ياأميصوم… قتل شعب أعزل جريمة لا تغتفر

فبعد أن باشرت أميصوم مهام عملها كقوات حفظ السلام في الصومال عام 2007، فإنها تمركزت في ثكنات عدة بالعاصمة، وكانت لاتهاجم خصومها أعني حركة الشباب، بل كانت تبدو كقوات دفاع ترد على مصدر التهديد بوابل من الرصاص بمختلف أنواعها وأحجامها، وتكيل الكيل بمكيالين، كانت ولا تزال تقصف المدنيين دون هوادة بحجة أنهم يستهدفون عن مصدر إطلاق النار، وكأن لسان حالهم يقول” جميعهم صوماليون فليمت من يموت”
وكان هذا القصف العششوائي بمثابة إختبار لسلطات البلاد ومعرفة ما إذا كانت تتألم لرعيتها أم لا ، وتأكد لها أن لا رقيب ولاعتيد علها، ونجح إختبارها ومن ثم وجدت أميصوم مناعة قوية، وتأكد لها كذلك أن السلطات في المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية في البلد لا يهمهم سوى أمنهم فقط، وبما أن قواتها تقوم على حمايتهم وتوفر لهم الأمن والأمان فإنهم لا يحاسبونهم، حتي إن ارود ذلك فإنهم لا يقدرون!
ومنذ ذلك الحين تفعل أميصوم ما تشاء تقتل بريئا، وتسحق على الأرض سيارة مستضعف عابري سبيل بحجة أنه دخل الطريق صدفة والمرحوم دائما غلطان!، وتغتصب مسكينة بائسة تلتمس الدواء أو الغذاء في قواعدها حسب ما ورد في تقرير”هيومن رايتس ووتش” عام 2014.
وتشجعت أميصوم رويدا رويدا وأصبحت تأخذ زمام المبادرة في مهاجمة حركة الشباب في معاقلها، حتي تمكنت من سيطرة أقاليم عدة، طبعا بمساعدة قوات الجيش.
لكن ذلك لم يكن لصالح سكان المناطق التي سيطرتها الحكومة، فهم ومنذ سيطرتها يعيشون خوفا من القتل على يد أميصوم وقلقا من إغتصاب بناتهم من قبلها كذلك، وتعرضهم أخذ أموالهم كُرها وبسلاح بني جلدتهم، فهم يعيشون خوفا وذعرا من هذه الآلة المسلطة علي أرقابهم، والتي يتحكم بها أجنبي لا يرحم تشجعه إهمال قادتهم وإنشغال مجلسهم التشريعي فيما لا يذكر من مصالح فردية.
أهم جرائم أميصوم بحق الشعب الصومالي الأعزل
خلال السنوات الأخيرة ازدادت أعمال قتل الأبرياء على يد قوات حفظ السلام الإفريقية ( أميصوم) بشكل يشبه بأنه إنتقام مقصود، لأنها تطلق النار على كل من يصادفها في الطريق عمدا ودون تفريق، وذلك إن تعرضت لأي هجوم من قبل حركة الشباب. وقد حاولت توثيق ما يمكنني الحصول عليه من جرائم أميصوم بأحق شعبنا الأعزل.
• ففي الثامن والعشرين من شهر يناير عام 2014 داست إحدى العربات المدرعة لقوات الاتحاد الأفريقي المواطن الصومالي صالح نور محمد في شارع مكة المكرمة، وتوفي في الحال، وكان سائق سيارة أخرة.
• وفي الثامن عشر من شهر أبريل في نفس العام قلت قوت الاتحا الأفريقي شخصين مدنيين وأصابت خمسة آخرين بجروح بعد تعرضها لتفجير في مدينة مركة.
• وفي الثامن عشر من شهر سبتمر في عام 2014 داست إحدى العربات المدرعة للقوات الأفريقية طفلا في العاشرة من عمره في شارع “ودناها” بالعاصمة مقدييشو، ولفظ أنفاسه الاخيرة في الحال.
• وفي الثالث من شهر نوفمبر عام 2014، داست عربة مدعة لقوات الأفريقية خمسة مواطنين صوماليين، بينهم امرتان من بائعات القات وثلاثة شباب في ناحية طركينلى جنوب غرب العاصمة مقديشو، مما أدى إلى إصابتهم بجروح خطيرة.
• وفي الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 2014، قتلت أميصوم شخصا مدنيا وأصابت ثلاثة خرين بجروح في مدينة مركة، جراء إطلاق نار عشوائي من قبل الجنود ردا على هجوم بقنبلة يدوية.
• وفي السادس عشر من شهر ديسمبر عام 2014 قتلت شابا رميا بالرصاص بعد أن ألقت القبض عليه في مدينة مركة بتهمة مسؤوليته عن هجوم بقنبلة يدوية، وفي نفس اليوم أصابت ثلاثة مدنيين في إطلاق نار عشوائي المدينة.
• وفي الثامن والعشرين من شهر يناير عام 2015 داست عربة مدرعة للقوات الأفريقية مواطنا في تقاطع كلم4 في مديشو، وتوفي في الحال، وواصلت العربة المدرعة الأفريقية سيرها، دون أن تعير له أي إهتمام.
• وفي التاسع والعشرين من شهر يناير عام 2015 داست عربات عسكرية لقوات الأميصوم سيارتين لموطنين إثنين في تقاطع زوبي في مقديشو، مما ألحق بهما خسائر مادية.
• في العاشر من شهر أبريل عام 2015 داست عربة مدرعة للقوات الأفريقية طفلا في العاشرة من عمره في ناحية بونطيري شمالي مقديشو، وتسبب الحادث في إصابة الطفل إصابة خطيرة، ووصلت العربة المدعة سيرها بدون محاولة لإسعاف الطفل الذي داست عليه.
• وفي الحادي عشر من يوليو عام 2015 ارتكبت قوات ألأميصوم جرائم قتل بشعة حيث قتلت رميا بالرصاص أكثر من 13 شخصا كما أصابت عشرين آخرين في مناطق مختلفة من مدينة مركة.
• وفي الواحد والعشرين من شهر يوليو الجاري قتلت القوات الأفريقية 18 شخصا مدنيا في عملية نفذتها قوات الأميصوم في مدينة مركة، بعد اقتحام القوات منازلهم في المدينة.
• وفي الواحد والعشرين من شهر يوليو الجاري أيضا، قتل شخص مدني وأصيب آخر بجرح على يد قوات الاتحاد الأفريقي في العاصمة مقديشو.
تلك كانت غيض من فيض على ما قامت به أميصوم من قتل للأبرياء العزل وبدم بارد خلال العامين الماضيين، الا أن التاريخ يسجل جميع الأفعال الإجرامية للقوات الإفريقية، كذلك يسجل التاريخ أن سلطات البلاد لم تقم ما يكفي لحماية أبنائها العزل من إستهدف أميصوم اللامبرر، وإهمالها بمحاسبتهم جنائيا.

توصيات ومقترحات
من باب المسئولية أقترح على المسئولين في البلد وخوصوصا السلطات الثلاثة( التشريعية والتنفيذية والقضائية) العمل بالآتي :-
1- تشكيل لجنة وطنية قومية ودائمة تضم حقوقيين وشخصيات من المجتمع المدني وإعلاميين لمراقبة ورصد إنتهاكات القوات الأجنبية بحق الشعب.
2- على الحكومة أن تقوم – بإعتبارها رعية الأمة – حصر وثوثيق جميع الإنتهاكات السابقة لهذه القوات، وملاحقة المجرمين قضائيا.
3- وضع قوانين ومعاهدات تضمن السلامة للمواطنين، وتحد من التصرفات الغير اللائقة لقوات أميصوم.
4- الإهتمام بالمناطق التي تشهد فراغا حكوميا وأهمالا كبيرا من جانبها كمدينة مركا التي ترك أبنائها بين مطرقتين، وتحكم كامل لـ ” أميصوم” .
5- الحرص على توفير العدالة لكافة المواطنين، وإشعارهم بأنهم متساوون في القسمة.

د/عبدالوهاب على مؤمن

باحث متخصص في علم الاجتماع info@Mogadishucenter.com
زر الذهاب إلى الأعلى