تحليل:دلالات إقالة رئيس محافظة بنادر حسن مونغاب

 أعفي رئيس محافظة بنادر وعمدة مقديشو حسن محمد حسين مونغاب عن منصبه مساء أمس في مرسوم صدر من رئاسة الجمهورية رقم (LR.78) بتاريخ 25/10/2015م حسب ما أعلنه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية داود أويس، والسكرتير العام لوزارة الداخلية يحيى علي إبراهيم، وتم تعيين يوسف حسين جمعالي رئيسا لمحافظة بنادر وعمدة مقديشو.

 وكان حسن مونغاب تم تعيينه في 27 فبراير 2014م إثر هجوم كبير على القصر الرئاسي من قبل حركة الشباب الإسلامية، تم على إثره إعفاء رئيس محافظة بنادر الأسبق محمد أحمد نور ترسن من منصبه، وكان المراقبون يرون أن اشتهار مونغاب في المحكمة العسكرية وقراراته الصارمة ستؤدي إلى فرض الأمن والاستقرار في العاصمة.

 وبعد عام ونصف من تعيينه تورَّط مونغاب بالفساد ونهب ممتلكات الدولة حسب ما وصفه الكثيرون، وقرن اسمه بذلك حتى أصبح حديث الشارع، وعلى الرغم من أن الحكومة لم توجه له أي اتهام إلى السيد حسن محمد حسين مونغاب ولم تفصح عن الأسباب الحقيقية وراء إقالته إلا أن هناك عدة اتهامات يمكن توجيهها إليه وقد تكون ذلك وراء إعفاءه عن منصبه، ويمكن إجمال هذه التهم فيما يلي:

  • الاصطدام مع الحكومة الفيدرالية فيما يتعلق بالصلاحيات، حيث اختلف مونغاب بعد شهور من تعيينه مع وزارة المالية فيما يتعلق بالضرائب، وفي آخر أيامه اصطدم مع وزير الأمن حيث قام هو بنفسه بإزالة المتارس ونقاط التفتش المقامة على شارع المطار وقال في تحدٍّ واضح:”أنا أمحو التوجيهات الأمنية للوزير بيدي وأزج به في السجن”.
  • الإخفاق في أداء مهامه، ومن ذلك أمن العاصمة وفيما يتعلق بنظافتها سوى شارع مكة المكرمة، في حين تئن العاصمة بأكوام من النفايات.
  • كانت الضرائب التي تؤخذ من أسواق ومواصلات العاصمة تذهب إلى حسابه الخاص، ولم تك تذهب إلى البنك المركزي، وعندما أعلن قبل أسبوعين عن ضرائب المنازل كي يرمم بها الشوارع استبق الرئيس حسن شيخ محمود في إقالته.
  • بيع ممتلكات الدولة لأفراد وشركات خاصة، وعملية البيع الممنهجة، وشملت مباني حكومية وأراضي كانت محجوزة للدولة إضافة إلى الحدائق والأماكن العامة،ويرى بعض المراقبين ضلوعه في أعمال نهب ممتلكات المغتربين.
  • السفريات الكثيرة التي كان يذهب بها إلى دول الجوار والعالم حتى كاد مونغاب يسرق الأضواء من الرئيس نفسه، إضافة إلى أن له طموحات تفوق مستواه الوظيفي.
  • إعلان مونغاب نفسه أنه سترشح لانتخابات عام 2016م.

ويرى الكاتب الصفحي الأستاذ محمد عبد الله أنه على الرغم من وجود ذلك كله إلا أن التلاسن الأخير بينه وبين وزير الأمن أصبح القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث رفض طلبا من رئيس الجمهورية للإعتذار إلى وزير الأمن.

 ويرى بعض المسؤولين في إدارة مونغاب السابقة رفض الكشف عن هويته لمركز مقديشو أن أهم أسباب إقالة مونغاب اسباب سياسية حيث يرى الرئيس حسن شيخ محمود أن السيد مونغاب قد يمثل وجوده تهديدا لمستقبله السياسي، لاسيما بعد إعلان مونغاب عن مشاريع جديدة في العاصمة مقديشو.

  المحافظ الجديد…والتحديات الماثلة أمامه:

 تم تعيين يوسف حسين جمعالي الذي تخرج من الجامعة الأمريكية المفتوحة في القاهرة، وكان ناشطا اجتماعيا وأسس مؤسسة السَّلام في مجال الإغاثة لاسيما في المجاعة التي حصلت عام 2011م، ويوصف جمعالي بالمتدين يحب الألفة والاجتماع وإقناع الآخر، وبعد تأسيس حزب السلام والتنمية عام 2011م أصبح أمين عام لجنة الشؤون الداخلية للحزب.

 ويـأتي تعين يوسف حسين جمعالي محافظا لإقليم بنادر وعمدة لمدينة مقديشو خلفا لحسن محمد حسين “مونغاب” في ظروف بالغة التعقيد، فالفترة الزَّمنية المتبقية من إدارة رئيس جمهورية محدودة جدا، وعلى الرغم من أن خطوة إقالة محافظ بنادر السابق وإن أتت في وقت متأخر  إلا أنها جيدة حسب بعض المراقبين، وربما تأتي في سياق جهود الرئيس في تحسين صورته أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، ويمكن  إجمال التحديات الماثلة أمام المحافظ الجديد في الآتي:

أولا: التحديات الأمنية، تشهد بعض أحياء العاصمة في بعض الأحيان حالات من انعدام الأمن متمثلة في الاغتيالات ونهب أموال المواطنين وترويعهم، وعدم تهذيب القوى الأمنية في أشكالها المختلفة، ومثل هذه الحالات تشكل تحدّيا حقيقيا أمام الادارة الجديدة والتي تتطلب إلى بذل المزيد من الجهود لتحسين أمن العاصمة، وإزالة تلك المظاهر، وكل ما من شأنه إساءة أمن البلاد، كما تشكل الحواجز المصطنعة والمتاريس والمضبات على الشوارع والمرافق الحيوية فى العاصمة تحديا لا يقل خطورة عن نقاط التفتش والمظاهر المسلحة، كذلك النفايات والأوكام.

ثانيا: إدارة الملفات الشائكة مثل ملف الممتلكات الخاصة بما في ذلك الاراضي المتنازعة عليها والتي لم يستطع سلفه حسمها، وتعد هذه الملفات من أكثر الملفات التي تأخذ من الإدارة الجديدة زمنا غير يسير لايجاد حل شرعي وقانوي لها قبل استفحالها،وهذه تستدعي الى الاستعانة بالخبراء فى هذا الشأن،كما يعد ملف الضرائب والعائدات المالية من المحافظة من أهم التحديات أمام الرئيس الجديد، لأنها أصبحت بؤرة الفساد والمعضلة الحقيقة في إنجاح مشروع تطوير العاصمة.

ثالثا: التغلب على المسار القبلي والحركي والانحياز لطرف معين، والتوظيف على أساس الكفاءة.

بعض التوصيات للرئيس الجديد:

  • الإهتمام بمحاربة الفساد بكافة صوره وأشكاله، والحرص على الشفافية والنزاهة في العمل.
  • العمل بروح الفريق وعدم التفرد بالقرارت.
  • التدرج في إصدار القرارات ومراعاة الأولويات في ذلك
  • استنباط الدروس من أعمال المسئولين السابقين الذين تولوا  هذا المنصب، لإكمال مشوارهم وتقويم ما أفسدوه.
  • الاستعانة بالخبراء في المجالات المختلفة بما في ذلك القضايا الأمنية والاقتصادية ومحاربة الفساد، وقضايا القانون والأراضي المتنازعة عليها.
  • الحرص على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والبعد عن الاعتبارات الضيقية كالقبلية والحزبية والحركية.
  • أخيرا،،، كن على علمٍ بأن المنصب سيزول يوما ما، وسيبقى التاريخ يسجل إنجازاتك وإخفاقاتك، فلا تغرنك الملذَّات .

 

زر الذهاب إلى الأعلى