تحليل: أسباب عودة قوة حركة الشباب

 

بقلم: محمود عبدالصمد (ذواليدين)
صعدت حركة الشباب المجاهدين من هجماتها في الفترة الأخيرة، بعد أن قامت بسلسلة عمليات نوعية في أكثر من منطقة  كهجوم مدينة جنالي:حيث شنت حركة الشباب في الأسبوع الأول من ستيمبر الجاري هجوما مباغتا، استهدف على ثكنة عسكرية تابعة للقوات الأوغندية المنضوية تحت قوات حفظ السلام الإفريقية (أميصوم) بمدينة جنالي في منطقة شبيلي السفلى، و نتج عن الهجوم أضرار جسيمة؛ بشرية ومادية، كماأسفر الهجوم  عن مقتل ما لا يقل عن  80 جنديا وجرح أكثر من مئة آخرين حسب رواية حركة الشباب  الصوماليةبينما اعترفت قوات أميصوم على مقتل 50 من عناصرها فى هذا الهجوم.

وفى الأمس بالليل سنت وحدات تابعة لحركة الشباب هجمات متفرقة  على  قاعدتين للقوات الحكومية فى مقديشو دون معرفة الخسائر الناجمة عن الهجوم..

وتأتي عودة قوة الحركة وتصعيد هجماتها في فترة حرجة بالنسبة للحكومة الصومالية والقوات الإفريقية المساندة لها ،الحكومة منشغلة بالادارات المحلية  ومنهمكة فى الانتخابات المزمع اجراءها فى عام 2016م

الأساليب القتالية للحركة:

إتبعت الحركة عدة أساليب قتاليةلمواجهة أعدائها وخصومها، من أهمها:
1. أسلوب نصب الكمائن وحرب العصابات

حيث تقوم عناصر  من وحدات الحركة  شن هجمات متفرقة على المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية والقوات الإفريقية المساندة لها، مما ادى الى انسحابها من مناطق ومواقع استراتيجية فى الأقاليم الجنوبية خاصة إقليم شبيلى السفلى لصالح حركة الشباب.
2. أسلوب الاختراق والتجنيد:  فبسبب الظروف المادية الصعبة للقوات الحكومية وموظفي الدولة، نجحت حركة الشباب في اختراقهم وتجنيد بعضهم لتسهيل عملياتها، و قدتستخدم المجنديين الجدد لمهمة جمع المعلومات الإستخباراتية مقابل مبالغ مالية زهيدة، حيث تمكن مهاجمو الحركة، أكثر من مرة تجاوز نقاط التفتيش المحيطة بالمناطق الحساسة مثل القصر الرئاسي.

  1. الأسلوب الانتحاري:وهذالأسلوب من أشد الأساليب الدموية التي تنتهجها الحركة لتأثير نفسيات القوات الصومالية والإفريقية، وقتل أكبر قدر ممكن بأقل خسارة لدى الحركة.

أسباب  عودة قوة الحركة من جديد:

لقد أثارت العمليات الأخيرة التي قامت بها حركة  الشباب في الصومال أكثر من منطقة بما فيها العاصمة مقديشو، أثارت تساؤلات كثيرة حول احتمالات عودة قوة الحركة واستعادة المناطق التى خسرتها الحركة سابقا ، رغم خسارتها و انسحابها من معظم معاقلها  الاستراتيجية  في الجنوب و الوسط في الشهور الماضية، ومن هنا شغلت أذهان المراقبين والمتابعين في الشأن الصومالي إمكانية عودة قوة الحركة (الشباب المجاهدين) من جديد.

ويمكن أن نوجز أسباب عودة هجمات  الحركة ما يلي:

  1. انعدام الروح القتالية للجيش وضع معنويات بسبب عدم تسلم أفراد الجيش رواتبهم منذ عدة أشهر.
  2. توتر العلاقة بين الحكومة المركزية وبعض المناطق مثل جبولاند وبنتلاند حيث انشغلت الحكومة الصومالية عن مواصلة المواجهة مع الحركة.
  3. عدم إعداد جيش صومالي قوي يستطيع ممارسة دوره الوطني.
  4. صعوبة الانسجام بين القوات الصومالية و الأفريقية وغياب دور التعاون الاستراتيجي بينهما.
  5. عدم تنسيق بين القوات الحكومية وقوات الادارات الإقليمة الفيدراليةالقائمة في البلاد.
  6. ضعف الاستخبارات وتقييم قدرات الحركة،وعدم رصد ومتابعة تحركات عناصر الحركة .
  7. تغير الحركة استراتجيتها العسكرية حيث قللت من استهداف المدنيين العزل في الهجمات الأخيرة، وهو ما يعطيها ثقة وشعبية ربما ليس لديها ذى من قبل.
  8. قدرة الحركة على توقيت الهجمات متى وكيف ما شاءت مما جعل القوات الإفريقية والصومالية في موقع الدفاع عن النفس.
  9. توقف الضربات الجوية التي كانت تقوم بها الطائرات الأمريكية بدون طيار،ضد اهداف وقيادة الحركة حيث تستغل عناصر الحركة وتستثمره في التحرك والتناقل في مناطق واسعة في الجنوب والوسط.
  10. انتشار عناصر الحركة داخل مؤسسات الدولة حيث لا يمكن مواجهة العدوي الخارجي قبل العدوي الداخلي.

إنتهي

زر الذهاب إلى الأعلى