دلالات إعلان عناصر من “شباب” الصومال ولاءها لـ” داعش”

أعلن الشيخ عبد القادر مؤمن أحد قياديي حركة الشباب تبديل ولائه من تنظيم القاعدة وانضمامه إلى تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام المعروف اختصارا باسم ” داعش” وكان يتمركز في جبال جلجلا الواقعة في سلسلة جبال جولس في منطقة بونتلاند وتقع شمال شرق الصومال، وحسب عضو مؤيد لحركة الشباب فقد انشق من المجموعة ومعه 20 مقاتلا وأقسم الولاء للدولة الإسلامية في سوريا والعراق المعروفة بداعش .

وأكد عضو مؤيد لحركة الشباب رفض الإفصاح عن اسمه صحة التسجيل معلنا الولاء للقرشي زعيم داعش قائلا:” إن عبد القادر مؤمن و20 من أتباعه بما فيهم أنا أعلنوا البيعة لتنظيم داعش” صرح ذلك لوكالة رويترز عبر الهاتف.

ويعتبر هذا الإعلان هو أول خطوة من نوعها منذ أن تردد في الأوساط الإعلامية في بداية هذا العام باعتزام الحركة بالإعلان عن بيعتها لداعش على غرار ما قامت به بوكو حرام النيجيرية ، ويبدو أن القيادة العليا للحركة مصممة على بقائها في عباءة تنظيم القاعدة التي اعلنت الولاء له في 2012م.

ويقدر عدد المجموعة المقاتلة في جبال جلجلا بثلمائة مقاتل، وقال مصدر من الحركة لوكالة رويترز أن بقية المقاتلين رفضوا الانضمام لتنظيم داعش وبقوا على ولائهم لتنظيم القاعدة. وأضاف :” بدأنا نتحرك بعيدا عنهم”، ولم يصدر رد فعل فوري من قيادة حركة الشباب الأم التي أعلنت عدم شرعية الدولة الإسلامية.

دوعي الانضمام الى صفوف داعش

الجدير بالذكر أن الخبراء الأجانب تساءلوا ما إذا كان صعود الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وساحات القتال الأخرى، يمثل مزيدا من الدعم المادي والمعنوي لحركة الشباب إلا أن التحليلات تميل إلى أن تحالفا كهذا سيكون رمزيا إلى حد كبير حيث تبقى المسافة الجغرافية عائقا أمام التواصل وتبادل الإمدادات المادية.

وقال الشيخ عبد القادر وهو صومالي يحمل الجنسية البريطانية في تسجيل صوتي نشر على موقع اليوتوب “نحن، مجاهدو الصومال، نعلن الولاء للخليفة إبراهيم بن عوض بن إبراهيم عوض القرشي،”.

ويمثل عبد القادر مؤمن دور المفتي والقائد الروحي للمجموعة المتمركزة في مرتفعات جلجلا بشرق الصومال منذ عشر سنوات تقريبا.

ولا تتوافر معلومات دقيقة حول عدد المقاتلين في جبال في مرتفعات جلجلا لكن بعض التقديرات تشير الى ما يقارب 300 عضو، وحسب خبراء فإن التسجيل يدل على تصدع داخلي في صفوف الحركة كما تشير إلى مدى التنافر بين تنظيم ” القاعدة ” وتنظيم الدولة الإسلامية ، وتنافسهم على تعبئة المجندين الجهاديين في مناطق من العالم.

وقال المحلل عبد الله عبدي لمركز مقديشو إن الإعلان الجديد قد يزيد من احتمالات شن المجموعة المنشقة هجمات على المساجد والتجمعات العامة على غرار ما تفعله داعش في مناطق المواجهات الأخرى، علما بأن تنظيم ” القاعدة” بقيادة الظواهري سلك خطا جديدا يبدو أكثر تصالحا مع المجتمعات الإسلامية.

وقد بسطت حركة الشباب حكمها مناطق واسعة من جنوب الصومال حتى عام 2011م حيث تم طردهم من العاصمة ومن معظم المدن الإستراتيجية بشكل تدريجي، وتعرض الكثير من قادتها للقتل بطائرات أمريكية، وقد أدى ذلك إلى توجه الكثيرين من ( الشباب) إلى جبال مرتفعات التي تتوافر فيها تحصينات طبيعية، وبيئة تساعد على التخفي لفترات طويلة.

هذا ، وقد قلل وزير الأمن في حكومة ولاية بونتلاند السيد عبد حرزي من أهمية تواجد عناصر الحركة في بونتلاند قائلا: “إن قوات بونتلاند جاهزة ومصممة على القضاء على وجود التنظيم في جبال جلجلا “.

وفي عام 2012، أقسم حركة الشباب الولاء لتنظيم القاعدة وهي جماعة جهادية أسسها أسامة بن لادن في أواخر الثمانينيات من القرن الميلادي الماضي وقيادة الجماعة لا تزال موالية لتنظيم القاعدة ومع ذلك شهدت الأشهر الأخيرة مغازلة المسلحين الصوماليين في محاولة لكسب ولائهم، وبالتالي الحصول على موطئ قدم آخر في أفريقيا.

ويوجد لحركة الشباب حاليا وجود مستقر في شمال كينيا ، وقامت بتدبير العديد من الهجمات وعمليات الاختطاف. وفي مارس تعهدت جماعة اسلامية مقرها نيجيريا-بوكو حرام الولاء للدولة الإسلامية، على لسان زعيمها أبي بكر شيكاو الذي نشر تسجيلا صوتيا على الإنترنت جاء فيه ” نعلن ولاءنا لخليفة المسلمين وسوف يتم السمع والطاعة في الشدة والرخاء، وفي العسر واليسر، وعلى المنشط والمكره ، وألا ننازع الأمر أهله “.

مغازلة داعش لقيادة الشياب وبوادر الإنشقاق

وقبل وقت قصير من إعلان بوكو حرام بيعتها لتنظيم الدولة أرسلت “داعش” دعوة لـ”أمير” حركة الشباب تحثه على السير في خطى بوكو حرام ووصفت الرسالة حركة الشباب بأنهم “الأشقاء في الصومال” محرضا لشن مزيد من الهجمات داخل كينيا وتنزانيا واثيوبيا.

وقال الدكتور عبد الصمد الأستاذ بجامعة نيروبي لإذاعة بي.بي.سي/ القسم الصومالي “إن حركة الشباب تقوم على أيدلوجيا ومن الصعب توقع هزيمتها بكل سهولة” وأضاف” إن الشباب تستخدم وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لبث أيدلوجيتها بشكل يفوق الحكومة الصومالية”.

ووفقا لتقارير غربية فإن نسبة قليلة لا تتجاوز 10% من 1400 من الجهاديين الصوماليين يمكن أن تغير ولاءها، وتأتي هذه الخطوة في الغالب من بين الأعضاء الأصغر سنا، بينما يبقى كبار القياديين، ويرى البعض أن الانقسام يكشف أن تنظيم الدولة قد يكون أكثر جاذبية للجيل الجديد من الجهاديين الأكثر جرءة، وظهر من مجندي حركة الشباب من ينادي بضرورة المبايعة مع”دولة الخلافة” وفى بداية شهر أكتوبر تم إعتقال مالايقل عن 35 وثلاثين عنصرا من عناصر الحركة من بينهم أجانب فى مدينة جمامى إقليم جوبا السفلى بتهمة توزيع منشورات تدعو الى مبايعة أبي بكر البغدادي القرشي زعيم تنظيم داعش.

استراتيجية الموقع

وتكمن خطورة تواجد المقاتلين في مرتفعات جلجلا في قربها من ميناء مدينة بوصاصو الذي يعتبر الشريان الاقتصادي لولاية بونتلاند إحدى ولايات الدولة الفيدرالية إلى جانب ذلك هناك مخاوف من أن تصبح المنطقة مركزا بديلا لمقاتلي حركة الشباب بعد سقوط أغلب معاقلها وانهزامها العسكري أمام القوات الحكومية وقوات الاتحاد الإفريقي في جنوب ووسط الصومال.

واتهم فريق الرصد الأممي المعني بالصومال وأريتريا رئيس إدارة بونتلاند عبد الولي محمد بفشله في ملاحقة عناصر الحركة، وفقا للتقرير الذي صدر في 19 من شهر أكتوبر الجاري عبر الفريق عن قلقه إزاء انتقال المسلحين الفارين من المواجهات وسط وجنوب الصومال نحو بونتلاند المستقرة نسبيا، واتخاذ مخابئ على طول سلسلة مرتفعات جوليس الجبلية، ومن غير المرجح أن تضعف مع اشتداد المهاجرين الجدد من اليمن مما يسمح لهم الاحتفاظ بخطوط الاتصال مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مما يمكنهم من القيام بعمليات مخططة مسبقة تهدد أمن المنقطة برمته.

زر الذهاب إلى الأعلى