الهدف الحقيقي لزيارة «كيري» للصومال

في أول زيارة من نوعها لمسؤول امريكي للصومال منذ اكثر من ٢٥ عاما، وصل جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، امس الثلثاء الي العاصمة مقديشو في زيارة خاطفة استغرقت أقل من ثلاث ساعات لكنها حملت دلالات رمزية كبيرة والتي ستلقي بظلالها على المسار السياسي في الصومال ليس فقط على المدى المنظور ، بل على المدى البعيد.

 اجتمع كيري خلال زيارته رئيس الجمهورية، حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء عمر عبد الرشيد شرماكي، وقيادات من الادارات الاقليمية في البلاد وممثلين من منظمات المجتمع المدني، حيث جرى بحث مجمل القضايا السياسية والامنية والاجتماعية في البلاد، وسبل دعم الولايات المتحدة  للجهود الجارية لإعادة الأمن والاستقرار الي الصومال .

أكد وزير الخارجية الأمريكي للقيادات الصومالية تضامن الولايات المتحدة للحكومة في حربها ضد حركة الشباب، وجهودها في اعادة بناء المؤسسات الوطنية، وتحقيق رؤية عام ٢٠١٦.

عودة مختلطة ببعض القلق

أوضح كيري في خطاب له موجه للصومالين ان الولايات المتحدة قررت العوة الي الصومال وبأمل كبير مختلط ببعض القلق بعد أكثر من 20 عاما، اضطرتها للانسحاب منه، معلنا عن اعتزام الولايات المتحدة رفع تمثيلها الدبلوماسي في الصومال.

وقال كيري إنه تم بدء عملية إقامة مقر للبعثة الدبلوماسية الأمريكية في مقديشو، لكن لم يتم بعد تحديد جدول زمني لإعادة فتح السفارة الأمريكية في العاصمة، مؤكدا على  تطلعه والرئيس أوباما الي اليوم الذي يكون فيه للولايات المتحدة والصومال بعثات دبلوماسية كاملة في عاصمتي الدولتين مرة أخرى.

واشاد وزير الخارجية الامريكي جون كيري التقدم الكبير الذي يحرزه الصومال، معربا عن أمله وأمل العالم أجمع في أن يرى الصومال وقد استعاد وحدته وحقق إعادة اللاجئيين الى وطنهم وضمان وجود صومال جديد يحتل مكانة رفيعة على الساحتين الإقليمية والدولية. واكد كيري أن هذه المهمة يمكن أن يحققها الصوماليون وحدهم. 

لا يمكن قراءة الزيارة بعيدا عما يجري في المنطقة واليمن

فيما يبدو قررت الولايات المتحدة العودة الي الصومال وان بشكل حذر لكن ينبغي ان نتسائل  اسباب الاهتمام الامريكي المفاجئ؟ 

لا يمكن قراءة الاهتمام الأمريكي للصومال، وزيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الي مقديشو بعيدا عما يجرى في المنطقة وخصوصا في الأحداث الاخيرة التي هزت كيبنا والقتال الدائر في اليمن ونزوح آلاف من اليمنيين الي جيبوتي وعودة اللاجئين الصوماليين الي بلادهم، ولا يمكن اختزاله في رغية الولايات المتحدة في دعم الحكومة الضعيفة في الصومال.

وبالتالي يمكن القول ان الهدف الحقيقي للزيارة كان تمهيدا لدور كبير ستلعبه الولايات المتحدة في قادم الايام، حيث ان القسم الأكبر من الزيارة القصيرة لكيري كانت مخصصة لكبح جماح حركة الشباب المتحالفة مع القاعدة والتي تخطط حاليا تنفيذ مرحلة جديدة من عملياتها العسكرية ضد دول الجوار.    

ووصف مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية زيارة  كيري للصومال بأنها “تاريخية” مضيفا ستوجه رسالة قوية إلى الشباب بأننا لا ندير ظهرنا لشعب الصومال وأننا سنواصل التزامنا في الصومال إلى حين إنزال الهزيمة بالإرهاب الذي يمارسه الشباب».

 مخطط جديد لحركة الشباب 

وذكرت وسائل اعلام غربية ان الولايات المتحدة علمت مخططا جديدا لحركة الشباب يستهدف الي ضرب دول منطقة القرن الافريقي واثارة قلاقل فيها، وتهديد مصالح الدول الغربية في تلك البلدان. 

واضافت المصادر ان حركة الشباب تسعى الي استقطاب مقاتلين اجانب من دول شرق افريقيا واليمن وتدريبهم في معسكراتهم بالصومال، وذلك بهدف توسيع دائرة هجماتها ضد تلك الدول والتي لا تستهدف كما كان الامر في السنوات الماضية المواقع العسكرية والحكومية فحسب، وانما كذلك المواقع المدنية على غرار هجوم جامعة غاريسا شمال شرق كينيا والذي اسفر عن مقتل ١٤٧ شخصا من طلاب واساتذة الجامعة.    

قدمت الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية دعما كبيرا لقوات بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال والجيش الوطني الصومالي شمل المعدات العسكرية والتدريب. كما انها شاركت في العمليات الجارية لإطاحة حركة الشباب من خلال طائرات بدون طيار والتي تنفذ بشكل مستمر غارات جوية تستهدف القيادات العسكرية للحركة ومعسكراتها في جنوب الصومال.

 

زر الذهاب إلى الأعلى