ما أهمية سيطرة الجيش على مدينة «بارطيري»؟

سقطت مدينة باطيري الاسترتيجية في يد الحكومة الصومالية يوم الثلاثاء الماضي، وذلك في إطار حملة عسكرية مشتركة تنفذها قوات إثيوبية وأخرى كينية إلى جانب القوات الصومالية في عدة مناطق في جنوب البلاد.

وتعتبر مدينة بارطيري من كبرى المدن في محافظة جدو، وكانت تخضع لحركة الشباب لمدة سبع سنوات تقريبا، وهي من المدن ذات الكثافة السكانية، وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن أكثر من 10 ألف نزحت من المدينة خلال الأيام القليلة الماضية.

وبرأي سياسيين ومحللين صوماليين، فان سقوط مدينة بارطيرري بيد الحكومة سيترتب عليه تداعيات كبيرة نظرا لأهمينها الاستراتيجية ووقوعها في الطريق نحو أهم وآخر معاقل حركة الشباب. وأن تلك التداعيات يمكن تلخيصها فيما يلي:

• الزحف إلى مناطق جديدة

يصف المسؤولون الحكوميون مدينة بارطيري بانها منطقة استراتيجية ولها أهمية كبرى بالنسبة للعمليات العسكرية ضد حركة الشباب، وقال الجنرال الجنرال يوسف طومال أحد الضباط العسكريين الذين يقودون العملية العسكرية في محافظة جدو أن الاستيلاء على مدينة بارطيري يسهل للقوات المتحالفة التوجه إلى محافظة جوبا الوسطى والتي تعتبر المحافظة الوحيدة التي تسيطر عليها حركة الشباب بالكامل.

من جهته قال وزير الدفاع الصومالي الجنرال عبد القادر شيخ علي ديني إن القوات الصومالية تسعى لبث سيطرتها على المناطق الخاضعة لسيطرة حركة الشباب، متفائلا بحسم حركة الشباب خلال العام الجاري، وذلك في تصريح له بعد سقوط مدينة بارطيري في يد الحكومة الصومالية.

• انخفاض هجمات حركة الشباب

أرجع بعض السياسيين الصوماليين ازدياد هجمات حركة الشباب في شهر رمضان المنصرم إلى توقف العمليات العسكرية في محافظات البلاد، وقال وزير الدفاع السابق عبد الحكيم حاجي محمود فقيه في تصريح له في وقت سابق إن حركة الشباب استفادت من توقف الزحف العسكري للقوات الأفريقية والقوات الصومالية إلى معاقلها في جنوب الصومال، مشيرا إلى أنها حصلت على فرصة لتنظيم صفوفها وشن عمليات عسكرية متواصلة على معسكرات القوات الأفريقية والصومالية.

وبناء على رأي وزير الدفاع السابق يمكن أن يكون الاستيلاء على مدينة بارطيري ذات الاهمية الاستراتيجية إلى جانب استمرار العمليات العسكرية الأفريقية والصومالية أن يكون عاملا مهما للحد من هجمات حركة الشباب في مناطق أخرى بالبلاد، بحيث تنشغل الحركة بالدفاع عن نفسها والتصدي للهجمات من قبل القوات الأفريقية والصومالية بدل التخطيط لشن هجمات.

  • خلافات سياسية

يخشى بعض المراقبين من تبلور خلافات سياسية حول مستقبل المدينة، وخاصة فيما يتعلق بتشكيل إدارتها، وعلى الرغم من أن المدينة تقع في محافظة جدو إحدى محافظات إدارة جوبا، إلا أن هناك صراعات سياسية بين سياسيي مناطق إدارة جوبا، حيث يعترض سياسيون من محافظة جدو سابقا سياسية رئاسة إدارة جوبا، الأمر الذي يؤثر على مستقبل المدينة، على التصريحات المتباينة التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية، حيث ذكر مسؤولون في إدارة جوبا، أن قواتهم وصلت إلى مدينة بارطيري، فيما يقول مسؤولون وسياسيون آخرون أنi لاجود لقوات من إدارة جوبا في المدينة، وأن القوات التي سيطرت عليها قوات تابعة للحكومة مباشرة، ما يؤشر إلى الخلافات السياسية بين إدارة الحكومة المركزية وإدراتي جوبا وبونتلاند.

زر الذهاب إلى الأعلى