القاعدة البحرية الصينية في جيبوتي تشكل تهديدا على الولايات المتحدة

جروى 🙁 مركز مقديشو للبحوث) في يوم الاثنين 18 أبريل 2016، وضعت الصين أقدامها على الأرض في أول قاعدة بحرية لها في جيبوتي، البلد الذي كان أيضا مقرا لقاعدة جمع المعلومات الاستخباراتية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية في إفريقيا على مدى الخسة عشر سنة الماضية .

القاعدة الصينية الجديدة سوف تفرض تحديا كبيرا على المنشأة العسكرية الرئيسية للولايات المتحدة التي تضم أربعة آلاف جندي، وتملك أكبر قاعدة تركيب الطائرات بدون طيار خارج أفغانستان.

وهذه الخطوة الصينية الجديدة تبرهن على أن السياسة الخارجية للصين كما تبدو آخذة في توسيع نفوذها في افريقيا. وشاركت الصين في عمليات مكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال منذ عام 2008 وازدادت أعداد تلك البعثات منذ عام 2010. الرئيس الصيني جين بينغ تبرع بمبلغ 100 مليون $ للاتحاد الأفريقي (AU) وقال انه للمساعدة في بناء قوة احتياطية للاستجابة السريعة في حالات الطوارئ.

 من جانبه حذر السفير الأمريكي لدى جيبوتي توم كيلي من أن جيبوتي تعتبر مركزا هاما لسياسة الأمن القومي الأمريكي في أفريقيا مبديا مخاوف من الجهود العسكرية الصينية لاعتراض المخابرات الأمريكية.

من جهة أخرى فإن الولايات المتحدة تتعامل مع رئيس جيبوتي عمر جيله الذي يعتبره كثير من السكان المحليين بأنه دكتاتور يحد من حرية التعبير وحقوق الإنسان، ويجري اعتقالات تعسفية، ويستخدم التعذيب على المعارضة.

 وبإمكان الرئيس جيلى أيضا أن يقوي علاقاته مع الصين بعد شراء الحكومة الصينية حصة كبيرة من ميناء جيبوتي بمبلغ 185 مليون $. كما أن الاستثمارات الصينية تضم أيضا مشروع السكك الحديدية باستثمار يبلغ أربعة بلايين دولار ( 4000000000 $ ) يربط جيبوتي بإثيوبيا. ومن المتوقع أن تحصل جيبوتي 20 مليون $ سنويا من القاعدة البحرية جيبوتي على مدى العقد المقبل.

 هذا ، وتعتبر جيبوتي قاعدة عمليات هامة ليس فقط للولايات المتحدة بل لكثير من الدول في جميع أنحاء العالم. وقد اعتمدت الولايات المتحدة في جهود مكافحة الإرهاب على جيبوتي كقاعدة تنطلق منها طائرات بدون طيار وفرق القوات الخاصة حيث تخدم جيبوتي كمركز لوجستي كبير حيث يقع على خط من الممرات الملاحية الأكثر أهمية في العالم حيث يصب في البحر الأحمر والمحيط الهندي، كما يقع على المدخل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية.

 وقد توسعت إدارة أوباما بقوة في استخدام طائرات بدون طيار والقرق الخاصة لمحاربة الجماعات المسلحة الإسلامية في أفريقيا. قاعدة كامب ليمونير التي يقع مقرها الولايات المتحدة تعطي أولوية قصوى لمكافحة الجماعات الجهادية العاملة في المنطقة.

وتتمثل الأهداف الرئيسية لطائرات بدون طيار وعادة ما تكون الصومال واليمن، حيث تستهدف بشكل أساسي جماعتا بوكو حرام النيجرية وحركة الشباب الصومالية، كما يتم استهداف مجموعات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية باستخدام الطائرات بدون طيار.

الصين تتوقع من وراء القاعدة الجديدة قيمة استراتيجية وفقا للأولويات العسكرية للحزب الشيوعي الصيني المسمى ب”الأوراق البيضاء” التي تم إصدارها في مايو 2015، وقد نصت على أن الصين “تسعى لامتلاك مبادرات إستراتيجية في الصراع العسكري، على نحو يقوم بالتخطيط الاستباقي للكفاح المسلح في كل الاتجاهات والمجالات، واغتنام الفرص لتسريع البناء العسكري “.

هذا ، وتدعي الصين أن قاعدتها العسكرية في جيبوتي ليست جزءا من توسع عسكري عدواني، ولكن الولايات المتحدة ترى أن تكون حذرة جدا من النوايا الحقيقية الصينية، والتي من المرجح أن تشمل تأثيرات بعيد المدى أكثر من مجرد بعثة بحرية.

المصدر:www.centerforsecuritypolicy.org

زر الذهاب إلى الأعلى