أسرار حظر استيراد اللحوم من أثيوبيا و السودان و الصومال .. وثورة برقاش غدًا فى التعاون

تنشر جريدة التعاون الإسبوعية التى تصدر عن مؤسسة الأهرام غدًا أسرار حظر إستيراد اللحوم من أثيوبيا والسودان والصومال ..وثورة برقاش أكبر أسواق تجارة الجمال فى العالم على تلك القرارات التى تهدد آلاف العمال بالسوق فى أرزاقهم وخاصة إذا علمنا أن السوق وحده يغطى 30 % من إحتياجات مصر من اللحوم! 

ففجأة وبدون مقدمات ،أقرت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة اشتراطات جديدة لاستيراد الماشية الحية بغرض الذبح الفورى من أثيوبيا والسودان والصومال إلى مصر،ووضعت شرطا حاسما بضرورة تحصين العجول والجمال فى بلد المنشأ خلال فترة الحجر البيطرى التى تمتد إلى 29 يومًا باللقاح المضاد لمرض حمى الوادى المتصدع الخطير وأن تحمل أوراق الشحنة شهادة تفيد بخلوها من حمى الوادى المتصدع أخطر أمراض الثروة الحيوانية وأسرعها إنتقالا للإنسان وقتلاً للبشر! 

المفاجأة أن القرار كما رصدت جريدة التعاون جاء دون إعلان رسمى من الدول الثلاث يفيد بوجود إصابات بها بذلك المرض يستوجب تلك الإجراءات التى وصفها الدكتور أسامة سليم رئيس الهيئة البيطرية بـ”الإحترازية” نظرا لكونه من أخطر الأمراض الوبائية المشتركة بين الإنسان والحيوان .. وحتى موقع منظمة صحة الحيوان العالمية الـ” OIE ” المنوط به رصد الأمراض الوبائية الحيوانية فى العالم و إعلانها بشفافية ،لم يعلن عن وجود أو رصد إصابات بالمرض ،وهو ما دفع الدول الثلاث إلى رفض القرار المصرى والإمتناع عن تحصين حيواناتها ضد مرض لم تصب به من الأساس ،وهو ما يعنى باختصار وقف الإستيراد للحوم الحية من الدول الإفريقية ،فمصر لن تسمح بدخول عجول أو جمال غير محصنة ولا تحمل شهادة بخلوها من المرض .. وكل من الدول الثلاث لن تفعلها. 

وفى محاولة للتخفيف من وطأة القرار والرفض الإفريقى له ،إقترحت الهيئة البيطرية المصرية إمكانية التحصين بلقاح حمى الوادى المتصدع فى محجر جيبوتى المنفد البحرى الوحيد لدولة أثيوبيا لتصدير ماشيتها إلى مختلف دول العالم، حيث تقضى به الماشية فترة كافية لتكون الأجسام المناعية المضادة للمرض ،على أن تصدر شهادة خلو الحيوانات من المرض من محجر جيبوتى. 

وكانت المفاجأة الحقيقية باستغلال محجر جيبوتى البيطرى العملاق لتلك الأزمة الكبرى حيث فرض المحجر البيطرى رسوم مفاجئة تبلغ 35 دولارا على الرأس الواحدة بحجة تحصين العجول بلقاح حمى الوادى المتصدع. 

هنا ثارت ثورة شركات وتجار العجول و الجمال فى مصر وهددوا برفع الأمر إلى مجلس الوزراء ،بل وإلى رئيس الجمهورية، حيث تهدد القرارات الجديدة بقطع أرزاق آلاف العمال وخاصة فى تجارة الجمال التى تغطى 30 % على الأقل من إحتياجات السوق المحلية من اللحوم الحمراء وتمثل لحوم الفقراء. 

الأزمة برمتها لم تحسم بعد خاصة أن الهيئة البيطرية لم تتفاوض بصورة مباشرة حتى الآن مع أثيوبيا و السودان و الصومال على إدراج تحصين حمى الوادى المتصدع الخطير ضمن تحصيناتها للعجول والجمال الواردة إلى مصر وإكتفت بإصدار قرارات من طرف واحد تحظر الإستيراد لحين قبول الطرف الثانى لها، وهو ما يهدد برفع سعر اللحوم فى مصر خلال 45 يوما على الأكثر إلى نحو 120 جنيها للكيلو بمجرد انتهاء الشحنات الواردة إلى مصر خلال موسم إحتفالات رأس السنة الميلادية! 

وبهدف توفير نحو مليارى دولار تمثل واردات الذرة الصفراء من الخارج ،أعدت الحكومة كما تكشف جريدة التعاون خطة عاجلة لزراعة 3 ملايين فدان بمحصول الذرة،من بينها مليونى فدان بالذرة البيضاء و مليون فدان بالصفراء، وذلك بعد توفير نحو 31 ألف طن تقاوى من هجن الذرة العالية الإنتاجية تتجاوز قيمتها 800 مليون جنيه. 

وعلمت التعاون أن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء كلف وزارات الزراعة والتموين والرى بوضع آليات تنفيذ خطة التوسع فى زراعة محصول الذرة وتتضمن إعادة النظر فى إلغاء خلط الذرة بنسبة 20 % بالقمح لصناعة رغيف الخبز المدعم، والإعلان قبل نهاية فبراير عن الكميات المستهدف إستلامها من الذرة الشامية البيضاء بحد أقصى 800 ألف طن ذرة بسعر 300 جنيه للأردب على الأقل، وفرض 30 % جمارك على واردات الذرة الصفراء من الخارج، والتفاوض مع الإتحاد العام للدواجن على سعر عادل لتوريد محصول الذرة الصفراء المحلية لمزارع الدواجن. 

وأكد المهندس أحمد يس هاشم نائب رئيس الجمعية المصرية لصناعة التقاوى أنه فى حالة عدم الإسراع بإعلان خطة الدولة للتوسع فى زراعة الذرة خلال الموسم الصيفى المقبل، فإن المزارعين سيواجهون أزمة حقيقية نظرا لفشل سياسات تسويق محاصيل الذرة والقطن والأرز والبطاطس، لافتا إلى أن أمام مصر فرصة ذهبية لزيادة الاكتفاء الذاتي من قمح الخبز ليتراوح ما بين 75 إلى 80 % خلال العام 2015. 

المصدر- الأهرام 

زر الذهاب إلى الأعلى