تحليل: عقبات أمام القيادة الجديدة للجيش الصومالي

من المعروف أن الجيش الصومالي انهار في عام 1991م حيث تفرق أفراد الجيش في أنحاء البلاد وخارجه وانهار ت عناصره بالكامل، ولكن الحكومة الفدرالية الصومالية الحالية بقيادة حسن شيح محمود تحاول إعادة بناء الجيش الصومالي من جديد الذي كان يعد يوم من أقوى الجيوش في منطقة شرق إفريقيا.

وبالأمس السبت تسلم كل من الجنرال محمد أدم أحمد قائد الجيش الصومالي الجديد وعلي باشي محمد رئيس أركان الجيش الجديد مهامهما رسميا، بعد أن أديااليمين الدستورية أمام الرئيس حسن شيخ محمود في الأسبوع الماضي؛ والذي أوصى للقيادة الجديدة للجيش بتفعيل دور الجيش الصومالي في محاربة حركة الشباب، وحثهما على أداء المسئولية الكبرى الملقاة على عاتقهما المتمثلة في حماية البلاد من المخاطر التي يواجهها من قبل حركة الشباب في الوقت الحالي حسب وصفه.

السيرة الذاتية للقيادة الجديدة للجيش الصومالي:

1. محمد أدم أحمد(لانغرى): هو جنرال ينحدر من قبيلة طلبهنتى من بطون قبيلة دارود. وتلقى الجنرال دراسته العسكرية في كل من مصر والاتحاد السوفيتي وأمريكا. كما تقلد عدة مناصب عليا في الجيش الصومالي السابق حيث كان قائد الفرقة الأولى في الجيش الصومالي في مدينة بلدوين(وسط البلاد)، وقائد (الفيلق 60 )في مدينة بيدو(غرب البلاد)، وقائد (الفيلق 21) في مدينة طوسمريب (وسط البلاد)، وتم تعينه قائدا للجيش الصومالي في 26/9/2015م خلفا لسابقه الجنرال طاهر آدم علمي.

2. علي باشي محمد: هو جنرال ينحدر من قبيلة هبرجذر من بطون قبيلة هوية. وكان الجنرال علي باشي سكرتيرا وزارة الدفاع الصومالي في فترة الحكم العسكري، وكان أيضاً من أحد الضباط الكبار في الجيش الصومالي السابق في الفترة نفسها. وأخيرا تم تعينه رئيسا لأركان الجيش الصومالي في 26/9/2015م خلفا لسلفه عبد الرزاق خليف علمي رئيس أركان الجيش السابق.

ولا يزال الجيش الصومالي يواجه عدة عقبات وتحديات جمة، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

أولاً: مشكلة الخلافات السياسية وأثرها على قيادة الجديدة للجيش: أن التحديات أمام القيادة الجديدة للجيش الصومالي كثيرة ومتعددة، ومنها الخلافات السياسية الحالية في البلاد والتي تؤثر سلبا على قيادة الجيش كما يراه الباحث في الشئون الصومالية مهدي جامع حاشي الذي قال “إن التحديات أمام القيادة الجديدة للجيش الصومالي كثيرة تتمثل في الخلافات السياسية التي تتفجر بين الحين والآخر؛ لأن أية قوة عسكرية تستمد فعاليتها من المؤسسات الأخرى التي تشارك معها في مسؤوليات البلد، وعليه فإن الإرباك الحاصل على مستوى الحكومة سينعكس عليها” وأضاف مهدي “أن معضلة الصومال متعددة الأوجه والحل العسكري هو جزء منها وليس الكل”، وأضاف مهدي أيضا “أنه ليس هناك توجه جدي للقيادة الصومالية لتشكيل جيش وطني يسيطر على الحدود الصومالية”.

ثانياً: عدم وجود ميزانية كافية للجيش: إن من أهم المشكلات التي تقف أمام الجيش الصومالي فقدان ميزانية كافية للجيش كما يعتقده حاشي والذي يشير إلى أن”عدم توفر ميزانيات كافية للجيش الصومالي بشكل عام الذي ينتشر في مناطق واسعة من البلاد أمر يؤثر سلبا على أداء الجيش”.

ثالثاً: تأثير القوى الأجنبية على الجيش الصومالي: ومن العقبات أمام القيادة الجديدة للجيش الصومالي الوجود الأجنبي في البلاد، حيث تؤثر قوى أجنبية قوة أجنبية على أداء الجيش مهامه كما يرى مهدي حاشي الباحث في الشئون الصومالية قائلا “إن هناك قوة دولية وإقليمية تريد أن تدور الصومال في حلقة مفرغة تتيح للأجانب التحكم في قراراتها المصيرية، وان هناك مسألة حول مدى استقلالية قرار الجيش الصومال مقابل سطوة القوات الإفريقية التي تستأثر بنصيب الأسد في التمويل”.

رابعاً: مشكلة تكوين الجيش الصومالي الحالي: ومن العقبات الماثلة أمام القيادة الجديدة للجيش الصومالي كون أفرادىالجيش الصومالي الحالي مليشيات قبلية تم تجييشها من قبل وزارة الدفاع الصومالي، وأن معظم أفراد الجيش لا تنضبط ولا تتقيد بالانظمة العسكرية للجيش.

خامساً: عودة قوة حركة الشباب من جديد: إن الأوضاع الأمنية المتدهورة في البلاد، وعودة حركة الشباب بقوة مثيرة في مناطق عدة من الجنوب تعد من أكبر العقبات أمام القيادة الجديدة للجيش ويقول الباحث في مركز مقديشو للبحوث والدراسات عبدالنور معلم محمد “إن سيطرة حركة الشباب على مناطق واسعة في الجنوب وعودة عملياتها بتكتيكات جديدة ونوعية تعتبر تحد كبير أمام القادة الجديدة للجيش”. وهو ما أدى إلى إحباط معنويات أفراد الجيش الصومالي بشكل عام أمام ضربات الحركة في الشهور الماضية.

سادساً: ضعف تدريب الجيش الصومالي: ومعلوم أن معظم أفراد الجيش الصومالي الحالي لم تتلق التدريب الكافي الذى يؤهلها من مواجهة التحديات الأمنية الماثلة أمامها، ومن أجل هذا لا تستطيع عناصر الجيش تحمل واجباتها والمسؤولية الملقاة على عاتقها.

سابعا: صعوبة دمج مليشيات الأقاليم في الجيش المركزي: ويرى البعض إن عملية دمج الجيش بمعنى دمج القوات العسكرية التابعة للإدارات الإقليمية تحت قيادة القوات المسلحة الصومالية، وتعد من أكبر العقبات في الوقت الحالي خاصة في ظل انعدام الثقة بين الحكومة الصومالية وقيادة الأقاليم.

زر الذهاب إلى الأعلى