ﺷﻜﺮا للإمارات

 

محمود البرعي*

من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. ونحن الشعب الصومالي لايسعنا سوى التقدم بالشكر الخالص لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على ما قدمته وتقدمه من مساعدات إنسانية وتنموية كبيرة والوقوف إلي جانب الصوماليين الذين عانوا من الحرب الأهلية وعدم الاستقرار والأزمات السياسية والإنسانية منذ أكثر من عقدين من الزمان.

إن الإمارات العربية المتحدة لم تنتظر حتى يتحقق الأمن والاستقرار في الصومال بل جاءت للوقوف إلي جانب الشعب الصومالي ومساعدته في جهوده الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار والنهوض به إلى بر الأمان. وتنفذ دولة الإمارات حاليا العديد من المشاريع الإنسانية والتنموية في مختلف الأقاليم الصومالية. فالمشاريع التنموية الإماراتية تنفذ في جميع مناطق الصومال، وليس العاصمة مقديشو فقط، لدعم جهود برامج إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية وتطوير البنية التحتية. كما أن دولة الإمارات تدعم الحكومة الصومالية في كافة المجالات المختلفة السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتنموية والإنسانية.

وقبل يومين أعلن سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدي الصومال سعادة/ محمد أحمد العثمان، خلال مناسبة افتتاح مركز كبير للتدريب العسكري للقوات المسلحة الصومالية في العاصمة مقديشو، والذي قامت بإنشائه دولة الإمارات، أن الأشهر المقبلة سوف تشهد افتتاح العديد من المشاريع الضخمة التنموية والخدمية التي تنفذها الإمات في العديد من المدن الصومالية.

وتشمل المشاريع التنموية والخدمية التي سوف يتم افتتاحها قريبا مستشفيات وعيادات صحية ومدراس وآبار ومراكز خدمية أخري، تم تنفيذها في العاصمة مقديشو ومدن أفغوي ومركا وبيداوا وجوهر وغيرها. وأحد أكبر هذه المشاريع هو مشروع المستشفى الإماراتي في مقديشو والذي يستقبل أكثر من 300 مريض يوميا لتلقي العلاج اللازم مجانا. وأوضح سفير دولة الإمارت ايضا أن عام 2015 هو عام إنجازات المشاريع التنموية الإماراتية في ربوع جمهورية الصومال، وإطلاق مشاريع تنموية جديدة وزيادة توسيع المساعدة الإنمائية المقدمة إلى الصومال.

الإمارات أول دولة استجابت بسرعة وسخاء لنداء الحكومة الصومالية في إعادة تأهيل الخدمات الاجتماعية المنهارة في البلاد وبادرت بالفعل في تنفيذ مشاريع تنموية كبيرة في مختلف مناطق الصومال لدعم البنية التحتية وإعادة إعمار وتطوير البنى التحتية للبلاد ولدعم الشعب الصومالى. كما أن الإمارات أول دولة استجابت لنداء الحكومة الصومالية لنجدة جرحى التفجيرات التي شهدتها البلاد في الأشهر الماضية وتقديم كل الدعم والمساعدة لنقلهم إلي الخارج لتلقي العلاج الطبّي اللازم في مستشفياتها.

إن ما قدمته وتقدمه دولة الإمارات الشقيقة من دعم سخي ومساعدات للصومال ودورها البارز في دعم المشاريع التنموية ومساهماتها الكبيرة في إعادة إعمار وبناء الصومال يعكس تماما أن ما بين جمهورية الصومال الفيدرالية ودولة الإمارات العربية المتحدة أكبر من أن يكتب عنه في سطور عابرة. فقد نقرؤه في عيون الصوماليين ونلمسه في صدق مشاعر البسطاء منهم. إن الإمارات وشعبها وقيادتها الرشيدة لهم مكانة خاصة ومميزة في قلوب الشعب الصومالي.

الصوماليون حكومة وشعبا لا يملكون إلا أن يكونوا شاكرين ومقدرين للدعم الكبير والمتواصل الذي قدمته ولاتزال تقدمه دولة الإمارات للصومال في وقت هي في أشد الحاجة إلى مثل هذا الدعم. وهنا يتضح الفرق بين من يريدون للصومال مجرد صداقات فارغة لا تمنحنا سوى الشعارات الفارغة، وبين الأشقاء الحقيقيين الذين يقفون معنا لحظة الضرورة.

بكل إخلاص ومن الأعماق نقول شكرا لحكومة وشعب الإمارات لما أظهروه من أخوة صادقة ومناصرة ودعم شعب وحكومة الصومال. فالصوماليون لا ينسون من وقف إلى جانبهم ومن دعمهم في وقت الشدة. الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لم تتوان يوما في تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة للصومال. فدولة الإمارات وقفت إلى جانب الصومال في أوقات المحن والملمات، ليس بدافع مصلحة، وإنما بدافع انساني أخوي. ومثل هذه المواقف النبيلة التي وقفتها دولة الإمارات تعبر عن تضامنها الكامل مع الشعب الصومالي.

 نعم لقد قدمت الإمارات نموذجا يحتذى به في مساندة ودعم الصومال، نموذجا في التضامن الأخوي الصادق في الأوقات الصعبة. وقد أشاد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، الدور الذي تلعبه الإمارات في الصومال. داعيا الدول الأخرى إلى أن تحذو حذو دولة الإمارات العربية المتحدة حكاما وشعبا.  

ﺷﻜﺮا الإمارات حكومة وشعبا ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺘﻤﻮه ﻟﻠصومال من دعم سخي وتنفيذ هذه المشاريع التنموية الضخمة. فالتقدم الهائل الذي تحقق في الصومال خلال السنوات القليلة الماضية، ولاسيما المتعلق بإعادة الإعمار، ربما  لم يكن يتحقق هذا كله لولا الدعم الكبير والسخاء من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وما قامت به الإمارات ليس بغريب أو بجديد عليها. فدولة الإمارات ووكالاتها الإغاثية والإنسانية والإنمائية كانت دائما في مقدمة الجهود الرامية إلي تخفيف معاناة الصوماليين ولم تنقطع مواقفها الإنسانية العظيمة في كافة الظروف التي مرت بها الصومال

محمود البرعي

*صحفي صومالي، يكتب في عدة صحف دولية منها "الشرق الأوسط" اللندنية، كما أن له مشاركات صحفية أخرى في أكثر من وسيلة إعلامية عريبة. يشغل حاليا نائب رئيس المؤسسة الصومالية للخدمات الإعلامية، وعضو عامل في جمعية الصحفيين الصوماليين، واتحاد الصحفيين العرب.
زر الذهاب إلى الأعلى