الرئيس حسن شيخ يسير على خطى أسلافه

لا خلاف بين إثنين  بأن لا نهضة و لا تقدم في البلد  بدون إستقرار سياسي ، و أن هناك علاقة وثيقة بين النهضة والاستقرار السياسي ، و يعني هذا أن الاستقرار السياسي هو مفتاح النجاح لأي تجربة فريدة وصلت إليها البشرية  في القديم و الحديث ، لأن الاستقرار السياسي له تأثير قوي سلبا و إيجابا على جوانب عدة كالاقتصاد و الأمن و التسامح بين مكونات الشعب.

أخي القارئ إن عدم الاستقرار السياسي من أكبر معوقات المجتمع من الابداع و الابتكار و أنه لا إستثمار في البلد بدون إستقرار سياسي لأن رأس المال جبان كما يقول خبراء الاقتصاد،

ومن النافلة في القول أن الخلاف السياسي في الصومال  لم يكن وليد اليوم و إنما بدأ ظهوره  منذ لحظة الاستقلال حيث دب الخلاف بين  رئيس آدم عبد الله عثمان أول رئيس للصومال وبين رئيس وزرائه عبد الرشيد على شرماركي،  و كان الخلاف حول من يستحق أن يكون الصديق الأقرب للصومال – الاتحاد السوفيتي أم الولايات المتحدة الامريكية !

و في عام 1991 إجتمع عدد من القادة و الساسة الصوماليين في مدينة بيدوا حاضرة إقليم باي جنوبي الصومال لأجل نزع فتيل الحرب الأهلي الذي بدأ يأكل  الأخضر و اليابس ، وقال وقتها أحد المشاركين في المؤتمر  موجهاً كلامه الى الحاضرين ” إن التاريخ سيذكرنا إن نجحنا في إعادة الأمن و الاستقرار في ربوع الوطن الحبيب …. إن الفرصة أمامنا اليوم فحذارٍ ثم حذارٍ أن نضيع هذه الفرصة السانحة  ” ‘ إنتهى المؤتمر وفشل الحاضرون في إيجاد حلول ناجعة لمشاكل الصومال و ضيعوا الفرصة فيا لها من خيبة أمل ! .

إن الخلاف السياسي بين رئيس الجمهورية ورئيس وزرائه أصبح كالعادة الموروثة التي يتوارث بها رؤساؤنا ، فهذا  رئيس عبد قاسم صلاد حسن يتخلص أربع رئساء حكومات في غضون أربع سنوات ، ثم يأتي رئيس عبدالله يوسف فيمشي خطى سلفه فيغير ثلاثة  خلال أربع سنوات، و عندما جاء شريف شيخ أحمد الى سدة الحكم لم يخطء  أن يحذو حذو الرؤساء السابقين  و أبى الا أن يتناحر و يتشاجر مع رئيس وزرائه  فغير ثلاثة خلال فترة حكمه.

و في عام 2012 أنتخب الأكاديمي حسن شيخ محمود رئيساً للبلاد واستبشر الناس حينها في إختيار هذا الرجل لأسباب منها  أنه رجل جديد و غير معروف في ساحة السياسة، فلعل الجديد يأتي بالجديد ‘ و منها أنه وعد في خطابه أمام الشعب أن الصومال دخلت الى عصر الوئام بين رئيس الجمهورية ورئيس وزرائه ،  و أن الاختلاف و التناحر قد ولى الى غير رجعة.

لكنه مع الأسف أبى أيضاً الا أن يسير على خطى أسلافه فغير رئيس وزرائه في غضون سنة فعين مكانه السيد عبد الولي شيخ أحمد، وها نحن اليوم نعيش في أزمة سياسية لم تمر البلاد مثلها بين السيد حسن شيخ  و بين السيد عبد الولي لا ندري من الذي يتعشى الآخر قبل أن يتغذا عليه .

وإذا كان هذا حال ساستنا فمن الذي يقوم بنهضة الوطن ؟ إذا كان ساستنا يتناحرون ويتشاجرون حول حسابات ضيقة فمن لهذا البلد الجريج الذي ينزف ليل النهار ؟   .. أترك الاجابة للقرأء .

عبد الفتاح محمود دعالي

كاتب ومدرب معتمد ومحاضر دولي في التنمية البشرية
زر الذهاب إلى الأعلى