السُّلم ُ الوظيفي .. قانون الحياة الضروري

خلق الله سبحانه وتعالى الكون في ستة أيام ، والآيات الدالة على ذلك وردت  في القراءن الكريم سبع مرات  ، ففي سورة الأعراف الأية ٥٤ ، ويونس ، الأية ٣ (  إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) ، وفي سورة هود ، الأية ٧ ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ  ) ، وفي سورة الفرقان ، الأية ٥٩ ( الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ) ، وفي سورة السجدة ، الأية ٤ ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ) ، وفي سورة ق ، الأية ٣٨ ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) ، وفي سورة الحديد ، الأية ٤ ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ) . 

وفي سورة فصلت الأية ٩ ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) ، وفي الأية ١٠ ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ) ، وفي الأية  ١٢ ( فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) .

 والله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، ولو أراد أن يخلق  السموات والأرض  وما فيهما  وما تحتهما أقل من لحظة لفعلها  لأن أمره بين الكاف والنون ، في النحل ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) ، وفي يس  ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) .

ولكن الحكمة من وراء ذلك هو تعليم العباد بالتثبت والرفق في الأمور كلها ، فإذا كان المولى المتصف بصفات الجمال والكمال والقدرة  يفعل ذلك ، فكيف يكون حال الإنسان الضعيف الجاهل الذي لا يريد أن يتعامل الحياة بروية وخطوات تتبع بعضها بعضا ، والإنسان يولد ضعيفا صغيرا فلا يزال يتقلب في النمو حتى يسيرا رجلا كبيرا ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ) ، أي حالا بعد حال . 

وإنما أردنا تقديم هذه المقدمة هو  بيان بأن الشعوب لا تستطيع الوصول إلى مبتغاها من التقدم العلمي والحضاري سواء بالمستوى الفردي أو الجماعي أو الحكومي إلا إذا كان هناك نظام إداري صارم ينظم حياة الناس في التعليم والإدارة المدنية والعسكرية وغير ذلك من المجالات . 

فالنظام التعليمي يمر بالمراحل التالية : الابتدائي ، المتوسط ، الثانوي ، الجامعة .

والنظام الإداري المدني يبدأ من  المرتبة الأولى إلى الخامسة عشر ، ثم مرتبة الوزير  ،  

أما الرتب العسكرية فتبدأ من جندي  فجندي أول فعريف … إلى فريق أول .

فالتعليم الديني يبدأ الطالب بالمختصرات فالمطولات ثم الموسوعات .

وهذا السلم الوظيفي مهم ولازم في إدارات وأقسام الدولة التي تريد بأن تتقدم في جميع مجلات الحياة .

ويعتمد النظام الإداري العالمي بمبدأ التدرج والتدرب وعدم تراكم المسؤولية في لحظة واحدة ، بل في فترات متباعدة حتى يحصل الشخص بخبرات يستطيع من خلالها ممارسة عمله بكل يسر وسهولة . 

ويعتمد النظام الإداري المتعارف عليه مبدأ التدريب والتثقيف ، حيث يتلقى الموظف بدورات علمية وإدارية كلما ارتقي في سلَّم المسؤولية ، ولا يمكن للمسؤول أن يقفز هذا الترتيب بدون مبرر قانوني .

والبلد الذي انهارت حكومته مثل الصومال لا يمكن له استعادة عافيته إلا إذا طبَّق هذا النظام  بدون استثناء ، ولكن اعتماد  النظام القبلي المشؤوم  في تولي مناصب الدولة من أعلاها إلى أدناها أوجد فشلا ذريعا في التوجه إلى نظام إداري صحيح ، فيُولى منصبا سياديا لشخص لم يعرف الإدارة أصلا ، أو لم يعمل في مصلحة حكومي قط ، أو ليس لدية خبرة إدارية ولو بسنة واحدة ، أو لا يفهم ما أسند إليه .

وهذا الفشل لا يقتصر في مفاصل الدولة فقط بل هو موجود في جميع مجالات الحياة الدينية والدنيوية ، ما جعل المؤسسات تتعثر وتنهار أمام أعين القادرين على انقاذها من غير أن يفعلوا شيئا لان حجب الجهل تصدُّ الأبواب .

وهذه المشكلة تعاني منها الحركات الدعوية والمؤسسات الخيرية وحتى المساجد في بلاد المهجر ، حيث  لا وجود للنظام الاداري الذي يضع كل شخص في مكانه وموقعه  الصحيح  ، ما جعل المؤسسات لا تتقدم  إلا ببطء يسير.

الدكتور عبد الباسط شيخ إبراهيم

ولد في دينسور في إقليم بأي ، ودرس الإبتدائية والاعدادية والثانوية في مدرسة 11 يناير في بيدوه، وحصل البكالوريوس والماجستير من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والدكتوراه من جامعة المدينة العالمية في ماليزيا تخصص التعليم والدعوة
زر الذهاب إلى الأعلى