صوماليات يتعلمن الطبخ .. للبيت وسوق العمل

بجهود فردية، أطلقت شابات صوماليات تخرجن حديثا من الجامعات المحلية، مشروعا صغيرا لتعليم البنات فن الطبخ وتفاصيله. وفي إطار المشروع، “تجتمع 180 طالبة في مركز متواضع وسط العاصمة مقديشو، لتعلم فن الطبخ”، حسب ما قالته مديرة مركز “دوميستيك” الذي يحتضن المشروع، إكران محمود طاهر، لوكالة «الأناضول”.

 إكران قالت إن فكرة تأسيس المركز “جاءت بعدما لاحظوا حاجة المرأة الصومالية إلي تعلم هذ الفن، وخاصة في ظل غياب دور مراكز تعليم الطبخ في السنوات الأخيرة، بسبب الصراعات القبيلية في البلاد”. 

وأضافت: “نعتبر دور السيدة الصومالية أساسيا في المجتمع، لذلك من الضروري أن تجد الدعم في كل المجالات”. 

وعن التحديات التي تواجه المركز الجديد، قالت إكران إنه “لا توجد جهات تقدم مساعدة للمركز سواء كانت محلية أو دولية، وأنه يعتمد علي جهود نسائية فردية، ولا سيما أننا نقوم بتعليمهن مجانا، ولا نأخذ منهن رسوما في الوقت الحالي».

 ولفتت إكران إلى أن المركز “أضاف فن رسم الحنة (للزينة) إلى ما يتم تعليمه للفتيات، لتستفيد منه الصوماليات”، مضيفة أن “المركز يشهد يوما بعد يوم استقبال فتيات يرغبن في تعلم مثل هذه الفنون».

 وتري إكران طاهر أن هذ المشروع “يساعد المرأة الصومالية علي خلق فرص عمل، وكذلك يستطعن تطبيق الأمر عمليا في بيوتهن وخاصة المقبلات علي الزواج”. 

وأعربت  الطالبات عن سعادتهن بعد الإلتحاق بالمركز، وتحدثت أمل حسين علمي، عن ما استفادته لـ”الأناضول”، قائلة: “أنا كنت أظن سابقا أنني أعرف طبخ كل الأطعمة، ولكن أصبح لدي أفكار مختلفة الآن، وتعلمت كثيرا خلال تواجدي في هذ المركز”. وعن سبب تعلمها هذ الفن، قالت أمل إنها تريد “تطبيق الأمر في بيتها، وخاصة أنها مقبلة علي الزواج بعد عدة أشهر”. 

 أما ياسمن علي إسحاق، فتدعوا نظيراتها للالتحاق بالمركز لتعليم الطبخ، والاستفادة منه، معربة عن أملها في أن تمكن هذه التدريبات الصوماليات من “دخول سوق العمل والإستفادة من فرص العمل المتاحة” في هذا المجال.

 تأسيس مثل هذ المركز كان حلما بالنسبة لكثير من البنات، إذ كن ينتظرن افتتاحه منذ مدة طويلة، ومن هؤلاء “فاطمة حسن إدريس” التي قالت للأناضول” كان هذ الأمر حلما بالنسبة لي، ولكن يبدو أنه قد تحقق الآن”. 

وأضافت: “أريد أن أنتهز هذه الفرصة، وكذلك أنا سعيدة جدا برؤية فتيات صوماليات يقبلن علي المركز لغرض تعلم فن الطبخ”. 

أما صفية عبدالله فارح فتمنت الدخول في سوق العمل بعد انتهاء تدريبها على تعلم هذ الفن. وتشرح صفية أسباب انضمامها للمركز قائلة: “هدفي الأول للالتحاق هو أن أعمل في مهنة طهي الطعام” وتمضي بالقول” أنا أفضل هذه المهنة بحد ذاتها، وبالتالي، أحاول بذل جهدي من أجل أن يتفهم المجتمع الصومالي فائدة إرسال البنات إلي مثل هذه المراكز، لتناول الأسرة طعاما شهيا ولذيذا”. 

ويقل عدد الصوماليين المحترفين فن الطهي، وخاصة النساء، حيث يُلاحظ بشكل كبير وجود رجال طباخين في الفنادق بدلا من النساء، الأمر الذي يعزز أهمية أن يتعلم البنات فن الطهي حسب “صفية عبدالله” التي كشفت أن “سر كثرة الرجال الطباخين في الفنادق هو قلة دور مثل هذه المراكز في البلاد”، مشيرة إلى أنه “يجب أن ننافس الرجال في هذ المجال وبقوة”. ويعد الصومال من الدول التي تواجه فيها المرأة تحديات جمة، بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، ولاسيما أن المرأة الصومالية دخلت في السنوات الأخيرة سوق العمل من أجل كسب لقمة العيش، بسبب إنشغال الرجال في الحروب التي تشهدها البلاد منذ تسعينيات القرن الماضي، وآخرها المعركة ضد حركة “شباب المجاهدين” المتشددة في مناطق مختلفة من البلاد.

المصدر- الأناضول

زر الذهاب إلى الأعلى