حوار مع السيد محي الدين محمد حاج إبراهيم رئيس اللجنة المركزية لحزب المؤتمر الصومالي (كُلَن)

يحاول هذا الحوار مع محي الدين محمد حاج إبراهيم، تسليط الضوء على جملة من القضايا الراهنة فى البلاد، لاسيما القضايا الأمنية والاستراتيجية والقوات المسلحة، وجاء الحوار على النحو التالي:

DSC_0138
أجرى الحوار مع محي الدين (يمين)، محمد علي مؤمن (يسار)

مركز مقديشو: بداية يشرّف مركز مقديشو للبحوث والدراسات أن يجرى معك هذا الحوار التاريخي، وهل لك ان تطلعنا على سيرة حياتك.

محي الدين: باختصار اسمي محي الدين محمد حاج إبراهيم من مواليد مقديشو بتاريخ 12 من أكتوبر 1953م، درست المراحل الدراسية كلها في مقديشو الإبتدائية والإعدادية والثانوية، وحصلت على بكالوريوس من كلية السياسة والصحافة في الجامعة الوطنية فى عام1985م.

فى الفترة مابين 1976-1986 عملتُ مدرّسا في المدارس الإعدادية فى محافظتي بنادر وهيران، ومن 1986-1990 انتقلت إلى العمل في وزارة المالية حيث ترأست قسم الضرائب البرية، وكنت أثناء تلك الفترة عضو في النقابات الطلابية في مكان العمل، كما عملت حكَما فى كرة القدم فى عدد من الملاعب الرياضية في البلاد.

وفى عام 2000م أصبحت عضوا فى البرلمان الانتقالي الذي اختير فى منتجع عرتا فى جيبوتي، وعيّنت نائبا لوزير التخطيط والتعاون الدولي فى حكومة السيد/علي خليف غلير، فوزيرا للدولة بنفس الوزارة في حكومة السيد/محمد عبدي يوسف في فترة عبد قاسم صلاد حسن.

وفى عام 2008 عيِّنتُ وزير للدفاع في حكومة السيد/نور حسن حسين (نور عدي)، وفي عام2012م أصبحت المستشار السياسي للبرلمان الفيديرالي، ولآن أنا رئيس اللجنة المركزية لحزب المؤتمر الصومالي(كلن).

مركز مقديشو: هل لك أن تخبرنا عن شرعية وجود أميصوم في البلاد ومتي يغادرون؟.

 محي الدين: قوات حفظ السلام الأفريقية موجودة بقانون أصدره البرلمان الفيدرالي وبموجب قرار من قبل مجلس السلم والأمن التابع للمنظمة في 19 يناير 2007 لمدة ستة أشهر مع موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 21 فبراير 2007 في قرارها الـ 1744، وبعدها تم تجديد وتوسيع المهمة في قرار مجلس الأمن رقم (Resolution 2182) الصادر 2014م والذي يجدَّد في كل سنة، ومن ضمن مسؤليات تلك القوات التقليل من خطر حركة الشباب على الحكومة، وحراسة المسؤلين، وحماية مسؤسسات الدولة والمرافق الحيوية من هجماتهم، وحماية موظَّفي الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة العاملين فى البلاد، ومساعدة البلاد في استعادة الأمن والنظام وإعادة بناء القوات المسلحة وغيرها من الأجهزة الأمنية.

لايوجد حتى الآن موعد محدد لمغادرة قوات الأميصوم من البلاد، لكن من المحقق أنهم سيتواجدون إلى أن يستتبَّ الأمن العام ويوجد جيش وطني يحل محل أميصوم، ومن المكن أيضا أن يتحوَّلو إلى قوات حفظ السلام أممية ويلبسوا القبَّعات الزرقاء بدل هذه الخضراء التي يلبسونها الآن وهي شعار الاتحاد الافريقي.

لا أتحدَّث الآن عن انسحاب اضطراري مهما كانت مسبباته، وهذا تكتيك عسكري حيث من الممكن وجود خطة انسحاب في حالة حدوثه.

من الجدير بالذكر أن قوات حفظ السلام الأفريقية تمثل العمود الفقري لوجود الحكومة، ولولاها لما تحقق ما تم تحقيقه، ورغم أن وجود القوات الأجنبية له آثار سلبية إلا أنهم جاءوا في وقت كانت البلاد في أمس الحاجة إلى مجيئهم.

مركز مقديشو: كيف تقيم الوضع الأمني العام فى البلاد؟

محي الدين: يمكنني القول بأن الوضع الأمني في البلاد عموما آخذ فى التحسُّن يوما بعد يوم، وخاصة إذا ما قارنَّا وضع مقديشو – التي أُقيمُ فيها – على ماكانت عليه أيام الحرب الأهلية، طبعا هي في أحسن أحوالها إلا أن الناس كان بوُدِّهم أن يكون الوضع الأمني أحسن مما هو عليه الآن، ولكن تحقيق تقدُّم سريع لا يأتي إلا بالتدرُّج، وهناك عقبتان رئيسيتان: الأولى تأتي من حركة الشباب التي تعرقل التقدم الأمني، والثانية هي عدم استقرار القيادة السياسية في البلاد، فتغير الحكومات أصبحت عقبة أمام عَودة الأمن والنظام.

مركز مقديشو: كيف يمكن أن تكون القوات المسلحة قوات تمثل جميع الصوماليين، وكيف يمكن تطويرها؟

محي الدين: كما تعلم فإن القوات المسلحة انهارت في الحرب الأهلية، والآن تجرى جهود حول إعادة بناءها، فوجودها الآن مجرد اسمي وليس حقيقي، ولكن المشكلة تكمن فى ضم هذه القوات في الجيش الفيدرالي، فهناك قوات اتحادية وأخرى للأقاليم الفيدرالية، والمشكلة الأخرى لا يوجد هناك قاون ينظم ويحدد بين تلك القوات، وحتى الآن لايوجد جيش وطني يضم كل الصوماليين، والآن يجري تكوينه، وهناك رتب عسكرية توزَّع بصورة عشوائية على بعض الضباط السابقين والحاليين،وهناك آخرون تم تجنيدهم قريبا بصور غير صحيحة.

أعتقد أنه يمكن تطوير الجيش إذا ما ترك أمره للمتخصّصين في العلوم العسكرية والخبراء في المجال العسكري، كي يخططوا لحاجتنا العسكرية بقدرتنا الاقتصادية المحدودة إضافة إلى ما نحصله من مساعدات من الدول الصديقة.

ليس بالأمر الصعب أن يتم تدريب جيش، بالإمكان تدريب الجندي في وقت قصير، لكن الضباط القياديون،  ونقص التمويل هو ما يحتاج إلى التفكير.

وأخيرا من المهم أن نفهم بأن بناء الجيش الصومالي ليس فقط لصالح الصومال بل من مصلحة دول الجوار والعالم، أن يكون الصومال آمنًا يحكم نفسه ويحافظ على أمنه.

مركز مقديشو: كيف يمكن نزع السلاح من المليشيات؟

محي الدين: من الصعب بمكان تجريد السلاح من الشعب مرة واحدة، لأن السلاح بيد مجموعات مختلفة حملته لأغراض مختلفة، منهم من حمل من أجل حماية أنفسهم وأموالهم، فهولاء إذا رأوا استتابة الأمن فإن وضع السلاح لا يعني عند هم الشي الكثير, ومنهم من يحوز السلاح خوفا من عودة الحرب الأهلية، فهم لايثقون في عوة الدولة الصومالية، فحملهم للسلاح يستمرُّ لغاية ما يثقون في الدولة ويرون أن الجيش الوطني يحفظ الأمن.

لكن الأخطر هو السلاح الذي بيد الجماعات المتمردة، هذه الجماعات حملت السلاح من أجل الإضرار بالشعب والحكومة، فلا يمكن تجريد السلاح من هذه الجماعات إلا عن طريق القوَّة، وهذا يحتاج إلى بناء قوة عسكرية وطنية تستطيع تنفيذ تلك المهمة من طرف إلى طرف.

ويمكنني طرح فكرة مقايضة السلاح عند بعض الناس بالمال، ولكن بعد بدء عملية نزع السلاح بصفة رسمية.

مركز مقديشو: كيف يمكن رفع حظر الأسلحة من البلاد؟

محي الدين: تم تخفيف حظر الأسلحة على الصومال والأمر ليس كما كان من قبل، وعلى الرغم من أنه ليس من الجيد بالنسبة لسيادتنا مراقبة الأسلحة الخفيفة التى نشتريها، ولكن هناك حاجة تتعلق بإعادة بناء قواتنا، وعند إيجاد جيش وطني آمن يمكن أن نناقش رفع حظر الأسلحة بصفة نهائية.

مركز مقديشو: كيف تبدو لك الصورة المستقبلية للبلاد؟

محي الدين: مرت بلادنا بآلآم كثيرة ، وأنا على يقين بأننا سنعاني من آثارت تلك الآلام لسنوات مقبلة، شعبنا متبعثر ومنتشر فى بلدان عديدة من العالم، وستكون آثار المشاكل التي تلقوها في المهجر  بادية فى أولادهم بعد عودتهم الى البلاد، وآخرون تعرضوا لمشاكل جمة فى داخل بلدهم،وعلى هذا وذاك كله يبدو لي مستقبلأ جيدا ودروسا تكون عبرة لنا، ويبدو لي كذلك بعض التحسُّن في الأمن والنظام، فان البلاد ستصل إلى تقدم لايمكن تصوره، إن شاء الله.

زر الذهاب إلى الأعلى