مشكلات المراهق والحل الإسلامي

الشباب في كل أمة، رأس مالها الغالي، وهو ما يتمناه الطفل ببلوغها، ويتحسر الكبير لمفارقتها كما عبر الشاعر الحكيم بقوله:

ألا ليت الشباب يعود يومًا  ***  فأخبره بما فعل المشيب.

فالشباب أداة الأمم التي تراهن به لنهضتها وتطورها، وهو الصورة الإشراقية لمستقبلها المأمول، فشباب اليوم هم قادة المستقبل وصانعوه.

وتتميز مرحلة الشباب بخصائص نفسية واجتماعية متعددة تجعلها أكثر أهمية وصعوبة في حياة الإنسان، ففي هذا المرحلة تتضح خصائص نضوج صورة الذات وتبلورها، والقدرة على اتخاذ القرار وأخذ المبادرة في التنفيذ والاستجابة السريعة الفعالة للمثيرات الاجتماعية المختلفة ([1]).

ومن هنا تحرص الأمم الواعية على تربية الشباب وتعليمهم وتزويدهم بثقافة المجتمع، وحل مشكلاتهم([2]).

وفئة “الشباب يمثلون أدق وأهم المراحل العمرية في حياة كل إنسان، فهي الجسر الذي يفصل ما بين طور الطفولة والحداثة ذات الطبيعة المألوفة بالأخذ والاعتماد على الغير والحاجة إلى الرعاية والتكوين، وبين طور النضج والرشد واليفاعة، وهي مرحلة العطاء الكامل”([3]).

وبناء على ما سبق تظهر أهمية مرحلة الشباب، فالشباب سيبقى مادة خصبة لكل باحث، بحسب اهتماماته ودراسته وبحوثه، على الرغم من تشابك وتداخل كل المناهج العلمية العملية وتكاملها فيما يتعلق بوضع الشباب ومكانتهم في المجتمع([4]).

مفهوم الشباب:

المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان مراحل متداخلة حيث من الصعب تمييز بعضها عن بعض، ونلاحظ أنه لا توجد فروق فاصلة ومحددة بين كل مرحلة عن أخرى، بل إن تحديد الفوارق العمرية تقريبية ومتداخلة فيما بينها، والمقصود منها إبراز الخصائص الرئيسة لكل مرحلة، لكي نتمكن من استقلالها في تحقيق أهداف التعليم على أسس علمية سليمة([5]).

 وهناك عدة تعاريف لكلمة الشباب، حيث يرى بعض الباحثين أن الشباب فترة زمنية ومنهم من ينظر إلى أنها ظاهرة اجتماعية ومنهم من يعتقد أنها مجموعة من الظواهر النفسية والنضج الجنسي والجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي.. والمفهوم الذي يلقى قبولاً هو أن الشباب مرحلة زمنية([6])، وقد عرفه ناصر سعيد أحمد وآخرون: “السن من فترة البلوغ حتى الثلاثين”([7]).

ويقول إسحاق فرحان بأن تحديد هذه المرحلة إجرائيًا: تكون من بداية البلوغ أي حوالي الخامسة عشرة من العمر وحتى الخامسة والعشرين([8]).

وهذه الفترة هي الفترة التي اصطلح عليها علماء النفس فترة المراهقة، حيث تبدأ من 12- 21سنة تقريبًا، لأن بعض علماء النفس يقسمون فترة المراهقة إلى ثلاث مراحل وهي:

         مرحلة المراهقة المبكرة (12 – 14).

         مرحلة المراهقة الوسطى (15 – 17).

         مرحلة المراهقة المتأخرة (18 – 21) ([9]).

والمراهقة (Adlescence): هي الفترة من بلوغ الحلم إلى سن الرشد، والمراهق هو الفرد الذي يمر في فترة المراهقة، والتي تتميز بتغيرات متعددة الجوانب([10]).

ولهذا يعرف علماء الاجتماع المراهقة بأنها “تلك المرحلة التي تضم أولئك الأفراد الذين يحاولون اجتياز الفجوة بين مرحلتين: مرحلة الطفولة، وهي مرحلة يعد الاعتماد أبرز ملامحها، ومرحلة الرشد، وهي مرحلة يمثل الاستقلال والاكتفاء الذاتي أبرز خواصها”([11]).

ويرى الباحث أن الرأي الذي يشير إلى ترادف كلمتي الشباب والمراهقة قوي إلى حد ما، وينطبق على مثل المجتمع الصومالي إلى حد كبير، كما سنتعرف على ذلك عند الحديث عن النمو الاجتماعي للشباب.

ويؤيد هذا بعض علماء النفس، حيث يرون أن مرحلة الشباب ” تبدأ مع نهاية مرحلة المراهقة المبكرة حتى الرجولة أو (الأنوثة) المبكرة ويستعد خلالها الشباب لتحمل المسؤولية والدور المستقبلي المناط بهم باعتبارهم أعضاء بالغين في مجتمعهم”([12]).

وهذه المرحلة سواء قلنا مرحلة الشباب أو مرحلة المراهقة فهي من الناحية التربوية تلك الفترة التي تسبق الرشد، لذا فهي تمتاز بخصائص منها خصائص جسمية وعقلية وانفعالية واجتماعية ودينية خلقية، نتناول كل من هذه الخصائص على حدة، مع الإشارة إلى مراعاة الإسلام بهذه الخصائص.

1.    خصائص النمو الجسمي والفسيولوجي:

تحدث في فترة الشباب تغيرات كبيرة وسريعة في كل من الطول، والصوت، والوزن، ونمو الأعضاء كلها، وتختلف بين الذكور والإناث، فتبدو الفتاة أطول وأثقل من الشاب خلال مرحلة المراهقة الأولى ([13]).

كما أن هناك تغيرات فسيولوجية أخرى تحدث للشاب في هذه المرحلة مثل انخفاض نبض القلب بمعدل 8 مرات في الدقيقة؛ ذلك أنه كلما كبر الجسم قل النبض لأن الدم يستغرق وقتا أطول في الدورة الدموية حول الجسم ثم العودة إلى القلب مرة أخرى، وكذلك التغير في نسبة استهلاك الأوكسجين في الدم التي تنخفض عما قبل.

 إن هذه التغيرات لها أثرها في نفس الشاب؛ فيبدأ يعد نفسه من الرجال الكبار الذين لهم استقلال ذاتي كبير، مما ينعكس على سلوكه لإثبات ذاته، وشخصيته أمام أقرانه أو أقربائه([14]).

أما النمو الجنسي فهو يبدأ عمله لأول مرة في دور المراهقة، ويكون التطور الجنسي أبرز التغيرات التي تنتاب الفرد، فهو مع أهميته في حياة الفرد يحدث له كثيرًا القلق والدهشة، فظهور الإفرازات الجنسية يحدث للفتى ارتباكًا ولا سيما أنه من الصعب السيطرة عليه في بعض الأحيان نظرًا لخضوعها للأفعال المنعكسة في بعض الأحيان كما في ظاهرة الاحتلام…([15]).

وهناك مشكلات جسمية صحية: وتشمل ما يلي:

–      عدم الفهم للقواعد الصحية والغذائية السليمة.

–      التفكير الطويل في وجود بعض العاهات والإعاقات الجسدية.

–      الخوف من بعض الأمراض المصاحبة للتطورات النمائية، مثل حب الشباب.

–      مقارنة الشاب جسده بأجساد الآخرين.

–      الاهتمام بالمظهر الخارجي لجذب انتباه الجنس الآخر.

–      مشاهدة الأفلام الاباحية، والاتصال بالمواقع الجنسية عبر الانترنت.

–      الجهل ببعض الأحكام الفقهية المتعلقة بالقضايا الجنسية، كالغسل من الجنابة.

“عدم الاستطاعة بسؤال الوالدين عن أي مسألة جنسية.

وقد لبّي الإسلام مطالب النمو الجسمي والجنسي لدى الشباب، فقد أوصت الشريعة الإسلامية عناية الإنسان على صحة نفسه والمراعاة التامة في تغذيتها وذلك عن طريق مراعاة آداب الأكل والشراب قال تعالى: ﴿يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفينَ  قُل مَن حَرَّمَ زينَةَ اللَّـهِ الَّتي أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزقِ قُل هِيَ لِلَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا خالِصَةً يَومَ القِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمونَ﴾ [الأعراف: 31 – ٣٢] كما أوصت بإبعاد النفس عن كل ما يضرها ولا يجلب لها مصلحة دنيوية أو أخروية مثل أكل لحم الخنزير وتناول الميتة والخمر والمخدرات والتدخين، والممارسة الجنسية المحرمة، وحذرت من الأمراض الخطيرة التي تسبب تلك الممارسات المحرمة، وقد رغبت في التعهد بالأعمال الصالحة التي تجلب السعادة الدنيوية والثواب والأجر في الآخرة، قال تعالى: ﴿ مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ ﴾ [النحل:97]، وقال  ” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير… الحديث”([16]) وقال أيضًا: “… فإن لجسدك عليك حقًا… “([17]).

وتأكيدًا لهذه النصوص السابقة شرع الإسلام كل الأنشطة الرياضية التي تعود بالنفع على المسلم، ومن هذه الأنشطة: العدو وركوب الخيل والسباحة والرماية وغيرها من الأنشطة الرياضية المفيدة للجسم، لأن العقل السليم في الجسم السليم.

  1. خصائص النمو العقلي:

تتميز هذه المرحلة بأنها تشهد الطفرة القياسية للجوانب العقلية والإدراكية، فالشاب المراهق يحلق بفكره “آفاقًا واسعة من الماضي والحاضر والمستقبل، ويحاول أن يعمق في إدراكه ليدرك الأسباب المباشرة والأسباب غير المباشرة والنتائج القريبة والنتائج البعيدة، بينما لا يتعدى نطاق إدراك الطفل الزمن الحاضر الذي نعيشه”([18])، وفي هذه المرحلة تتضح الفروق العقلية الفردية بشكل واضح.

ومن خصائص العقل في هذه المرحلة ما يلي:

أ‌-     استكمال نمو الذكاء.

ب‌-  زيادة نمو التفكير.

ج- قوة الذاكرة ([19]).

وهناك مشكلات تعليمية تظهر في هذه المرحلة حيث تتضمن الآتي:

–      عدم وجود مكان مناسب للمذاكرة في المنزل”([20]).

–      صعوبة تركيز الانتباه، وقلة الانضباض في الفصل، والتجاوب مع المدرسين.

–      الخوف والقلق من الامتحانات.

–      صعوبة التنظيم لأوقات الدراسة.

وعلى المربي أن يهتم ما يقوى التربية العقلية من العلوم الشرعية والثقافة العلمية والعصرية، والتوعية الفكرية والحضارية… حتى ينضج الشاب فكريًا ويتكون علميًا وثقافيًا([21]).

كما ينبغي للمدرسة إنشاء مكتبة تودع فيها أغلب الكتب النافعة والتي تتناسب مع المرحلة العمرية، وعلى مدرس التربية الإسلامية غرس حب القراءة في نفوس الطلاب وتوجيههم نحوها، القراءة التي تجمع بين قراءة آيات الله المتمثلة في كتابه وسنة رسوله ، وبين قراءة آيات الله الكونية، عن طريق التأمل والتدبر والتفكر في الوحي المشاهد، باتباع منهج التفكير العلمي الموضوعي الذي يرفض التقليد والتبعية والخرافات والدجل والأوهام([22])، قال تعالى: ﴿ قُلِ انظُروا ماذا فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَما تُغنِي الآياتُ وَالنُّذُرُ عَن قَومٍ لا يُؤمِنونَ﴾ [يونس: 101 ]، وقال سبحانه: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24 ]، وقال تعالى: ﴿ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ  وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ [الغاشية: 17-20 ].

 وقد مهد الإسلام الطريق أمام العقل وطالب بتحطيم العوائق ليشق طريقه للفهم الصحيح والتفكير السليم ويتجلى ذلك في النقاط التالية:

رفض التبعية الفكرية والتقليد الأعمى، لهذا عاب القرآن على المشركين تقليدهم الأعمى لأعرافهم وتقاليد أسلافهم مستنكرًا مثل هذا التقليد، وفي ذلك يحكي عنهم قولهم: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [المائدة: 104] ويتساءل في استنكار﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [المائدة: 104].

القضاء على الدجل والشعوذة والاعتقاد في الخرافات والأوهام وإبطال الكهانة، فلا ضر ولا ونفع إلا بإرادة الله عز وجل، والرسول  يقول لابن عباس    “…إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله…”([23]).

مما ينبغي أيضًا أن لا تغفل المدرسة الاستفادة من الطاقات العقلية وتنميتها وذلك بتشجيع التلاميذ على النقد والابتكار والإبداع، وذلك بتنظيم مسابقات ثقافية على مستوى الفصول الدراسية، بحيث تكون هذه المسابقات مسابقات هادفة تتوافق مع القدرات العقلية للطلاب، كما ينبغي أن تكون شاملة لجميع المعارف النافعة سواء العلوم الشرعية، أو الأدبية، أو العلمية، ثم منح شهادات تقديرية للفائزين، واحتضان أعمالهم ونشرها، كذلك تشجيع الطلاب بمشاركة التلاميذ إصدار وتحرير مجلات أسبوعية أو شهرية تتناول قضايا المجتمع وما يدور حولهم من وقائع وأحداث… ([24]).

خصائص النمو الانفعالي:

نتيجة التغيرات الجسمية والفسيولوجية التي يمر بها المراهق، والتغيرات التي تطرأ على الجانب الإدراكي والتفكيري؛ “يزداد شعور المراهق بذاته وحساسيته لها، ويصبح سريع التقلب انفعاليًا، ولا يثبت على حال، فهو فرح مبتهج لأمر معين حينًا ومكتئب بائس للأمرنفسه حينًا آخر، يقبل على الدين يتلمس فيه حلاً لمشكلاته حينًا ويتوانى بأداء واجباته حينًا آخر، وتتميز هذه المرحلة بأنواع كثيرة من الصراع، ذلك أن المراهق يعتبر نفسه قد نما، فيجب أن تتغير نظرة الناس إليه، هذا في الوقت الذي ما يزال الآباء والمعلمون ينظرون إليه كطفل ويعاملونه على هذا الأساس”([25]).

ويلاحظ عند دخول المراهق إلى مرحلة المراهقة المتأخرة يبدأ ينظر إلى نفسه على أنه رجل مكتمل الرجولة، ويرى لنفسه من الحقوق ما يراه لأبيه، أو أخيه الأكبر، بينما المجتمع لا يوافقه على ذلك، فينـزع الشاب إلى أمور انفعالية يظهر فيها شخصيته، وذاته أمام الناس؛ وسبب ذلك الإفراط في فهم الشعور بالذات وحب الاستقلال، الذي من أبرز مظاهره ما يلي:

أ- التمرد والعصيان على قيم الأسرة، والمجتمع.

ب- التذمر من سلطة الراشدين، وتوجيههم له.

ج- الاهتمام بالمظهر الشخصي.

د- محاولة التخفف من قيود الأسرة، وتبعيته لها.

هـ- الميل إلى إبداء الرأي، والمعارضة.

و- الفخر بالنفس، والحديث عن الإنجازات.

وتظهر في هذه المرحلة، الحساسية الشديدة، وهي من أهم الانفعالات التي تظهر على الشاب؛ حيث يصبح مرهف الحس، يتأثر كثيرًا عندما يوجه له أو لرأيه النقد، حتى لو كان النقد صحيحًا، وبأسلوب هادئ([26]).

وقد دعا الإسلام إلى التأني وضبط الانفعال، والبعد عن الثوران بسرعة، وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة التي تحث على ذلك منها قوله تعالى: ﴿  قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [ آل عمران:134]، وقال : ” ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”([27]).

–   توجيه المراهقين إلى إرشادات تساعدهم على التخلص من الانفعالات الحادة والغضب الشديد، فمن أهم مسكِّنات الغضب الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، كما أرشد المصطفى  لما رأى رجلان يتشاجران قد بلغا الذروة من الغليان الانفعالي، فقال : “اسْتَبَّ رجلان عند النبي  ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه مُغْضَبًا قد احْمَرَّ وجهُه فقال النبي  : “إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي ؟ قال: إني لست بمجنون”([28]).

–   إرشاد المراهقين إلى الالتزام بالأعمال الصالحة في ريعان شبابهم من صلاة وصوم وغيرها من أنواع العبادات وترغيبهم في ذلك قال : “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله،… – وذكر فيهم – شاب نشأ في عبادة الله… الحديث”([29])، وكذا الإكثار من ذكر الله عز وجل، سيما الأدعية المأثورة في الصباح والمساء وعقب الصلوات وعند النوم وعند الاستيقاظ، والصلاة على النبي ؛ كل هذه الأمور لها دور كبير في تخفيف القلق والتوتر والغضب وجميع الانفعالات، قال تعالى﴿ الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ ﴾ [الرعد: 28]، كذلك التسليم والرضا بقضاء الله وقدره، وتذكير التلاميذ دائمًا حديث بن عباس “… اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك؛ رفعت الأقلام وجفت الصحف”([30]).

  1.  خصائص النمو الاجتماعي:

الإنسان مدني بطبعه، كما يقال، فالإنسان خلق اجتماعيا بطبيعته، يعني أن رغبته في الاجتماع بغيره فطرية، وسواء أكانت الجماعة التي ينتمي إليها الفرد هي المنزل أم المدرسة أم رفاق اللعب، فإنها تترك آثارًا قوية في تشكيل شخصيته على نحو خاص، ذلك أن الفرد عندما يشعر أنه عضو في جماعة، وأنه محبوب ومرغوب فيه من هذه الجماعة فإنه يشعر بالسيادة والطمأنينة والصحة النفسية ([31]).

وطلاب المرحلة الثانوية تتمثل خصائص نموهم الاجتماعي ميلهم إلى تكوين الجماعات والانضمام إليها، لأنها “تساعده على معرفة نقاط قوته ونقاط ضعفه حيث تبرز إمكانيته الاجتماعية من خلال اضطلاعه بدور قيادي في الجماعة أو دور تابع، ومن بعض تألفه مع بعض أعضائها ونفوره من البعض الآخر…وهو يتعلم أن الانضمام إلى الجماعة يقتضي قبوله لمعاييرها فهي إذن تعوضه عن بعض ما يشعر من ضغوط في إطار الأسرة وهي تعده للحياة المقبلة”([32]).

ويبدي بعض الشباب في هذه المرحلة الاهتمام بالوظيفة والزواج، الذي يشكل الاستقلال عن الأسرة، والاعتماد الكبير على النفس.

وقد بالغ بعض أهل الريف حيث ينتظرون من الشاب حتى قبل مرحلة البلوغ أن يقوم بدور الرجال الكبار، من رعاية الضيوف، و أن يقوم بدور بطولي في مقاومة الأتراب والاعتماد على النفس في جميع مجالات الحياة، وبذلك يعبر الشاعر باللغة الصومالية بهذه الأبيات الرائعة:

wiil labiyo toban jiray haduu lali ahaan waayo.

marti leyl u soo galay haduu luun ka rogi waayo.

looyaanta dirireed haduu laagi calinwaayo.

raganimo luddiis kuma jirtee liicye bal ogaada.

ومعناها: “ابن بلغ من العمر اثنا عشر عامًا، لا ينتظر منه إلا أن يكون مواجهًا لأعباء الحياة، من ترحيب الضيوف، والتقديم إليهم الطعام والشراب، وكل ما يستلزم المبيت، كما أنه متصف بالشجاعة والإقدام عند لقاء الأتراب؛ فإذا لم يكن كذلك، فليعلم الجميع أنه تخلف عن الركب”.

وتصاحب الخصائص الاجتماعية مشكلات أسرية واجتماعية تشمل ما يلي:

–      وجود مشاجرات بين الوالدين، وعدم الشعور بالأمن الأسري.

–      القصور في أداء بعض الواجبات تجاه الوالدين.

–      نقص القدرة على الاتصال بالآخرين، وقلة الصداقات.

–      عدم الفهم بالأسس الإسلامية لاختيار الزوج والزوجة.

–      السلبية ونقص القدرة على تحمل المسؤولية الاجتماعية.

–      عدم الوعي بحقوق الآباء على الأبناء والعكس.

–      صعوبة الإقلاع عن التدخين والمخدرات الأخرى.

وقد طالب الإسلام من المراهق تعزيز ارتداء ثوب الأدب مع مجتمعه الصغير (الأسرة)، حيث يتعامل مع والديه بأحسن أسلوب، فيتأدب عند التخاطب معهما، فلا يناديهما بالاسم المجرد، بل يقول: يا أبي ويا أمي، أو يا أماه، ويا أبتاه ([33])، قال تعالى:﴿  وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا ﴾ [الإسراء: 23-24]، والقول الكريم الذي ورد ذكره في الآية فسرها عمر بن الخطاب  فقال: ” هو أن يقول: يا أبتاه ويا أماه”([34])، وقال سبحانه مخبرًا عن فضل بر الوالدين والطاعة المطلقة لهما في غير معصية، والتحذير من عقوقهما ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ  وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [ لقمان: 13-15].

    حث التلاميذ على الأدب مع الكبير وتعريفه بحقوقهم، وكذلك تعاملهم مع أقرانهم بالتعاون والاحترام المتبادل، فكما يُرحم الصغير فكذلك يُوقر الكبير؛ لأن ذلك من إجلال الله تعالى،([35]) قال : “وليس منا من لم يعرف حق كبيرنا ويرحم صغيرنا”([36]).

5. خصائص النمو الديني والخلقي:

مما يميز مرحلة المراهقة المتأخرة، الحماس للتدين والتقبل السريع للأفكار والاتجاهات، فالشباب عندهم تساؤلات عن الكون والحياة، نتيجة التغيرات العقلية السريعة، فهو يحاول أن يجد حلولاً منطقية عن كل الأمور العقدية، ويحاول تعليلها مما قد يسبب للمراهق الحيرة والمبالغة في استرسال الهواجس والخيالات التي تطرأ عليهم فيما يتعلق بالله والأمور الغيبية، والذي قد يسبب لهم الشك والريبة، كما أنهم يتميزون بالتقبل أو الرفض للاتجاهات السائدة في المجتمع، مما يؤدي في النهاية إلى تبني الأفكار الشاذة بنوعيها التشدد أو الإباحية.

وعلى كل فالدين يحقق للمراهق ارتياحًا نفسيًا واطمئنانًا داخليًا بعد أزمات عنيفة مرت به وأحدثت هزات في كيانه، فهو ملاذ آمن يلجأ إليه المراهق كلما عصفت به مشكلة من مشاكل الحياة([37]).

كما نلاحظ نمو الجانب الخلقي لدى الشاب المراهق، فإن كثير من أوجه النمو الخلقي للفرد تحدث في أثناء فترة المراهقة والشباب ([38]).

وهناك مشكلات دينية وخلقية تبرز في هذه المرحلة وهي:

–      عدم القدرة على التمييز بين الحلال والحرام، ونقص الثقافة الدينية.

–      ضعف الوازع الديني، والتمسك بتعاليم الدين.

–      ضعف الإيمان، واعتناق المذاهب الفكرية المنافية لروح العقيدة الإسلامية.

–      عدم الالتزام بالقيم الأخلاقية في المجتمع.

–      قلة القدرة على التطبيق العملي لتعاليم الدين وأحكامه.

–       الانصراف وعدم الإقبال في تلقي علوم التربية الإسلامية.

لذا ينبغي أن تهتم التربية الإسلامية، تثبيت العقيدة والتزام القيم الخلقية، وذلك عن طريق:

–   تضمين المقرر كل ما ثبت عن طريق الخبر الصادق من الحقائق الإيمانية، والأمور الغيبية كالإيمان بالله سبحانه والإيمان بالملائكة، والكتب السماوية، وبالرسل جميعًا، والإيمان بسؤال الملكين، وعذاب القبر، والبعث، والحساب، والجنة، والنار وسائر المغيبات، وذلك بأسلوب قائم على الإقناع والاقتناع.

على الآباء والمربين أن يرشدوا التلاميذ إلى الإيمان بالله، وقدرته المعجزة، وإبداعه الرائع، وذلك عن طريق التأمل والتفكر في خلق السموات والأرض، ومما ينبغي استخدامه أسلوب التدرج من المحسوس إلى المعقول، ومن الجزئي إلى الكلي، ومن البسيط إلى المركب([39])، وقد ورد في القرآن الكريم استخدام هذه الأساليب في أكثر من موضع، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة:164]، وقال سبحانه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ  إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ﴾ [فاطر: 27-28].

–   استخدام طريقة العصف الذهني لمناقشة موضوعات أخلاقية ومشكلات وقضايا، مثل الفضيلة والعدالة وغيرها.

–   تدريب التلاميذ على التحليل وإبداء السبب والتعليل، ليصبحوا ناقدين لأعمالهم وأعمال الآخرين أو أفكارهم([40]).

أن يغرسوا في نفوسهم روح الخشوع والتقوى والعبودية لله رب العالمين، ومن أهم وسائل تقوية الخشوع، وترسيخ التقوى في نفوس التلاميذ، ترويضهم على التخشع في الصلاة، وتأديبهم على التحزن والتباكي، عند سماع القرآن الكريم، فقد مجد القرآن الخاشعين وأثنى على الأتقياء المخبتين([41])، قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾  [المؤمنون: 1-2]، وقال سبحانه: ﴿ اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر:23].

بناء على ما تم عرضه من خصائص نمو الشباب ومطالبه، يمكن أن نشير إلى الأهمية البالغة لهذه المرحلة والتي تتطلب من الآباء والمربين أن يولو أهتماماً أكبر حيث يفهمون خصائها وال

 

المراجع 

([1]) سعد الشريع، رؤية تربوية لبعض مشكلات طلاب التعليم العام في الكويت دراسة تحليلية نقدية، كلية التربية جامعة الزقازيق، يناير، 2006م، ص 53.

([2]) إسحاق أحمد فرحان، الشباب والتحديات الثقافية وطرق الوقاية والعلاج، عمان، دار الفرقان، 2003م، ص6.

([3]) منظمة العمل العربي، مكتب العمل العربي، الشباب والتنمية، مؤتمر العمل العربي، الدورة الثالثة والعشرون، القاهرة، مارس، آذار 1996م، ص 7-8.

([4]) نفس المرجع السابق، ص 8.

([5]) سماح رافع محمد، تدريس المواد الفلسفية في التعليم الثانوي، مرجع سابق، ص 32.

([6]) http://www.arrouiah.com/node/44409 07/11/2009م.

([7]) ناصر سعيد أحمد وآخرون، المعجم الوسيط، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، 2008م ص321.

([8]) إسحاق أحمد فرحان، الشباب والتحديات الثقافية وطرق الوقاية والعلاج، عمان، دار الفرقان، 2003م، ص12.

)[9]( راجع حامد عبد السلام زهران، علم نفس النمو، الطفولة والمراهقة، القاهرة، عالم الكتب، 2004م، ص 335.

([10]) حسن شحاتة وزينب النجار، معجم المصطلحات التربوية والنفسية، مرجع سابق ص 268، بتصرف.

([11]) Paul Hanry and others,:”Child Development and personality” , Harper Collins Publishers, new York. 7th Edition, 1990, p: 569.

.

([12]) Moor,j., Graziano, W. Phisical Attractiveness, sex role orientation and the evaluation of adults and children, (1987), p: 107.

([13]) http://almoslim.net/node/ تاريخ الإتاحة 07/11/2009م.

([14]) http://www.minshawi.com/vb/t1344.html. 07/11/2009م.     تاريخ الإتاحة

([15]) معروف زريق، خفايا المراهقة، دمشق، دار الفكر، 1986م، ص 20.

([16]) سبق تخريجه ص 54.

([17]) صحيح البخاري، مرجع سابق، كتاب الصوم، باب حق الجسم في الصوم، رقم (1975)، ص 358 .

([18]) معروف زريق، خفايا المراهقة، مرجع سابق، ص 36.

([19]) محمد صالح، فن التدريس للتربية الدينيةوارتباطاتها النفسية وأنماطها السلوكية، القاهرة، دار الفكر العربي، 2005م، ص 53

([20]) محمد جمال الدين محفوظ، التربية الإسلامية للطفل والمراهق، دار الاعتصام، ص 154-156.

([21]) عبد الله ناصح علوان، تربية الأولاد في الإسلام، القاهرة، دار السلام، 2008م، 2/195.

([22]) راجع: محمد شيطي، مرجع سابق، ص 71.

([23]) محمد بن عيسى الترمذي الجامع الصحيح، بيروت – لبنان،1987م، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب(59)، رقم: (2516)، 4/575.

([24]) راجع: محمد شيطي، مرجع سابق، ص 83.

([25]) جابر عبد الحميد جابر، علم النفس التربوي، القاهرة، دار النهضة العربية، 1994م، ص149.

([27]) متفق عليه، صحيح البخاري، مرجع سابق، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب، رقم: (6114)، ص 1156، وصحيح مسلم، مرجع سابق، كتاب البر والصلة والأداب، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيئ يذهب الغضب، رقم: (2609)، 8/352.

)[28]) متفق عليه، صحيح البخاري، مرجع سابق، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب، رقم: (6115)، ص 1156 صحيح مسلم، مرجع سابق، كتاب البر والصلة، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيئ يذهب الغضب، رقم: (2610)، 8/353.

([29]) متفق عليه، صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب الصدقة باليمين، رقم: (1423)، ص 264، و صحيح مسلم، مرجع سابق، كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، رقم: (1031)، 4/118.

([30]) سبق تخريجه في ص 109.

([31]) معروف زريق، خفايا المراهقة، مرجع سابق، ص 49.

([32]) جابر عبد الحميد جابر، علم النفس التربوي، مرجع سابق، ص 147.

([33]) رأفت فريد سويلم، حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية، القاهرة، دار اليسر، 2008م، ص 171، بصرف.

([34]) فخر الدين الرازي، التفسير الكبير، مرجع سابق، 1/190.

([35]) رأفت فريد سويلم، حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية، مرجع سابق، ص 173.

([36]) صحيح بمجموع طرقه، أخرجه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، (355).

([37]) معروف زريق، خفايا المراهقة مرجع سابق، ص 72.

([38]) أحمد محمد الزعبي، النمو الإنساني في الطفولة والمراهقة، دمشق، دار الفكر،2007م، ص 284.

([39]) عبد الله ناصح علوان، تربية الأولاد في الإسلام، مرجع سابق، (1/117).

([40]) منصور أحمد عبد المنعم وآخر، تطوير المناهج مدخل أخلاقي لمستقبل التعليم، القاهرة، مكتبة زهراء الشرق، ص63.

([41])المرجع السابق نفسه ، ص 124-125.

محمد فاهية عيسى

• باحث في مرحلة الدكتوره في التربية تخصص مناهح وطرق التدريس، وحاصل على الماجستير في نفس التخصص، يمارس مهنة عميد شؤون الطلبة بجامعة شرق إفريقيا في بوصاصو، كما أنه رئيس مظلة التعليم الأهلي في بونت لاند.
زر الذهاب إلى الأعلى