أنقذوا شباب الصومال

الشباب عصب الأمة وقلبها النابض، وسر نهضتها، وبناة حضارتها، إنهم عضد  الوطن، وحماة الحمى، ونبراس الأمل المضيئ… ولا يمكن لأي مجتمع من المجتمعات أن ينهض وينمو أو يحقق تقدما الا بسواعد شبابه المعززيين بالعلم والمعرفة، والمدَربين على تحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن والمواطن.

 ومن هنا تتجلى أهمية العناية بالشباب الصومالي والاستماع الي مشاكله ، والعمل من اجل رفع مستوى وعيه وتفكيره حيال ما يجري في العالم، والاخطار المحدقة ببلاده من اجل تفويت الفرصة على العدو المتربص الذي لا يتردد عن اغراءالجيل الناشئ واستخدامه مطية للوصول الي مخططاته المستهدفة لوحدة البلاد وتماسك شعبه، والنيل من عقيدته وهويته وثقافته العربية والاسلامية.

فالوضع الذي يعيش فيه الشباب الصومالي حاليا وضع لا يحتمل وهو مخيب للآمال، لأن التحديات التي تواجهه لم يسبق لها مثيل، بحيث لم يبق أمام الشباب سواء اكان مثقفا أو من ابناء الشوارع سوى الانحدار نحو التطرف والعنف أو الانتحار عبر البحار بحثا عن عيش كريم، ومستقبل أفضل  بعد ان صدت على وجهه جميع الأبواب، ويئس من الحصول على من يعير الاهتمام لاحتياجاته ويصغي لمطالبه المشروعة… الأمن والأمان والعيش الكريم، أو على الاقل يساهم في تنمية قدراته على الانخراط بفعالية في عملية التنمية المحلية والوطنية.

ومن اجل انقاذ الشباب الصومالي لا بد ان تتوفر استراتيجية وطنية شاملة تولي الاهتمام بالانسان وتعطي الأولوية لمرحلة الشباب التي تعتبر اهم مراحل عمر الانسان ، وتهتم بالاستغلال منها في مجالات الخير بدلا من تبديدها في مجالات الشر.

كما ينبغي للمعنين في شؤون الشباب والحريصين عليهم الاسراع في فتح آفاق جديدة للشباب قبل فوات الأوان ولات حين مناص، ومد جسور التواصل معهم سواء اكانوا في الداخل أو خارج أرض الوطن من اجل خلق رأي عام شبابي رافض للاستقطاب الفكري والجهوي وتقسيم الشعب على اساس فكري وقبلي أوجهوي، و من اجل ايجاد شباب صومالي اكثر وعيا ومنخرطا في الحياة العامة والعمليات السياسة واكثر التزاما في عمليات التمنية والاستقرار، وجيل جديد ملم بحقائق ما يجري في بلادهم، ومدرك لعواقب المترتبه على الاستمرار في الوضع الراهن و مؤمن بالعروبة وقادر على حمل رسالتها السامية.

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى