ممثل يحلم بفرصة ثانية بينما يعاود الصومال بناء مسرحه

يقف عبد الله عبدي محمود خارج المسرح الوطني بالصومال بعد مرور سبع سنوات على تفجير انتحاري تسبب في إغلاقه، ويراوده حلم افتتاحه مجددا واستئناف مسيرته في عالم التمثيل.

وحوله يجهز العمال مواد البناء ويزيلون الأنقاض استعدادا لمعاودة فتح المبنى في مايو أيار على الرغم من اشتداد التمرد الإسلامي.

يقول منظمون إنهم سيعرضون في افتتاح المبنى مسرحية موسيقية كلاسيكية تسمى “الحكومة الانتقالية”، وإن لم تتضح بعد تفاصيل الإنتاج.

ويأمل محمود أن يحصل على دور فكاهي.

وقال محمود (59 عاما) الذي خط الشيب شعره والذي سبق أن أدى أدوارا عديدة في المسرح قبل إغلاقه “على الرغم من تقدمي في السن فما زلت قويا… سأمثل أفضل من ذي قبل”.

وأضاف “في الماضي كنا نفر ونفكر في النجاة. الآن الناس يريدون الترفيه والمسرحيات… لدينا أمل الآن”.

والأمل سلعة ثمينة في الصومال الغارق في الاضطرابات منذ عقود.

افتتح المسرح الوطني عام 1968 بعد ثماني سنوات من الاستقلال عن بريطانيا بالعرض الفكاهي (ومانيزار) أو “زير النساء”.

واتخذ الإنتاج منحى وطنيا على نحو أكبر خلال الحرب مع إثيوبيا في سبعينات القرن الماضي. يقول المخرج الحالي عثمان عبد الله جوري إن العروض المسرحية الموسيقية الداعية للحرب في ذلك الوقت شملت أغنيات مثل “أيا أرضي إن لم أغسل وجهك بالدم فلست صوماليا”.

* “حكمة وترفيه”

بعد الإطاحة بالرئيس سياد بري عام 1991، هاجم أمراء حرب يقودون عشائر بعضهم البعض بأسلحة مضادة للطائرات وخاضوا معارك على المسرح الذي استخدموه قاعدة لهم. وتعرض المبنى للاستهداف مرات كثيرة لدرجة أن السطح انهار بعد عام من الصراع.

وانتزع إسلاميون متشددون، تولوا السلطة في 2006، السيطرة على المبنى. وحظروا كل أشكال الترفيه العامة من الحفلات إلى مباريات كرة القدم والتي اعتبروها حراما.

واستعادت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي السيطرة على العاصمة في 2011 وعاودت الحكومة الصومالية الجديدة المدعومة من الغرب فتح المسرح في العام التالي. لكن بعد ثلاثة أسابيع من ذلك، فجر انتحاري من حركة الشباب نفسه خلال احتفال مما أدى لمقتل ستة أشخاص.

واليوم لا يزال الجنود الصوماليون يستخدمون المسرح قاعدة لحراسة المدينة والقصر الرئاسي من حركة الشباب التي تشن هجمات بين الحين والآخر.

لكن إذا مضت الأمور على ما يرام فسيحل ممثلون مسرحيون محل الجنود خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

وتضافرت الحكومة وشركات محلية لجمع ثلاثة ملايين دولار من أجل عمليات الترميم. وقال محمد عمر نور، وهو مسؤول في وزارة الثروة الحيوانية، يقدم المساعدة في الموقع إن موظفين حكوميين يتبرعون بالمال والمجهود.

وقال المخرج جوري “نأمل أن يصبح المسرح.. مكانا يقدم الحكمة والترفيه وأن يستعيد سمعته أيضا”.

وأضاف أن الجنود سيرحلون بمجرد انتهاء العمل لكنهم سيظلون على مقربة لحماية الجمهور والممثلين.

وقال “سيتم ضمان الأمن في المسرح مثل أي مبنى آخر في مقديشو. إن شاء الله سنؤمن المسرح”.

(رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى