العلامة الشيخ حسن يوسف القادري الشافعي 

 المفسر ، الفقيه، الصوفي المؤرخ، والطبيب.. وحيد عصره في الورع والزهد .. وبعلو همته وحسن ثقافته علا في عصره شأن التصوف والسلوك ، واخضب رياضها، ونفض شبهاتها.

ولد الشيخ حسن يوسف محمد علي محاد أدير صوفي، القادري الشافعي الأشعري بقرية ( جلعد) المشهورة على بعد عشرة كليومترات شرق مدينة جمامه بمحافظة جوبا السفلى، وذلك عام خمس وعشرون وتسعمائة والف للميلاد. وأمه آمنة محمد شيخ.

نشأته

نشأ الشيخ حسن يوسف في  أسرة فقيرة يغلب على بعضها العناية بالزراعة ورعي الإبل، وكان وحيدا يتيما اذ توفي والده وعمره ثلاث سنوات، وتربي في حضانة أمه مكفولا من قبل أعمامه.  أتم حفظ القرآن في سن مبكر على يد المعلم بري في قرية جلغد…  وبعد أن تم حفظ القرآن التحق الشيخ حسن بحلقة الشيخ أبوبكر نور الغماني ودرس كتابي “بني الاسلام ومعرفة الايمان “ وهما من المخطوطات الدينية الناذرة…. ومن ثم بدأ يتنقل  بين مدن مركه، ومقديشو، وحدر التي كانت تعج بالمراكز العلمية ، ودرس العلوم الشرعية على أهم شيوخها، وحصل على أجازة التصوف والسلوك. كما جلس للتعليم في عدد من مساجدها، وحلقاتها العلمية ، وتتلمذ على يديه خلق كثيرون وأئمة معتبرون.

رحلاته العلمية

 في عام 1947 وبعد أن أكمل الشيخ دراسة المتنين (بني الاسلام وكتاب معرفة الايمان) سافر إلي منطقة “ ملد” جنوب مدينة مركه لطلب العلم، وكان معه: الشيخ حسن معلم محمود  والشيخ حسن مودي، ودرس على الشيخ حسن نور أبغالو تلميذ العالم النحرير الشيخ إبراهيم غاشان، وبدأ دراسة المنهاج. وفي اثناء ذلك قدم إلى قرية “ملد” العلامة الكبيـر الشيخ عبد الله معلم يوسف المعروف بالشيخ ( عبد الله داروذو)، فالتحق إلى حلقته وأخذ عنه علم الفقة.

كرم الله  الشيخ  بملازمة الشيخ عبد الله داروذو، ونشأ في حجره ، فحفظ عليه الكثيـر من المتون، وتلقى عليه كتاب المنهاج، وتعلم منه أيضا العبادة والأخلاق الحسنة والجد والاجتهاد في طلب العلم والصبر في سبيل ذلك .

ولما صار عمره 32 عاما ترك الحلقات العلمية وتفرغ لطلب علم التصوف.

شيوخه

ومن بين  أبرز علماء الشيخ حسن يوسف:

1- الشيخ عبد الله داروذو وأخذ  عنه علم الفقه  على المذهب الشافعي

2- الشيخ محمد وهلو البيمالي الذي كان يدرس علوم اللغة في قرية بيماير (BBR) الواقعة بين قرتي جنالي ومبارك،  وتلقى على يديه متون اللغة العربية، متن الآجرومية ومتن قطر الندي.

3- الشيخ محمود معلم بشير الاوغاديني الذي قرأ له ألفية إبن مالك.

4- الشيخ آدم طيري ( أوغادين) وكان شيخه في علم التفسير

شيوخه في التصوف

اجتهد الشيخ حسن يوسف في طلب علم التصوف والسلوك، والحصول على الاجازة في الطريق الصوفي… وعاش حياة الترحال  من أجل ذلك، والتقى عدد كبير من كبار علماء  الصوفية في الصومال،من بينهم،  الشيخ علي ميه ، والشيخ علي مؤمن ، والشيخ محي الدين علي بمقديشو،  والشيخ محي الدين شيخ أويس طيري أمام بلد الأمين بأفجوي. ثم، سافر إلى ورشيخ واخذ الطريقة الزيلعية من الشيخ عبد الرحمن عمر عيلي.

لم يهدأ بال الشيخ وواصل البحث عن شيخ يمنح له الاجازة الصوفية، فسافر إلي مدينة حذر والتقى بالشيخ  قاضي يرو، و أخذ منه الاجازة في الطريقة القادرية ثم عاد إلي مدينة مركه وأسس مركزا كبيرا للعلم والطب التقليدي،  وصار أول شيخ قادري ينحدر من قبيلة بيمال يرفع العلم القادرية في تلك المنطقة.

تلاميذه

  1. الشيخ نور محمد عثمان جيلي شيخ قرية رقم 50
  2. الشيخ أحمد يوسف كولالي شيخ منطقة براوه
  3. الشيخ محمد محمود دكريو
  4. الشيخ الولي وصاحب  الدعاء المستجاب الشيخ محمد محمود معلم عبدي الأبغالي
  5. الشيخ عبد الرحمن عداوي أحد شيوخ مدينة جمامه

صفاته

  ومن ابرز صفاته التي تميز بها القراءة والإطلاع على الكتب، ومكارم الأخلاق، والكرم والشجاعة.

كان الشيخ حسن يوسف، رجلا واسع الاطلاع كثيرة القراءة بالعلوم الدينية والعلم الحديث، وكانت له مكتبة كبيرة تضم كتبا كثيرة  تشمل مختلف الفنون الشرعية والعلوم المعاصرة. وكان كريما في غاية الكرم ، وكان فياض العطاء واسع الكرم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.

كان الشيخ آية في السخاء مسارعا إلى خدمة الناس وقضاء حوائجهم، وكان يعول ديارا كثيرة لمريديه وطلابه الذين يزوجهم، و كان يصرف أموالا كثيرة  كثيرة على أهل الحاجة والمتفرغين للعبادة وطلب العلم. وألقى له أحد مريده قصيد طويلة باللغة العربية وكان أحد أبياتها:

سيدي سخاوته      كالعدي والماطر

كان  الشيخ حسن يوسف عالما عاملا ، كثير  القيام في الليل، وروي أنه صام 100 يوم، وكان شديد  الهيبة والتواضع،  دائم البشر ، طلق المحيا ، مهيبا وقور ا.

 توفي  العلامة الشيخ حسن يوسف  في مدينة مركه مساء يوم الأحد الخامس من  شهر جمادي الاولى سنة 1422 هـ   الموافق يوم الأحد السادس والعشرين من شهر يوليو عام  2001.

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى