تحليل: ماذا قدم الرئيس غاس لبونت لاند؟

غاب الرئيس عبد الولي محمد علي غاس عن عاصمة ولاية بونت لاند جرووي أكثر من شهرين، وقد قضى كثيرًا من هذا الوقت في مدينة جالكعيو لأسباب وصفت بأنها تتعلق بأعمال الرئيس، كما شارك في منتدى التشاور الوطني في مقديشو مرتين، وبعد رجوعه إلى جرووي تم استدعاؤه من قبل النواب إلى المشاركة في جلسة نواب بونت لاند خلال دورته العادية لشهر أكتوبر ، ومن أهم القضايا التي نوقش من خلال الجلسة:

  • رواتب القوات الأمنية وموظفي الدولة.
  • أسباب عدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء الأسبوعية في بونت لاند في أكثر من  إحدى عشر أسبوعا.
  • عدم تنفيذ الرئيس غاس لبعض من وعوده إبان حملته الانتخابية.
  • طباعة حكومة غاس عملة جديدة لـ (شلن صومالي).
  • تفشي الفساد في هيئات الحكومة ونهب المنح التي تؤخذ من بعض لدول التي تساعد بونت لاند.
  • الصيد الجائر في سواحل بونت لاند

وفى بداية الجلسة افتتح رئيس مجلس نواب  بونت لاند سعيد حسن شري، وقد ذكر شري أن الرئيس غاس حضر في جلسة  البرلمان  بعد دعوة رسمية من برلمان بونت لاند بالأمس وذلك بعد أن شعر البرلمانيون أنه من الضروري دعوة الرئيس  حول الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة في تسيير حكومته .

رواتب القوات الأمنية :

وقد أكد الرئيس غاس أن حكومته دفعت رواتب القوات الأمنية شهريا  حيث لا يوجد شيء يستدعي القلق تجاه رواتب القوات ، وأضاف الرئيس أنهم يدفعون للقوات حوافز ماليّة وذلك مند وصوله الى سدة الحكم، و ذكر الرئيس أنه بصدد فتح برنامج حول معرفة العدد الحقيقي للقوات الأمنية  في بونت لاند،  وبعدها سيحصلون على كافة حقوقهم.

وقد يرى الكثير من متابعي شأن بونتلاند أن الرئيس غاس قد أخفق في دفع رواتب القوات الأمنية مما أدى إلى تمرد بعض من قوات الدراويش في مدن كبيرة للولاية بعد تأخر رواتبهم .

الفساد في دوائر الحكومة :

وقد أكد الرئيس غاس أنه لن يقبل بنهب ثروات الوطن ، وأنه لن يعفو شخصا اتهم بالفساد، وأخد أموال الدولة بطريقة غير قانونية، وأن لجنة المراجعة والتدقيق المالي هي التي يجب عليها تقديم تقرير عن حالات الفساد في الولاية، وإن لم يتم تقديم ذلك التقرير فنحن نحاسبهم في تقصيرهم  في أداء واجباتهم.

ومن الملاحظ أنه منذ انتخاب الرئيس غاس فإنه قد فشل في دفع رواتب موظفي الدولة ولم يدفع كما كان يفعله الرئيس السابق عبدالرحمن فرولي في سنواته الأولى من حكمه، وكل ذلك يرجع إلى الفساد الإداري الذي تفشي في دوائر حكومته.

طباعة عملة مزورة :

وفى أثناء الجلسة سأل النائب سعيد عبد سمتر الرئيس غاس عن قضية طباعة عملة جديدة في بونت لاند حيث شدد على أن مجلس النواب لم يكن يعرف عن موضوع العملة شيئا، وكان من المفروض أن يتم تقديم ذلك للبرلمان كمقترح  قبل طباعتها ، وكان في يده عملة (مئة شلن صومالي) جديدة  في أثناء عرض سؤاله .

ومن سوء الحظ  أن الرئيس غاس أجاب عن هذا السؤال بطريقة دبلوماسية ولم يقدم في أثناء جوابه أدلة حقيقية حول أسباب طباعة العملة الجديدة، بل ذهب الى أبعد من ذلك حيث أصرّ الرئيس غاس على أن حكومته  لم تطبع عملة جديدة، وما يقوله الآخرون ليس سوى إشاعة ، وقد سبب هذه العملة الجديدة في ارتفاع  قيمة الشلن الصومالي بالأسواق المحلية بما يعادل بثلاثة ألف شلن الصومالي .

توقف مشروع كويتي بسبب الفساد :

وقد قال الرئيس غاس مجيبا عن سؤال حول بناء مستشفى تموله دولة الكويت توقَّف لاحقا، إن دولة الكويت لم تمرر مشروع بناء مستشفى في مدينة بوصاصو الساحلية في دوائر حكومة بونت لاند ، وأضاف أن المشروع كان مشروعا خيريًّا من أجل ذلك نفذت دولة الكويت  المشروع بواسطة مواطنين صوماليين، ولا تحمل حكومته على عاتقها إزاء توقف هذا المشروع.

ماذا قدم غاس لبونت لاند حتى الآن ؟

و قد قدم النواب إلى الرئيس غاس أسئلة كانت تدور في شارع البونتلاندي منذ شهور، ولكن لم يقدم الرئيس غاس أجوبة مقنعة حول تلك الأسئلة، ومن الغريب أن ينكر الرئيس المطبعة التي تطبع العملة استوردها النظام قبل شهور من الخارج، وتم دفع دفع رواتب القوات الأمنية لثلاثة شهور الماضية بهذه المطبعة الجديدة، وفور وصول العملة الجديدة الى الأسواق ارتفع الدولار الواحد بنسبة ثلاثة ألف شلن صومالي، ومن الممكن أن يسجل الشلن الصومالي ارتفاعا عاليا في الأيام القادمة إذا ما طرحت في الأسواق دفعة جديدة من تلك العملة .

وفي أثناء حملته الانتخابية في يناير/كانون الثاني 2014م وعد الرئيس بإصلاحات جذرية في دولة بونت لاند وكان من أبرزها تكوين اللجنة الانتخابية التي تمهد لنظام التعدد الحزبي في الولاية ، ولكن لسوء الحظ لم يكون الرئيس تلك اللجنة ، ولا يوجد أي بصيص أمل لتكوينها، وبدلا من ذلك انشغل الرئيس بملفات خارجية مما أدى الى إهماله للأوضاع الداخلية  في بونت لاند.

ويعتقد الكثير من الشعب بونتلاندي أن الرئيس غاس يفتقد إلى الكاريزما  الشخصية، ويرون أنه لا يتمتع  بمؤهَّلات  الرئيس السابق رغم جدلية قراراته،  ويضيف آخرون أن قرارات الرئيس غاس هشة وضعيفة .

ودائما ما يكرر الرئيس أن الهدف الرئيسي لدولته هي دعم وتقوية المرافق الحيوية للدولة كإنشاء مطار بوصاصو الذي يفتتح في بداية العام المقبل، وتوسيع ميناء بوصاصو الذي يمثل الشريان الرئيسي لاقتصاد بونت لاند ،  وكذلك مطار العاصمة جروي، ونستطيع القول بأن الرئيس غاس قد نجح  فعلا في تسيير تلك المشروعات التى تساهم في رفع دخل الدولة من جهة وتفيد المجتمع من جهة أخرى، إضافة إلى ذلك مما يحسب لصالح الرئيس غاس أن الوضع الأمني تحسن قليلا مقارنة مع فترة الرئيس السابق،

وأخيرا ، فأن الرئيس غاس أمامه فرصة ذهبية  لتصحيح الأوضاع في بونت لاند حيث لم يقض في سدة الحكم سوى عام وعشرة أشهر فقط،  وعليه أن يركز على الأوضاع الداخلية في بونت لاند أكثر من أي وضع  آخر ، وأن يبدأ في إجراء التعدد الحزبي في بونت لاند وتأسيس المحكمة الدستورية، وكل هذا من شأنها أن تساهم في رفع جهود الدولة .

زر الذهاب إلى الأعلى