الصومال سوق سياحي واعد

كان قطاع السياحة في الصومال خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي من أهم مصادر الدخل للدولة، ويعد حاليا من القطاعات الواعدة والجاذبة للاستثمار الأجنبي والمحلي .

فالصومال بلد غني بالحيوانات المفترسة والأليفة وخصوصا في المناطق الواقعة جنوب وغرب العاصمة مقديشو و المناطق الشمالية والشرقية من البلاد. كما أن للصومال واحد من أطول سواحل أفريقيا يمتد لأكثر من 3300 كيلومتر.

وفي المناطق الشمالية توجد سلسة جبال ومرتفعات ذات  طبيعة خلابة، ومناخ ساحر، تزخر بأنواع ناذرة من الحيوات البرية سواء الوحشية والأليفة.

 وكذلك توجد في  عدد من المدن الصومالية معالم أثرية وتاريخة تشتهيها الأنفس وتتمتع بها العيون، وأن بعض تلك المعالم توجد في المدن الكبرى أو مناطق قريبه منها يمكن الوصول إليها بسهولة وعبر السيارة.

 وعندما نتحدث عن العاصمة مقديشو المطلة على المحيط الهندي على سبيل الميثال يوجد في بعض مديرياتها،  كمديرتي حمرويني وشنغاني  قلعات ومبان يعود تاريخ بنائها  إلى قبل أربعة قرون  أو قبل التاريخ الهجري.

 تعرضت هذه المعالم التاريخية للتدمير والخراب ولم تعد اليوم سوى أطلال بسبب طول المدة وقلة الصيانة ونتجة للحروب الأهلية التي شهدتها المدينة لكن لا تزال آثار هذه المواقع تشهد على الحضارة الصومالية وتاريخها القديم.

ومن بين أبرز المواقع الأثرية في مقديشو، مبان تم تشيدها في عهد الفنيقيين وأخرى ترجع إلى أيام حكم العرب في مقديشو ، مثل مسجد  الجامع (Jaamica)  والذي تم بناؤه في الفترة ما بين 256-257 هجرية و887-88  بعد الميلاد. ومسجد فخر الدين الذي بني قبل 7045 سنة . وكذلك بالإمكان أن تشاهد القصر الذي سكن فيه سلطان زنجبار والذي تم تحويله بعد الاستقلال إلى محتف وطني.

 إلى جانب هذه المعالم الأثرية، في العاصمة مقديشو مواقع لشخصيات تحتل مكانه مميزة في قلوب الصوماليين، وتحكي عن كفاح شعب الصومال ضد الاستعمار مثل تماثيل سيد محمد عبد الله حسن، وأحمد جرى، والمناضلة حواء تاكو، بالإضافة إلى مبان وفنادق عصرية كندق جوبا وعروبة ومنطقة تليح الترفيهية.

 هذه المواقع رغم تعرضها للتدمير جراء الحروب الا أن آثارها صامدة تعكس مدى التقدم الذي كانت تحققه الصومال ما قبل فترة الحرب الأهلية عام 1991.

 والجدير بالإشارة إلى أن مدينة مقديشو شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا وتم تشيد فنادق فاخرة بعضها من خمسة نجوم تتوفر فيها كل  الإمكانيات المطلوبة لراحة نزلائها.

 ولا بد أن نشير أيضا إلى  محمية وامو السياحية (WAAMO) في كسميايو التي بدأت هذه الأيام تستعيد عافيتها وبريقها  وهي موع سياحي يتمتع بالجمال الساحر بسبب اطلالته على المحيط الهندي وقربه من شاطي نهر جوبا وغابات كثيفة تسيح فيها أعداد كبيرة من الحيونات البرية.

لقد أثبت درسات محلية وأجنبية أن في الصومال توجد أكثر مائة نوع من الحيوانات المعروفة بالثديات وأكثر من 600 نوع من الطيور.

وأخيرا يمكن  القول:  إن الصومال يمثل سوقا سياحيا واعدا نظرا لموقعه الجغرافي واطلالته على المحيط الهندي وخليج عدن ومميزاته الطبيعية  من جبال ومرتفعات وسهول بالإضافة إلى مواقعه التاريخية ومعالمه الأثرية وموروث شعبه العريق.

زر الذهاب إلى الأعلى