في هذه المرحلة، وإن كان لديها طموح قوي في العملية السياسية في البلاد.

ثانيا: دعم بعض الدول الحليفة للرئيس:

ويعوِّل الرئيس حسن شيخ محمود على مساندة بعض الدول الحليفة له مثل تركيا في برنامج إعادة انتخابه رئيسا للبلاد، وسبق أن زار تركيا أكثر من مرة، وتُعتبر تركيا من الدول التي لها تأثير في الشأن السياسي الصومالي، ولها مشاريع ومصالح في الصومال، ويحكم تركيا حزب ذو جذور إسلامي هو (حزب العدلاة والتنمية)، ومن المحتمل أن تعتبر تركيا الرئيس الحالي وجماعته كصمام أمام في استمرار وجودها القوي في الصومال، خاصة في إدارة شركات تركية لميناء ومطار مقديشو الدَّوليين ومستشفى أردغان وغيرها من المشاريع المهمة.

ثالثا: الأموال الطائلة:

يعتقد البعض أن الرئيس جمع ثروة كبيرة يستطيع من خلالها كسب المزيد من شرائح متعددة من المجتمع الصومالي لاسيما شيوخ القبائل والمجتمع المدني، في ظل شعور الناس منذ ثلاثة أعوام وجود أزمة مالية وتدنّي مستوى الدخل الفردي، وقلة فرص العمل، الأمر الذي يخيّم على كيفية إدارة الدولة لاقتصاد الوطن، ومواجهة أزمة البطالة في أوساط الشباب الصومالي الذي ينامى عدده يوما بعد يوم.

أهم العقبات على إعادة انتخاب الرئيس:

غير أن هناك عدة عقبات أمام إعادة انتخاب الرئيس الحالي حسن شيخ محمود في فترة رئاسية ثانية، ويمكن إجمالها في الآتي:

أولا: الانتقادات الواسعة لأداء الرئيس:

يواجه الرئيس حسن شيخ محمود أوسع انتقادات من قبل شرائح مختلفة من المجتمع الصومالي حول أدائه السياسي وكيفية إدارة البلاد في ظل هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد، وأن الوعود التي قدمها للشعب الصومالي أثناء فوزه بانتخابات عام 2012م لم يتحقق منها شيئ يذكر حتى هذه اللحظة، وأصبحت الركائز الستة التي أعلنها جزءًا من الماضي..

ثانيا: الاستئثار بالحكم:

يرى العديد من السياسين الصوماليين بأن إدراة الرئيس استأثرت بالحكم، وأن البلاد تحكم بواسطة مجموعة صغيرة يقال أنها ثلاثة أفراد فقط، في حين أن إدارة بلد مثل الصومال الذي يعجُّ بالأزمات السياسية والصراعات ينبغي توسيع قاعدة المشاركة السياسية واستشارات القوى الأخرى الفاعلة على الأرض  في إدارة البلاد.

ثالثا: عدم الثقة بالرئيس لدى قبائل كثيرة:

معظم القبائل الصومالية لا تثق بالرئيس الحالي حسن شيخ محمود، وتأتي أزمة الثقة كنتيجة لعدم احترام الرئاسة لزعماء القبائل، إضافة إلى إدارة الرئاسة لبعض الأزمات والصراعات القبلية التي حدثت في بعض المحافظات، كما أنها لا تستمع إلى نصائحهم ومشورتهم مما أنشأ جوًّا من التوتر ونعدام الثقة بين الجانبين.

رابعا: تجربة الصوماليين في عدم إعادة انتخاب الرؤساء:

 تؤكّد الدروس المستفادة من الانتخابات الصومالية منذ الاستقلال بدءًا من أوَّل رئيس للصومال عام 1960م عدم رغبة الصوماليين في عودة الرؤساء السابقين مهما كرسوا في سبيل ذلك من جهود، وبدلا من ذلك يرغب الصوماليون بالوجه الجديد والتغيير السياسي في كل وقت، ما لم تكن هناك سلطة ديكتاتورية تحكم الناس بالنار والحديد.

خامسا: ضعف الثقة لدى بعض الدول المؤثرة:

من الواضح أن بعض الدول المهتمة بالصومال وخاصة تلك التي لها تأثير  في المشهد السياسي الصومالي غير مقتنعة بسياسة الرئيس حسن شيخ محمود، فهي لذلك غير واثقة تماما فى شخصه ولا تدعم عودته مرة أخرى إلى سدَّة الحكم.

وفي الختام فإن فرص إعادة انتخاب الرئيس الصومالي ضئيلة لا تتجاوز %20 ما لم تكن هناك مفاجآت من قبل الدول الداعمة له، وحدوث تغيير في موقف بعض الدول التي تتحفظ على تأييده، واستخدام الرئيس ضعف ما استخدمه من الأموال في مخزونه المالي.

زر الذهاب إلى الأعلى