مسيرة التعليم في الصومال بين الأمس واليوم (الحلقة السابعة)

تأسيس رابطة التعليم النظامي الأهلي في الصومال ( FPENS )

عقد كبار المسئولين للجمعيات العاملة في مجال التربية والتعليم اجتماعا موسعا ضم مسئولين من أربعة عشر جمعية في أواخر شهر سبتمبر من عام 1998، واستغرق هذا الاجتماع ثلاثة أشهر ناقش خلالها المجتمعون إمكانية إيجاد جهاز إداري تربوي تجتمع تحته كل الأنشطة التربوية التعليمية الجارية في الصومال ، ويكون قادرا بأن يحلّ محلّ وزارة التربية والتعليم من ناحية تطوير المنهج وتوحيده ، واصدار شهادة موحدة، وتوحيد الإشراف التربوي ، وذلك في ظل غياب حكومة مركزية فعالة .{1}

ونجح المجتمعون في إنشاء رابطة تعليمية أطلق عليها ( رابطة التعليم النظامي الأهلي في الصومال ) والتي تمّ إعلان تأسيسها في 14\1\1999م في حفل كبير أقيم في فندق شامو بمقديشو.

وبهذا أصبحت هذه الرابطة أول رابطة تدير التعليم في البلاد ، وبعدها تتابعت إنشاء الروابط التعليمية الأهلية في مختلف مناطق الصومال .

ومن الأهداف التي تسعى الرابطة لتحقيقها ما يلي:{2}

  • المساهمة في بناء المجتمع الصومالي في مجال التربية والتعليم.
  • توحيد المناهج التعليمية للمدارس التي تشرف عليها الرابطة.
  • توحيد الشهادات التي تمنحها الرابطة والسعي للاعتراف بها ومعادلتها.
  • إيجاد كوادر تربوية قادرة على تحقيق الأهداف التربوية التعليمية.
  • ترسيخ ثقافة المجتمع الصومالي وغرس الروح الوطنية في نفوس الناشئين وذلك بتربيتهم تربية سليمة.

والنظام التعليمي المعمول به لدى الرابطة هو:

  • المرحلة الابتدائية 6 سنوات
  • المرحلة الإعددية 3 سنوات
  • المرحلة الثانوية 3 سنوات

التعليم العالي :

يعدّ التعليم الأهلي العالي رافداً مهماً لتطوير العملية التعليمية في الصومال، بل الرافد الوحيد للتعليم العالى والقناة الفعالة الاستيعاب الطلاب الصوماليين وتأهيلهم في فترة الحروب الأهلية بعد انهيار الحكومة المركزية عام 1990م .

وكانت  الجامعة الوطنية -بمختلف كلياتها-  الوحيدة في الصومال ،ولكن بعد سقوط الحكومة أصبحت الجامعات الأهلية المسيطرة على الساحة . وبدأ هذا النشاط بعدما رأى المثقفون أعدادا كبيرة من خريجي الثانويات يتسكعون في الطرقات ، أو يبذلون نفقات هائلة في الالتحاق بالجامعات خارج البلاد، فافتحت أول جامعة أهلية في الصومال عام 1993م وهي جامعة المحيط الهندي  .{3}

وفي عام 1997م افتتحت جامعة مقديشو في العاصمة الصومالية ، وتلتها جامعة عمود في بورما شمال غرب الصومال، ثم جامعة شرق أفريقيا في بوصاصو وجامعة سيمد في مقديشو عام 1999م ، وبفتح هذه الجامعات في البلاد أدّى إلى إدخال الثقة في قلوب أولياء الأمور ما شجعهمعلى الحاق أولادهم بالمدارس الأساسية والثانوية .

والجامعات في هذه الفترة كانت تعاني من عقبات كثيرة منها ، عدم توفر البيئة المناسبة للتعليم الجامعي ، ندرة المكتبات ، قلة الأساتذة الأكفاء بسبب نزوح أهل الخبرة إلى الخارج بسبب الحروب ، وكذلك ضعف التمويل لهذه المؤسسات ، ولكن بفضل من الله ثم بجهود الدول العربية استطاعت تلك الجامعات الاستمرار في توفير التعليم العالي للشعب .

ومما تجذر الإشارة إلى الدور العظيم الذي قامت به بعض الدول العربية وهي السودان  ، مصر ، المملكة العربية السعودية ، ولكن الدور الذهبي الذي لعبته السودان الشقيق كان كبيرا ، حيث فتحت أبواب جامعاتها للشباب الصومالي خريجي الثانويات مما وفّر فيما بعد اساتذة أكفاء للتدريس في الجامعات الأهلية ورفع مستوى الوعي والثقافة لدى الشعب الصومالي.

ومن أبرز الهيئات الإسلامية التي ساعدت في توفير التعليم في هذه الفترة هيئة الإغاثة الإسلامية ولجنة مسلمي أفريقيا  .

المراجع والهوامش

1- أحمد عبد الله الشيخ محمد: الإدارة التربوية للمدارس الثانوية الصومالية الواقع والطموح، رسالة الماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة إفريقيا العالمية، 2004م

2- النظام الأساسي لرابطة التعليم النظامي الأهلي في الصومال ، مقديشو 2005م ، ص: 9

3-  Somali Education Report 2010-2011 by Somali Ministry of Education, Culture& Higher Education (2011)

أ/ شافعي عبدالعزيز حاج طفى

ماجستير الإدارة والتخطيط التربوي جامعة النيلين - السودان ، يحضر الدكتوراة في التخطيط التربوي بجامعة بخت الرضا في السودان
زر الذهاب إلى الأعلى