سلسلة مقالات عن قوانين النهضة (1)

أبدأ كتابة هذه السلسلة التي تحمل هذا العنوان ( قوانين النهضة )، في وقت أصبح بلدي الحبيب- الصومال-  مثالاً للتخلف والدولة الفاشلة.

أكتب هذه السلسة في وقت أصبحت الصومال،البلد الوحيد في العالم الذي مر عليه ربع قرن من الزمان بدون حكومة مركزية قادرة على بسط نفوذها في ربوع الوطن، وتعيد هيبته وكرامة الأمة الصومالية في العصر الحديث.

ومما يؤسفني ويحرجني وأنا أسطر هذه المقالات، هذا المصطلح الجديد الذي بات معروفاً في أوساط الاعلاميين والمثقفين في أنحاء العالم، ألا وهو(مصطلح الصوملة)… الذي أصبح  رمزاً للدولة الفاشلة، ومعنى ذلك أنك إذا سمعت مصطلح الصوملة من القنوات والحوارات والمؤترات،فإنه يحمل في طياته كل الألقاب والتعبيرات التي تدل على التخلف والرجعية، والجهل، والفقر،والفوضى،…. الخ.

ولا أبالغ إذا قلت أنه إذا قابلك شحض خارج الصومال، وسألك من أين أنت ؟ فقلت له من الصومال، ترى في وجهه التعاطف والاستغراب في آنٍ واحد!.

يتعاطف معك لأنه يتبادر في ذهنه هذه الصور التي تأتي من الصومال صباح مساء عبر الفضائيات المختلفة من الجهل والفقر والتخلف والفوضى والتناحر السياسي.

   ويستغرب لأنه لا يصدق لأنه يوجد في العالم الجديد،بلد حاله كحال الصومال! و يسأل في نفسه أما لهذا الوطن شعب؟! أين ذهب أهل هذا البلد الجريح ؟ أما يوجد من بين من يعيش هذا البلد أناس عندهم أدنى حب للوطن؟ أين المخلصون؟ أم أنه بلد بدون شعب؟.

أخي القارئ أما آن الأوان أن نراجع أنفسنا ونتساءل، لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا؟.. أهذا قدرنا ونصيبنا أم أن هناك قوانين لنهضة الأمم، و نحن إذا أخذنا هذه القوانين سوف ينهض بلدنا من جديد؟.

نعم كل شئ له سبب،  فنهضة الأمم له أسباب وكذلك تخلف الأمم له أسبابه، فتعالوا نأخذ هذه القوانين عسى أن نكون من الذين ستكتب التاريخ أنهم  قاموا بنهضة بلدهم،فما أجمل أن يدخل إسمك في التاريخ أنك من المصلحين والمجددين الذين ساهموا في تطوير بلدانهم.

سوف أحال أن أقدم للقراء قوانين النهضة واحداً تلو الأخرى عبر نافذة  مركز مقديشو للبحوث والدراسات بصورة مختصرة  لا تخل المقصود، وبلغة سهلة وبسيطة يستطيع أن يفهمه كل قارئ.

والشكر موصول الى القائمين للمركز مقديشو للبحوث والدراسات الذين سمحوا لنا أن نقدم لأمتنا هذه المقالات التي تحمل الخير لبلدنا الحبيب.

عبد الفتاح محمود دعالي

كاتب ومدرب معتمد ومحاضر دولي في التنمية البشرية
زر الذهاب إلى الأعلى