جلوبال ريسرش: الغارات الأمريكية على الصومال تهدف لخنق الصين

لم يكن الصومال هذا البلد الفقير في القرن الإفريقي مدار اهتمام، إلا عندما تنشب المعارك بفعل التدخلات الخارجية، على الرغم من أن الحروب الداخلية القبائلية تجتاحه منذ إعادة تكوينه الحديث في مطلع الستينيات، علما أنه شهد فترة هدوء قصيرة مع “محمد سياد بري” أول رئيس بعد الاستقلال والذي انهار حكمه عام 1991، مما أدى إلى دخول البلاد في نفق الفوضى والاقتتال بين امراء الحرب.

أولى الحروب في الصومال بعد الاستقلال كانت مع جارتها اثيوبيا عام 1977التي تحتفظ باجزاء واسعة من اراضي الصومال المعروفة باقليم اوغادين ومساحته 250كلم، ويسكنها مليونين ونصف المليون من الصوماليين حيث هزمت الصومال، وبدأت مرحلة داخلية من المعارك القبلية حتى سقوط نظام “سياد بري” الذي كان تسلم بلدا فقيرا ممزقا من الاستعمار.

وفي هذا السياق، قال موقع “جلوبال ريسيرش” البحثي إن طائرة أمريكية بدون طيار اغتالت مساء الاثنين الماضي عضوا بارزا في حركة الشباب الصومالية الإرهابية، مضيفا أن الأدميرال “جون كيربي” المتحدث باسم البنتاجون أصدر بيان الإقرار بأن الهدف من الضربة، التي وقعت في محيط مدينة سكاو، حوالي 100 ميلا إلى الشمال من ميناء مدينة كيسمايو، كان أحد كبار قادة الشباب، لكنه لم يذكر اسمه، وقال إن وزارة الدفاع الأمريكية لم تقييم عدد الضحايا المدنيين من الهجوم الصاروخي، مضيفا “نحن بصدد تقييم نتائج العملية، وسوف نوفر معلومات إضافية، عند الانتهاء”، وبناء على هذا الاعتبار، لا توجد وسيلة لمعرفة إذا ما كانت الهجمة قد أودت بحياة الهدف أو عدد الضحايا.

ويوضح الموقع الكندي أن مثل هذه التصريحات وبرنامح الطائرات بدون طيار نددت به الأمم المتحدة، وأكدت أنه انتهاك مباشر للقانون الدولي، ومكروه من قبل السكان الذين أجبروا على العيش تحت التهديد المستمر بالقتل وسقوط المذابح من السماء، لافتا إلى أن عملية أخرى في أكتوبر الماضي، حيث داهمت القوات البحرية الأمريكية منزل أحد قادة حركة الشباب، يدعى محمد عبد القادر، في براوة، جنوبي مقديشو، ولكن المحاولة انتهت بالفشل.

ويشير “جلوبال ريسيرش” إلى أن الصومال أصبحت هدفا رسميا للحرب الأمريكية على الإرهاب في عام 2008، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق “جورج بوش” الأبن، ثم أعلن البيت الأبيض حركة الشباب كيانا إرهابيا عالميا، رغم اقتصار نشاطها داخل الصومال في الحرب الأهلية.

وذكر “جلوبال ريسيرش” أن حملة واشنطن ضد حركة الشباب تتشابه مع الغارات بدون طيار التي تشنها ضد أفغانستان وباكستان وغيرها، وقد اعتمدت الولايات المتحدة  على جيش الاحتلال الأجنبي المكون من 22 ألف جندي، والمعروف باسم بعثة الاتحاد الافريقي، وهو حشد نيابي عن الامبريالية الغربية والأمريكية من قبل الاتحاد الافريقي.

ويوضح الموقع الكندي أن في سبع سنوات من القتال، اكتسبت الولايات المتحدة والقوات الموالية لها السيطرة على معظم مناطق جنوب الصومال، ولكن لم تكن قادرة على سحق حركة الشباب، مشيرا إلى أنه يهيمن على النظام أولئك الذين يدعمون الفساد والأزمات، وفي الأسبوع الماضي شهدت البلاد تعيين رئيس الوزراء الثالث في غضون عام واحد.

ويؤكد الموقع أن الخط الساحلي في الصومال هو الأكبر في أفريقيا وبجوار مضيق باب المندب، يمر من خلالها 70% من المنتجات البترولية العالمية، وهو مهم بالنسبة للرأسمالية الأمريكية، أما اليمن، التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة، وهي تمتلك ممر استراتيجي، تشن عليها الولايات المتحدة غارات بدون طيار متكررة، كما أن التحكم في تلك الممرات الملاحية يساعد الولايات المتحدة على خنق الحياة الاقتصادية للصين.

 

 
زر الذهاب إلى الأعلى