للعيد فرحة وسرور

العيد مظهر خاص لكلِّ أمة؛ فكما تختلف الأمم في مللها وعاداتها تختلف تبعًا لذلك في أعيادها ومواسم الفرح والزينة وأيام البهجة والأنس بما يحقق الاستقلالية للشعوب حتى لو كانت واقعةً تحت نير الاحتلال. وللاحتلال أنواع شتى، الاحتلال العسكري، الاحتلال الثقافي، الاحتلال الديني… كما نراه في أقطارنا المسلمة المبتلاة بالحروب والأزمات.

والعيد أيامٌ تعود في ذات الزمان من كلِّ عامٍ وسنة؛ وهي في ديننا مقصورةٌ على الفطر والأضحى كعيدين سنويين، وعلى الجمعة عيدنا الأسبوعي العظيم

وتختلف عن الأعياد في غير الإسلام؛ ففي الإسلام ارتبطت الأعياد بأداء الفرائض، وتكون فرحة العيد بالتوفيق في أداء الفريضة؛ فالذين يصومون لهم الحق أن يفرحوا بالعيد؛ لأنهم أدوا فريضة الصوم، والذين يحجون لهم أيضًا أن يفرحوا؛ لأنهم أدوا فريضة الحج.

وربط العيد بأداء الواجب – وهو معنى سامٍ- يختلف عن المناسبات الدنيوية، فالإسلام سما بمعنى العيد، وربط فرحة العيد بالتوفيق في أداء الفرائض؛ ولذلك فإن العيد يُعدُّ من شعائر العبادة في الإسلام.

وفي العيد تهنئة وتواصل بين الأصدقاء والزملاء، ، كقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنكم، أو كل عام أنتم بخير أو عيد مبارك وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة .

ولا ريب أن هذه التهنئة من مكارم الأخلاق ومحاسن المظهر الاجتماعية بين المسلمين، وترابطهم وتحاببهم.

وفي العيد زيارة بين الجيران، وزيارة بين الأقرباء،  وتقسيم الفرحة والسرور، وهذه الزيارات والتواصل مع الجيران وذويهم وتقوية صلة الرحم بين العوائل والأقارب هي من أهم الأولويات في خلال أيام العيد، لتبادل الزيارات والتهاني والتبريكات والتي لها دور كبير في تقوية العلاقات الاجتماعية بين الأسر وأبناء العائلة الواحدة.

وفي العيد يستروح الأشقياء ريح السعادة، ويتنفس المختنقون في جو من السعة، وفيه يذوق المُعدمون طيبات الرزق، ويتنعم الواجدون بأطايبه.
ففي العيد تسلس النفوس الجامحة  قيادها إلى الخير، وتدفع النفوس الكزة إلي الإحسان.

وأخيراً  نقول:

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. وكل عام وأنتم بخير

إبراهيم أبوبكر محاد- كاتب صومالي

زر الذهاب إلى الأعلى