هل يسير رئيس بلدية مقديشو على خطى أسلافه؟

تضطلع البلديات دورا مهما في خدمة المجتمعات وتقوم بمهمات أساسية ترمي الي تحسين الحياة المجتمعي، كحماية البئية والنظافة واقامة الحدائق والمتنزهات العامة، وإنشاء  طرق التواصل المجتمعي بين السكان وتعزيز  أواصر العلاقة بينهم، بهدف خلق أجواء سعيدة بعيدا عن كل مسببات الأمراض الجسمية والنفسية التي لها دور كبير في إثارة الخلافات والصراعات التي تعكر عادة صفوة التعايش السلمي بين المواطنين.   

تقع على عاتق البلديات مسؤولة حماية وسلامة بيئة المدن إبتداء من وضع التخطيط العمراني للمدنية وترخيص إنشاء المباني وصيانة الطرق والحدائق والمنتزهات والشواطئ وتوفير المواصلات العامة وانتهاء بمسؤولية تفعيل وتنشيط العلاقة بين المواطنين والحكومة من خلال اقامة المهرجانات والفعاليات الهادفة الي رفع وعي الجمهور وتوجيههم  نحو بناء الوطن  وتنمية المجتمع.  

يجب ان تكون البلدية دائما في خدمة الشعب وراحة المواطن وان تكون ساهرة من أجل توفير وتسخير كل ما يحتاجه المواطن في حياته اليومية سواء اذا كان في البيت أو  في  مكان العمل أو متجولا في الأسواق وبين أحياء المدن، واذا انتاب هذا الدور المهم والحيوي الذي تلعبه البلديات أي خلل لاشك فان مستقل سكان تلك المدن في خطر وسيواجه كارثة بيئية مدمرة  تبقى آثارها جيلا بعد جيل لا يمكن حلها بسهولة  أو على الأقل تستغرق سنوات عدة للتعافي منها. 

 ومن أهم مهام البلديات  :

١- القيام بجميع الأعمال المتعلقة بتنظيم الحياة اليومية والمحافظة على (الصحة والراحة والسلامة العامة) 

٣-  تنظيم عمليات  الإنشاءات والأبنية وجميع التمديدات العامة والخاصة  في المدن ومراقبتها.

٤-   العناية بالمظهر العام ونظافة المدينة، وإنشاء الحدائق والساحات والمنتزهات

٥-   المحافظة على  الصحة العامة وردم البرك والمستنقعات ودرء خطر السيول 

٦-  المراقبة  والإشراف على المواد الغذائية والاستهلاكية، ومراقبة أسعارها وأسعار الخدمات العامة ومراقبة الموازين، والمكاييل، والمقاييس بالاشتراك مع الجهات المختصة ووضع الإشارة (الدمغة) عليها سنوياً.

٧-  إنشاء المسالخ وتنظيمها.

٨- إنشاء الأسواق وتحديد مراكز البيع.

٩- الترخيص بمزاولة الحرف والمهن وفتح المحلات العامة ومراقبتها صحياً وفنياً.

١٠ – المحافظة على السلامة والراحة وبصورة خاصة اتخاذ الإجراءات اللازمة بالاشتراك مع الجهات المعنية لدرء وقوع الحرائق وإطفائها وهدم الأبنية الآيلة للسقوط أو الأجزاء المتداعية منها وإنشاء الملاجئ العامة.

١١-  تحديد مواقف الباعة المتجولين، والسيارات والعربات بالاتفاق مع الجهات المختصة.

١٢- تنظيم النقل الداخلي وتحديد أجوره بالاتفاق مع الجهات المختصة.

١٣-  نزع ملكية العقارات للمنفعة العامة.

١٤- تحديد واستيفاء رسوم وعوائد البلدية والغرامات والجزاءات التي توقع على المخالفين لأنظمتها.

١٥- الإشراف على انتخابات وترشيح رؤساء الحرف والمهن ومراقبة أعمالهم وحل الخلافات التي تحدث بينهم.

١٦-  حماية الأبنية ا لأثرية بالتعاون مع الجهات المختصة.

١٧- تشجيع النشاط الثقافي، والرياضي، والاجتماعي، والمساهمة فيه بالتعاون مع الجهات المعنية.

١٨- التعاون مع الجهات المختصة لمنع التسول، والتشرد، وإنشاء الملاجئ للعجزة والأيتام والمعتوهين وذوي العاهات وأمثالهم

١٩-إنشاء المقابر والمغاسل، وتسويرها وتنظيفها ودفن الموتى.

٢٠- تلافي أضرار الحيوانات السائبة والكاسرة والرفق بالحيوان.

٢١-  منع وإزالة التعدي على أملاكها الخاصة والأملاك العامة الخاضعة لسلطتها. البلدية

في خضم الحرب الأهلية والعنف المستمر في البلاد منذ أكثر من ٢٤ عاما انهارت جميع المؤسسات الحكومية وخصوصا مؤسسات الخدمات المدنية، مثل البلديات وتم تدمير ونهب جميع ممتلكاتها ولم يبق منها سوى الإسم و الأطلال . ولهذا السبب تحولت  العاصمة  مقديشو التي كانت يوما من أجمل العواصم الأفريقية الي  ساحة  كبيرة لجمع النفيات والقمامات ومستنقعات لمياه الأمطار الموسمية ، وغابت جميع الخدمات التي كانت بلدية مقديشو تضطلع فيها، مثل النظافة العامة وتوفير خدمات المياه والكهرباء والمواصلات، بل تركزت أعمالها على الإضطلاع بمسؤوليات ليست من اختصاصاتها المباشرة بدواعي ضرورة المرحلة  كالأمن، ما اضاع رئيس البلدية ورؤساء النواحي فرصا كثيرة لإنجاز مهمات صعبة وملحة التي اذا نجحوا فيها ستكون بالنسبة لهم بداية مشرقة نحو مستقل سياسي واجتماعي مشرق ربما تشكل بوابة نحو القصر الرئاسي كما فعل أردوغان التركي رئيس بلدية استنطبول سابقا ورئيس الجمهورية حاليا. أما اذا فشلوا في انجازها وانتشال العاصمة من محنتها ونكبتها لا شك فانها ستكون صفحة غير ناصعة في تاريح عملهم والقش الذي يقصم ظهر البعير. 

فجهود تطوير المدينة وانشاء بنى التحية لها لا يمكن أن يقتصر على فتح مراكز هنا أوهناك لكن من الضروي ارساء قواعد راسخة لتنظيم المشكلات تمهيدا لحلها وتخصيص ميزانية ضخمه للبلدية من أجل التطوير وتحسين مظاهر المدن.

ولتحقيق نجاح باهر، على إدارة بلدية مقديشو القيام بخطوات جريئة تضع الأسس لرؤية مستقبلية حول التنمية والنهوض بالمدينة التي تصنف من أفقر المدن في العالم وأن أول ما كان يجب على البلدية ، محاربة الفساد والمفسدين ورصد ميزانية ضحمة لتطوير البنية التحتية للمدينة ومعالجة المشاكل الكثيرة التي تعاني منها المدينة، مثل مشكلة النظافة التي تتصدر قائمة المشكلات التي تؤرق مضاجع المواطنيين وقيادات العليا للبلاد على حد سواء، حيث باتت القمامة ملقاة على شوراع وأزقة الأحياء الرئيسية في المدينة. ومعالجة هذه الإزمة عبر اطلاق مشروعات نظافة تستغرق يوما أو أسبوعا يتم تمولها من قبل المنظمات الخيرية ليس الا مسكنات لا تغير من الواقع شيئا فالأمر يحتاج الي ارادة حقيقية ووضع سياسة واضحة للحد من هذه المشكلة التي طال أمدها وتتسع دائرتها كل يوم. 

ولإنهاء هذه المشكلة للأبد، كان ينبغي القيام بأمور ثلاثة، وهي : تشكيل دائرة خاصة تعني بشؤون النظافة يشتغل فيها مواظفون ثابتون يتقاضون الرواتب من الدولة يعملون في أوقات معينة في مختلف الأحياء التي تتكون منها العاصمة، وتحديد أماكن لجمع النفايات والقمامة، ووضع قوانيين وتشريعات صارمة تعاقب العابثين بنظافة المدينة وتشكيل وحدة خاصة من الشرطة مسؤوليتها مراقبة ومحاسبة المخالفين، لكن هذه الخطوات حتى الآن لم يتحقق وأن أعمال البلدية بشكل عام تبدو لا تسير على طريق الصحيح، ولهذا بات من الضروري ان نتسائل هل تسير رئيس بلدية مقديشو، اللواء حسين مونغاب نحو الإتجاه الصحيح أم يسيرعلى خطى أسلافه؟

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى