رويترز : كينيا تخوض حرب افكار لوقف تقدم الفكر الاسلامي المتطرف

يجب ان تكسب كينيا معركة ضد الفكر المتشدد الذي يتسرب اليها من جارتها الشمالية وينتشر بين الشباب المسلم في الداخل اذا كان سيقدر لها ان تمنع الاسلاميين الصوماليين من توصيل أفكارهم الى الدولة التي تقع في شرق أفريقيا.

وبعد هجومين في عشرة أيام نفذهما مقاتلو حركة الشباب الصومالية وقتل فيهما أكثر من 60 شخصا تعهد الرئيس أوهورو كينياتا بتصعيد “حربه على الارهاب” لوقف الغارات عبر الحدود التي يسهل اختراقها ووقف أي حلم بتحقيق دولة الخلافة.

وفي الصومال يمكنه ان يشير الى المكاسب العسكرية حيث تمكنت القوات الكينية والافريقية الاخرى من استعادة اراض من حركة الشباب لكنه يواجه عدوا أكثر عنادا على أرضه حيث تحاول قوات الامن طرد المتشددين من المساجد.

وقال إمام كيني للمصلين في مسجد منى بمومباسا الشهر الماضي قبل ان تغلقه الشرطة – مع ثلاثة مساجد أخرى – وتعتقل نحو 100 شاب ان “اللغة الوحيدة التي يمكن ان يفهمها هؤلاء الكفار هي الرصاص من بنادق ايه.كيه-47.”

ويقول ناشطون مسلمون ان مثل هذه التكتيكات الصارمة ربما تسكت مؤقتا الاصوات المتطرفة لكنها تذكي أيضا الغضب الذي يساعد المتشددين على ايجاد مجندين جدد ويعمق الخطر الداخلي.

وهذا هو الشيء الذي قد يكون لدى حركة الشباب ورقة رابحة فيه. وبينما تم طرد الحركة من معاقلها الصومالية الرئيسية فان شن هجوم عسكري في الصومال لم يمنعها من نشر فكرها وايجاد قوات برية لديها ولاء كاف لشن هجمات تحتاج الى ما هو أكثر من الاخلاص للقضية والقليل من الاسلحة.

وتمثل أفواج الشباب المسلم – العاطل في معظمه عن العمل الذي يشعر بالاستياء في مدينة مومباسا والمنطقة المتاخمة للساحل حيث يعيش المسلمون الكينيون – أرضا خصبة للاسلاميين.

خطب مثيرة

وقال حسين خالد الذي ينتمي لعضوية جماعة (هاكي أفريكا” التي تعمل للترويج لحوار مع المجتمعات المسلمة “تحتاج الحكومة لان تجلس مع هؤلاء الناس وان تفهمهم.”

وأضاف “انها تريد دائما (الحكومة) استخدام القوة وهذا يدفع الناس بعيدا.”

وقامت الشرطة بسبب الانزعاج من الخطب المثيرة التي يلقيها أئمة وظهور شبان متطرفين من مساجد في مومباسا الشهر الماضي باغلاق أربعة أماكن عبادة والقيام باعتقالات حاشدة. وكان هذا يتم من قبل لكن ليس بمثل هذا الحجم.

وقال روبرت كيتور مفوض شرطة مقاطعة مومباسا “نريد منع الموقف من الامتداد خارج المساجد.”

وقالت حركة الشباب انها شنت غارات في الاونة الاخيرة لاسباب منها معاقبة كينيا على مثل أعمال “العدوان” هذه ووعدت بأن تستمر في عمل ذلك.

ولم تمنع خسارة أراض في الصومال حركة الشباب من استغلال مهاراتها في حرب الثوار. بل انها قد تساعدها في تحرير موارد.

وقال دبلوماسي “انهم الان لا يحكمون مثل هذه المساحات الكبيرة من الصومال ولم يعد يتعين عليهم دفع ثمن حكومة ظل.”

وأضاف “يمكن شن تمرد مقابل مبالغ ليست كبيرة من المال.”

وما أثار قلق السلطات تسجيل فيديو وضع على موقع يوتيوب هذا الاسبوع وعليه كلمة من أحمد ايمان علي وهو كيني يعتقد انه يرأس (الهجرة) وهو الفرع المحلي للشباب. ووعد في كلمته باستهداف “الكفار” للانتقام من معاناة المسلمين في مومباسا حيث درس على يد واعظ متطرف.

وقال علي بينما كان أفراد مجموعة من الرجال يمسكون ببنادق ايه.كيه-47 “انتظروا لتروا .. انها مسألة وقت.” وأضاف “الطلقات والخناجر صنعت القلق. دعونا ننشر هذا في كل المساجد. 

وفي عام 2007 سيطر علي ومؤيدون له من الشبان على مسجد في نيروبي وجعلوه مرتعا للتشدد. وفعل متطرفون نفس الشيء في مومباسا وتحدوا الحملات الصارمة التي تقوم بها الشرطة.

وقال علي حسن جوهو حاكم مقاطعة مومباسا لرويترز بشأن قلقه من استراتيجية الشرطة “لم تنجح في أي مكان في العالم”. وأضاف “هذه معركة عقيدة ولذلك لا يمكنك ان تفوز فيها بأي وسيلة أخرى بخلاف التواصل.”

العيش في خوف

مثل هذا القلق لم يتحول بعد الى فعل. وقال خالد عضو جماعة (هاكي أفريكا) ان الاجتماعات بين المسؤولين والطائفة المسلمة تمخضت عن استراتيجية لكن لا يوجد “اجتماعات ملموسة تؤكد أو على الاقل تتفق على كيفية طرح ذلك.”

وحث كينياتا الذي هزته الغارات الحدودية في الشمال وهجمات الشباب الاخرى هذا العام على الساحل الطائفة المسلمة على المساعدة في اقتلاع “المتعاونين” المتشددين في كينيا.

لكن تم ترويع العديد من الوعاظ المسلمين المعتدلين. وفي نوفمبر تشرين الثاني قتل مهاجمون مجهولون بالرصاص الشيخ سالم البكاري موارانجي الذي أيد اجراءات القضاء على التطرف. وقتل زعيم معتدل آخر في يونيو حزيران.

وقال مضر الختامي رئيس المجلس الاعلى لمسلمي كينيا على الساحل “يوجد احساس بالخوف شديد للغاية ويعتقد الناس ان المسالة لا تساوي تحدي هؤلاء الناس (المتطرفين).”

وعندما أغلق مسجد منى في مومباسا سار نحو عشرة شبان يهتفون “الله أكبر” في الشارع وقتلوا صاحب متجر مسيحيا.

وقال دبلوماسي غربي ان كينيا تحتاج الى اعادة التفكير في استراتيجيتها. وقال “انهم لا يصلون الى السكان الذين يحاولون الوصول اليهم.”

 

زر الذهاب إلى الأعلى