أحمد مدوبي … شخصية السلام في الصومال

أحمد محمد اسلام (أحمد مدوبي) أحد الاسماء الرنانة والتي اشتهرت في الآونة الأخيرة في جميع الاقطار الصومالية بشكل ملحوظ، نظرا لمساهماته الوطنية والدبلوماسية الرفيعة وكلاماته الرنانة والتي تحمل المشاعر الوطنية الجميلة.

وكان أحمد محمد اسلام (أحمد مدوبي) احد الاسماء التي برزت للساحة الصومالية في التسعينات من القرن المنصرم من خلال انضمامه لمعسكرات راس كامبوني والتي اسسها الشيخ الراحل حسن تركي في جنوب الصومال وخاصة قرب مدينة كسمايو.

وخلال فترة المحاكم الاسلامية سطح دور احمد مدوبي الى العلن ، بعد مساهمته في نصرة المحاكم الاسلامية في مقديشو والسيطرة على مدينة كسمايو في ذاك الزمن.

وبعد خلافات حادة مع حركة الشباب المجاهدين في كيفية الحكم على مدينة كسمايو، وطرد قواته من المدينة، قرر احمد مدوبي السعي نحو السيطرة على كسمايو من جديد بالتعاون مع القوات الكينية المنضمة تحت مظلة قوات اميصوم في الصومال.

وبعد معارك شرسة وقوية مع الحركة، استطاع معسكر راس كامبوني بقيادة احمد مدوبي بمساعدة القوات الكينية بالسيطرة على المدينة ، واعلن احمد مدوبي تأسيس ولاية جوبالاند بعد اختياره رئيسا للولاية.

ولعب احمد مدوبي دورا بارزا وملحوظا في السياسة الصومالية بعد اختياره رئيس الولاية،حيث سعى احمد مدوبي الى توطيد العلاقات مع الحكومة الفيدرالية الصومالية والسعي نحو حلحلة الازمة التي نشأت في بدايات تأسيس الولاية مع الحكومة الفيدرالية، حيث وقعت ادارة احمد مدوبي اتفاقية اديس ابابا مع الحكومة الصومالية الفيدرالية لحلحلة الخلافات فيما بينهما .

وشهدت العلاقات مع الحكومة المركزية بعد هذه الاتفاقية تحسنا ملحوظا ، ساهمت في انهاء التوترات التي حدثت خلال تأسيس الولاية.

وخلال انتخاب برلمان ولاية جوبالاند اظهر احمد مدوبي شخصيته العريقة من خلال السعي الى ارضاء معظم القبائل الساكنة في اقليم جوبالاند ، وقرر احمد مدوبي تأخير تشكيل حكومة الولاية من اجل القيام بمشاورات عديدة مع الأهالي الساكنة في الاقليم، وتشكيل حكومة تمثل اهالي هذه الولاية.

وخلال عام 2015م كان لاحمد مدوبي دور بارز في السياسة الصومالية ، حيث جذبت كلماته انظار المتابعين للشأن الصومالية وجماهير عريضة من الشعب الصومالي.

ففي ازمة جالكعيو والاضطرابات الأخيرة التي حدثت في المدينة والنزاعات بين ادارتي جلمدق وبونت لاند ، ادلى احمد مدوبي تصريحا تاريخيا قال فيه ( لن نخوض الحديث عن انتخابات 2016 ما لم تحل قضية جالكعيو ويتوصل الاطراف الى حل ابدي لهذه الازمة)، وساهمت هذه التصريحات في اثراء شعبية احمد مدوبي بين اوساط الشعب الصومالي والتي رحبت بهذه التصريحات الوطنية، وساهمت الحكومة الفيدرالية وقادة ولايتي جنوب غرب الصومال وجوبالاند في التوصل الى اتفاقية مصالحة بين هذه الولايتي في المدينة.

وفي منتدى التشاور الوطني لانتخابات 2016م عاتب احمد مدوبي المسئولين الصوماليين والذين ادلوا بخطاباتهم في هذا المنتدى باللغة الانجليزية، حيث اشار احمد مدوبي الى انه كان يجب على المسئولين الصوماليين ان يتحدثوا باللغة الوطنية الصومالية كي يفهمهم الشعب الصومالي ولا ان يضطر الشعب الصومالية الى استفسار ما قاله قادتهم وترجمة خطابهم للشعب الصومالي.

وقد لقي هذا التصريح استحسانا كبيرا لدى السياسيين والمثقفين الصوماليين وجماهير عريضة من الشعب الصومالي ، بالاضافة الى تكريم اكاديمية اللغة الصومالية لاحمد مدوبي نظرا لدوره الكبير في التعبير عن الاعتزاز بلغتنا الوطنية.

وظهرت الحنكة والدراية والخبرة السياسية لاحمد مدوبي حينما قرر زيارة مدينة عدادو حاضرة اقليم جلمدق ، بعد ان رأى البعض ان الاصطفافات الاخيرة بين الولايات وتحالف جوبالاند مع بونت لاند الى جانب تحالف جنوب غرب الصومال مع جلمدق ستساهم في توسيع الفجوة بين قادة هذه الولايات ، الا ان احمدمدوبي كان له راي آخر وقرر زيارة هذه الولاية حتى يظهر لهؤلاء خبرته ووطنيته الكبيرة، وان السياسيين الصوماليين ان اختلفوا  في الآراء السياسية لن يعنى هذا القطيعة الحتمية بينهم ، وان الاختلافات السياسية لا تعنى القطيعة والعداء بين السياسيين والشعب الصومالي.

ورحبت ادارة جلمدق بزيارة احمد مدوبي بطريقة رائعة تعبر عن التآخي والتآلف بين الشعب الصومالي والتي عصفت فيه الأحداث الاخيرة وساهم التطبيق الخطأ للفيدرالية في اثراء بعض النعرات  والتعصبات الغير الوطنية.

واستحق احمد مدوبي بهذه الافعال الوطنية لقب شخصية السلام في الصومال ، واحقية مدينة كسمايو بتشريفها باحتواء مؤتمر تحديد كيفية انتخابات 2016م ، واستضافة القادة الصومالية وترحيبهم بافضل طريقة ممكنة .

عبدالله عبدالقادر آدم

كاتب وباحث صومالي، خريج كلية الشريعة والقانون بجامعة افريقيا العالمية، حاصل على درجة الماجستير في القانون من جامعة الزعيم الازهري
زر الذهاب إلى الأعلى