الدوحة تستضيف مؤتمرًا يناقش مشكلة الصراعات في إفريقيا

شارك رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو إمبيكي ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلمار يام دسالن وسعد الدين العثماني وزير خارجية المغرب السابق في المؤتمر الدولي الذي ينظمه مركز الجزيرة للدراسات يوم السبت المقبل في الدوحة ويبحث في واقع “إفريقيا: تفاعلات الصراع وآفاق النهوض” الذي يعقد على مدار يومين.

وسيكون الرئيس إمبيكي المتحدث الرئيس بالجلسة الأولى للمؤتمر بينما يعقب على مداخلته الدكتور رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي السابق وأحمد ولد عبدالله وزير الخارجية الموريتاني السابق والمبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال.

ويعتبر هذا المؤتمر أضخم فعالية من نوعها في بلد عربي، حيث ستسعى إلى تسليط الضوء على التطورات الإيجابية التي شهدتها إفريقيا خلال العقدين الماضيين، حيث تحولت بلدان كانت رمزًا للكوارث الإنسانية والمجاعات، أو مسرحًا للفوضى وانهيار الدولة وسلطة القانون، أو كليهما على حد سواء، بحيث أصبحت تساهم بقوة في الجهود الإفريقية لإعادة البناء والأمل. كما شهدت القارة نهضة اقتصادية جعلتها من أسرع المناطق نموًا في العالم، ووجهة مفضلة لاستثمارات جديدة. وبنفس القدر، طورت القارة آلية فاعلة لفض النزاعات ومعالجة الصراعات جعلت من المنظمات القارية فاعلاً مهمة في معالجة مشاكل القارة وصراعاتها.

وسيتناول المؤتمر هذه التطورات الهامة بدراسات متعمقة يعدها نخبة من أبرز خبراء إفريقيا وقادتها، كما سيتناول كذلك بالتحليل العلاقات العربية الإفريقية وتطوراتها.

وتناقش جلسات المؤتمر الذي يشارك فيه رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء وخبراء متخصصون في الشأن الإفريقي وشخصيات دولية مرموقة وخبراء في مجالات التنمية والصراعات في القارة الجذور التاريخية للصراعات في إفريقيا والصراعات ما بعد الاستعمار وأثناء الحرب الباردة الثابتَ والمتغير ومحور الصراعات وأسئلة الهُوية ومحور العوامل الاجتماعية والاقتصادية والصراعات ودور الحكومات في إشعال الصراعات أو في حلها إضافة إلى محور الصراعات في إفريقيا والتنافس على الموارد .. المياه نموذجًا.

الجلسة الثاني الثانية للمؤتمر الدولي ستبحث في قضية الصراعات المزمنة والأخرى الناشئة، حيث تناقش الصراعات المدمرة في الصومال ودارفور وجمهورية الكونجو الديمقراطية أكثر المناطق دمارًا وأقدمها في الصراع من الناحية الزمنية إضافة إلى الصراع في الصحراء الغربية الذي بلغ عمره ربع قرن وواقع رواندا التي لا تزال تعيش تحت صدمة الإبادة الجماعية الشنيعة عام 1994 والصراعات التي تشتعل دون سابق إنذار كما هو الحال في مالي. أما الجلسة الثالثة للمؤتمر فتبحث في تجارب ومقاربات في تسوية الصراعات في إفريقيا من خلال البحث في تجارب بعض الدول حيث تمكنت العديد من الدول في العقدين الماضيين من تسوية صراعاتها إما عن طريق تغيير جذري للحكومات بالقوة وباتفاق مع قوى أخرى داخل النظام “إثيوبيا وأوغندا وتشاد”. أو من خلال توقيع اتفاقيات سلام بإشراف وسطاء إقليميين أو دوليين مثال” موزمبيق أنجولا السودان”.

 أو من خلال أشكال اتفاق أخرى متعددة، حيث تتناول هذه الجلسة التجارب الناجحة في حل الصراعات والدروس المستخلصة من الأساليب المستخدمة وكيف تمت تلك الصراعات التي كانت سبيلاً للنمو السياسي والاقتصادي والاجتماعي حيث سيجري التركيز في هذه الصدد على الحالة الإثيوبية ” كطريقة للتغيير من الداخل” والإدارة الإقليمية للصراعات “الحالة السيراليونية” والحلول الإقليمية والدولية عبر الدول والمنظمات” الحالة الأيفورية”

بينما يشهد اليوم الثاني والأخير للمؤتمر كلمة يلقيها رئيس الوزراء الإثيوبي هيلمار يام دسالن ويعقب عليه سعد الدين العثماني وزير خارجية المغرب وفارح معلم نائب رئيس البرلمان الكيني السابق والتيجاني السيسي رئيس حركة التحرير والعدالة رئيس السلطة الإقليمية في دارفور.

وتبحث جلسات اليوم الثاني للمؤتمر قضية التنافس الدولي على إفريقيا، حيث لم يكن الاستعمار الأوروبي المتدخل الوحيد في الشؤون الإفريقية قديمًا بل هنالك قوى دولية جديدة مهتمة بالوضع الإفريقي، فللولايات المتحدة الأمريكية وجود عسكري وإستراتيجي هام في القارة الإفريقية، كما أصبحت الصين تلعب دورًا متعاظمًا في إفريقيا من خلال مشاريعها وشراكاتها الاقتصادية وانخرطت كذلك في الشأن الإفريقي دول أخرى مثل اليابان و”إسرائيل” وتركيا وإيران.

ويناقش المؤتمر ورقة عمل يقدمها وزير خارجية السنغال السابق الدكتور التيجان غاديو تحت عنوان “تكريس النفوذ السياسي والثقافي الدولي في إفريقيا” وورقة أخرى عن موارد وإمكانات إفريقيا الاقتصادية الجاذبة وورقة ثالثة عن الهيمنة الإستراتيجية والسياسات الأمنية بإفريقيا.

كما تبحث جلسة خاصة في المؤتمر قضية رهانات الإصلاح السياسي ودور المجتمع المدني في إفريقيا، حيث شهدت القارة الإفريقية بدءًا من مطلع التسعينيات مرحلة تحول نحو الديمقراطية كانت في جانب منها تأثرًا بالتحولات الدولية التي جاءت مع نهاية الحرب الباردة وفي جانب آخر نتيجة ظهور حركات اجتماعية ومدنية استبقت نهج الربيع العربي في الحراك السلمي من أجل التغيير حيث ستناقش هذه الجلسة التوجه الإفريقي نحو الإصلاح وإشراك المجتمع المدني في الحياة العامة من خلال أوراق عمل تبحث في موضوع المؤسسة العسكرية والإصلاح السياسي في إفريقيا والإصلاح الديمقراطي في إفريقيا، إنجازات وعقبات والحركات الاجتماعية في إفريقيا ودورها في تعزيز الديمقراطية وفض النزاعات.

وتختتم جلسات المؤتمر بمناقشة محور إفريقيا والعالم العربي ومتطلبات التعاون والتكامل، حيث يبحث هذا المحور قضية الربيع العربي من منظور إفريقي من خلال ورقة عمل يقدمها الشيخ بن عمر وزير الخارجية التشادي السابق. والدين والسياسة في إفريقيا .. شرق إفريقيا نموذجًا ويقدمها الأستاذ إبراهيم الشيخ رئيس المكتب السياسي للجبهة المتحدة للصومال الغربي بينما يقدم مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية في السعودية أنور عشقي ورقة عمل حول رؤية إستراتيجية للعلاقات العربية – الإفريقية.

وتتحدث المستشارة الخاصة للرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما المكلفة بالسياسة الخارجية في قضية مستقبل الإصلاح في إفريقيا.

المصدر – جريدة الراية القطرية

زر الذهاب إلى الأعلى