السفن الحربية  التركية في المياه الصومالية قريبا… ماهي تداعياتها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي؟

 وصلت أمس الثلاثاء إلى ميناء مقديشو الدولي سفينة حربية تركية وسط توترات داخلية وفي منطقة القرن الإفريقي على خلفية سعي إثيوبيا إلى الحصول على منفذ بحري عبر المياه الصومالية.

تتميز السفينة العسكرية التركية TCG KINALIADA (F-514) التي جاءت إلى الصومال في إطار تنفيذ إتفاقية التعاون الدفاعي والإقتصادي التي وقعتها الحكومة الفدرالية الصومالية مع تركيا مطلع العام الجاري، باستخداماتها المتعددة، بما في ذلك الاستطلاع والمراقبة، والحرب المضادة للغواصات، والحرب من سطح إلى سطح، والحرب من أرض إلى جو حسب وكالات الأنباء.

وقع وزيرا الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور ونظيره التركي يشار غولر  اتفاقية تعاون دفاعي واقتصادي بين الصومال وتركيا في 8 فبراير الماضي في أنقرة.

حظيت السفينة الحربية التركية TCG KINALIADA (F-514)  التي تعد الأول من نوعها في الصومال استقبالا حافلا ، شارك فيها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وبحضور عدد كبير من الوزراء والسفير التركي لدى الصومال إبراهيم متي ياغلي.

شرح الرئيس في كلمة ألقاها في مناسبة دخل السفينة أهمية العلاقات  بين الصومال وتركيا الضاربة في جذور التاريخ ،  مشيدا بالدور التركي الشريف في الجهود الجارية لإعادة بناء الدولة الصومالية ، وفي المساعدات ، وإعادة بناء القطاعات الحيوية في الصومال.

 وأوضح الرئيس حسن شيخ محمود أن تركيا وقفت إلى جانب الصومال في وقت كان الشعب الصومالي بأمس الحاجة إلي دعم الأشقاء .

وقال الرئيس إن تركيا التي وقعنا معها اتفاقية التعاون الدفاعي والاقتصادي هي دولة نعرفها جيدا. وقفت إلى جانبنا أكثر من مرة ، وهي دولة صديقة وشقيقة وجديرة بالثقة فيما يبعلق بالدفاع عن سيادتنا ووحدة أراضينا.

وأعرب الرئيس حسن عن شكره وتقديره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطمئنا الشعب الصومالي بأن الإتفاقية مع تركيا ستساهم في إعادة بناء القوة البحرية الصومالية قريبا ، وتمكنيها من حماية المياه الصومالية لوحدها .

وبدوره، أوضح السفير التركي إبراهيم متي ياغلي، خلال المناسبة، أن اتفاق التعاون الدفاعي بين البلدين أظهر للعالم عمق العلاقات بين البلدين، مؤكدا على أن تركيا ستعمل في حماية المياه الصومالية .

وقال السفير التركي  إن أنقرة عازمة على دعم استقلال الصومال ووحدة أراضيها، مشيرا إلى أن وصول السفينة الحربية التركية إلى ميناء مقديشو جاء في إطار اتفاق التعاون الدفاعي والاقتصادي الموقعة بين البلدين.

 واعتبر  السفير إبراهيم متي  أن استقرار الصومال مرتبط باستقرار تركيا.

 يتوقع بعض المراقبين أن تثير الخطوة التركية حفيظة بعض الدول الإقليمية التي لها مصالح في الصومال وخصوصا  في ظل أزمة سياسية حادة بين الصومال وإثيوبيا.

كما يبدي المراقبون تخوفهم من تداعيات إتفاقية التعاون الدفاعي بين الصومال وتركيا على علاقات الصومال  مع الدول الغربية ورأسها  الولايات المتحدة التي تعد الداعم الرئيسي للحكومة الصومال وخصوصا فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب بالإضافة إلى بعض الدول العربية التي لها مصالح في الصومال.

ويتساءل المراقبون ماذا بذلت الحكومة الصومالية جهودا كافية للحيلولة دون تصادم مصالح الدول المشاركة في الجهود الجارية لإعادة بناء الصومال وخصوصا في ظل وجود خلافات سياسية بين الحكومة المركزية في مقديشو وبعض الولايات الإقليمية التي فيما يبدو غير متحمسة لتنفيذ الإتفاقيات التي تبرمها الحكومة الصومالية مع العديد من الدول.  

زر الذهاب إلى الأعلى