زيارة أوباما لكينيا وانعكاساتها على الصومال

وصل الرئيس الأمريكي باراك اوباما، أمس الجمعة الي  العاصمة الكينية نيروبي في بداية  جولة افريقية تشمل كينيا وإثيوبيا ،وسيجري أوباما خلال زيارته لكينيا محادثات مع الرئيس الكيني  اوهورو كينياتا، ومسؤولين كبار من الحكومة، لبحث التطورات الأمنية في المنطقة وخاصة التهديدات التي تشكلها حركة الشباب لكينيا، بالاضافة الي  قضايا اخرى ذات الإهتمام المشترك بين البلدين.

جدول أعمال زيارة أوباما

وبحسب مصادر اعلامية كينية، فان قضايا “الإرهاب”، ومسائل التجارة والاستثمارات وأمور أخرى متعلقة بالديمقراطية وحقوق الانسان  على راس جدول زيارة أوباما لكينيا، والتي من المقرر ان تستمر الي يوم الأحد.

وفي تصريح للرئيس الكيني اوهورو كينياتا ، اكد أن موضوع الأمن و”مكافحة الارهاب” في صلب محادثاته مع  اوباما، مشيرا على سعي نيروبي الي توثيق تعاونها مع الوكالات الاميركية، لمحاربة التهديد الذي يمثله التطرف الإسلامي، وخصوصَا ذلك الذي تشكله حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وقال كينياتا قبيل زيارة أوباما لكينيا  “لا حاجة لأقول لكم الى اي حد ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ونامل ان يكون استقبالنا له مميزا»، معبرا عن الأهمية الكبيرة التي تشكلها الزيارة، لحلحلة قضايا سياسية، وامنية تواجها كينيا ومنطقة شرق افريقيا  عموما.

ومن جهته، قال أوبامال خلال مغادرته واشتطن إن رحلته التي تشمل كينيا وإثيوبيا ستظهر تصميم الولايات المتحدة على محاربة “الارهاب” في منطقة شرقي افريقيا.

الأمن وحركة الشباب

وبحسب بعض التقارير، تعكس زيارة الرئيس الأمريكي لكينيا واثيوبيا على رغبة الولايات المتحدة في التحالف مع أنظمة تقليدية لمكافحة الإرهاب في مكامنه في دول شرق افريقيا مثل كينيا، بدلاً من التدخل المباشر للقوات الأمريكية في هذه البلدان والذي أنهك واشنطن اقتصادياً وسياسياً، كما تعرضت للعديد من الانتقادات نتيجة تدخل قواتها في العديد من البلدان، لذلك اختارت تقوية علاقاتها مع حليف تقليدي للقضاء علي العناصر المتشددة بدلاً من التدخل المباشر.

وتواجه كينيا مع الجماعات الاسلامية المتشددة منذ العام 1998، عندما قام تنظيم القاعدة بتفجير السفارة الاميركية في نيروبي، وانها ارسلت قوات عسكرية الي  الصومالعام ٢٠١١ لتعمل ضمن قوة الأفريقية لحفظ السلام (أميصوم)  التي تدعم الحكومة الصومالية في حربها ضد حركة الشباب التي صعّدت في الأونة الأخيرة عملياتها في كينيا مسددة ضربة لخطط تلك القوات الساعية لتكون قوة فصل وحماية للحدود الطويلة وسهلة الاختراق.

الإقتصاد والاستثمارات

وكشفت صحيفة ديلي نيشن الكينية ان الرئيس أو باما سيلقي كلمة في قمة رواد الاعمال الدولية، التي تستضيفها كينيا في حين وقع البلدين حزمة من الاتفاقات، يتعلق بعضها بالبنية التحتية والاستثمار في قطاع الصحةق بل ساعات من وصول الرئيس  الأميركي الي نيروبي.

واضافت الصحيفة ان تعزيز التجارة والاستثمار نقطة أساسية في المحادثات الثنائية بين الرئيسين، اليوم السبت، حيث تعد الولايات المتحدة حاليًا ثاني أكبر الشركاء التجاريين لكينيا، بعد الاتحاد الاوروبي.

وفي هذا السياق صرح  الرئيس الامريكي أوباما انه متحمس لزيارته الي افريقيا التي وصفها بانها  تمتلك امكانيات نمو هائلة.

وقال اوباما خلال حفل مساء الاربعاء قبيل مغاردته البيت الابيض “رغم التحديات العديدة — ويجب ان نرى بوضوح جميع التحديات التي لا تزال هذه القارة تواجهها — ان افريقيا تتمتع بديناميكية غير معقولة، وفيها بعض الاسواق الأسرع نموا في العالم، وأناس استثنائيون، وصمود استثنائي»، مثنيا على مجموعة من الانجازات التي تحققت خلال ولايته الرئاسية والتي ساعدت في تقوية روابط واشنطن بالقارة السمراء.

كما اكد اوباما  على بذله  جهودا كبيرة لرفع علاقة الولايات المتحدة بافريقيا الى مستوى جديد، وتعزيز التبادل التجاري بين افريقيا والولايات المتحدة، مشيرا الي اطلاق مبادرات تاريخية لتعزيز التجارة والاستثمار والصحة والتنمية الزراعية والامن الغذائي و(مبادرة) باور افريكا لتعزيز وتوسيع التزويد بالكهرباء.

وعزا بعض المحللين الاهتمام المتزايد للولايات المتحدة بالشأن الافريقي وخصوصا دول شرق افريقيا  الي  تغير في الاستراتيجة الامريكية تجاه المنطقة بعد بروز الدور الصيني  وتزايد أنشطتها في شرق أفريقيا، وهو ما يجعل من الصعب على الولايات المتحدة أن تقى متفرجة ومكتوفة الأيدى حيال النفوذ الصيني المتصاعد في المنطقة، وبالتالي قررت إدارة أوباما استعادة نفوذها في القارة مرة أخري.

 انعكاسات زيارة اوباما على الصومال

لاشك ان الصومال ستكون الحاضر الغائب في محادثات الرئيس الأمريكي اوباما مع الرؤساء والمسؤولين الكينيين والاثيوبيين وان  قضية حركة الشباب المحتلة على رأس جدول اعمال زيارة أوباما ليس المقصود منها سوى الصومال التي تعتبرها كينيا بانها مصدرة الإرهاب الي بلادها رغم التواجد العسكري لها في الأراضي الصومالية .

وبحسب بعض المحليين الصومالين فان الصومال ستكون مشاركة بقوة في  اللقاءات التي سيجمع باراك اوباما مع المسؤولين الكينيين رغم انها لن تكون حاضرة  الا ان قضية حركة الشباب الصومالية ستظل القضية الأبرز التي ستثار حولها النقاش.

وانتقد العدد من المحلين الصومالين عدم زيارة أوباما للصومال أو على الاقل عدم  الإلتقاء مع المسؤولين الصومالين ، مؤكدين ان قضية حركة الشباب والارهاب تفقد من مغزاها ما لم يشارك الصومال في محادثات أوباما حول هذا الشأن، ويرون غياب المسؤولين الصوماليين من  هذه المؤتمرات خطأ كبير سيؤثر سلبا على جهود الولايات المتحدة ودول المنطقة في محاربة حركة الشباب.

ويبدي المحللون  أيضا تخوفهم من ان يطلب الرئيس الكيبي  أوهورو كينياتا من الرئيس الامريكي اوباما الضغط على الحكومة الصومالية لتغيير  سياساتها تجاه كينيا وخصوصا فيما يتعلق بالنزاع الحدودي بين البلدين.

وعلى صعيد آخر  يتوقع ان تنعكس زيارة أوباما لكينيا ايجابا على الوضع الانساني للاجئيين  الصومالين في كينيا  والاوضاع في الحدود بين البلدين. وتتحدث بعض المصادر ان الأميركيين لديهم بعض الشكوك حول ما يعتبره كثيرون النهج العنيف الذي تطبقه قوات الامن الكينية على الجالية الصومالية في كينيا.

كمان الجدار التي تبني الحكومة الكينية في الحدود مع الصومال ورغبتها في اغلاق مخيم داداب لم يعجبها القيادة الامريكية وهذا ما اثاره وزير الخارجية الامريكي جون كيري  بشكل واضح خلال زيارته الاخيرة الي كينيا ، وبالتالي يتوقع كثيرون ان يحث الرئيس الامريكي اوباما نظيره الكيني على اعادة النظر في سياساته تجاه اللاجيين الصومالين في بلاده وحل مشكلة حركة الشباب بشكل لا يؤثر على حياة الصومالين داخل كينيا أو في الاراضي الحدودية بين البلدين .

زر الذهاب إلى الأعلى