خبير مياه يكشف عن كارثة مائية تواجه مصر مستقبلا جراء سدود إثيوبيا الجديدة

قال الخبير المصري نادر نور الدين، أستاذ التربة بزراعة القاهرة، إن إثيوبيا قررت إنشاء سدين عاجلين على نظام نهر السوبات الثلاثي وهما (سد بارو لتوليد 1800 ميجاوات ـ وسد بربر لتوليد 470 ميجاوات).  وأكد نور الدين إن كلا السدين سيساهم في منع منطقة المستنقعات المعروفة باسم مستنقعات “مشار” الناتجة عند التقاء نهر السوبات والبارو وأكوبو مع النيل الأبيض، والتي كانت مصر تلقي آمالا عليها كأحد المستنقعات المهمة التي يمكن أن تساهم بنحو 4 مليارات متر مكعب سنويا زيادة في إيراد النهر.  وأشار نور الدين إلى أن هذه السدود ستعمل على تقليص حجم تدفقات المياه من نهر السوبات إلى النيل الموحد والبالغة حاليا 12.1 مليار، ومن المتوقع أن تقل بنحو 4 مليارات متر مكعب سنويا بما يوضح تفرغ إثيوبيا للاستئثار بمياه نظام النيل بأكمله حيث بدأت بسد تاكيزي على عطبرة بسعة 9 مليارات متر مكعب من المياه، ثم خمسة سدود تعتزم إقامتها تباعا على النيل الأزرق وأخيرا سدود نهر السوبات، لتعمق من معاناة مصر في مستقبل أمنها المائي.

وكانت إثيوبيا قدمت طلبا للبنك الدولي منذ نحو خمس سنوات في عام 2009 لدراسة استغلال نهر السوبات بنظامه الثلاثي في توليد الكهرباء ومشروعات الري في جنوب غرب إثيوبيا، كما قدمت طلبا آخر للبنك الإفريقي للتنمية African Development Bank (AfDB)، لدعم هذه الدراسات وقد وافق البنك الإفريقي فعلا في شهر مارس 2014 على تخصيص 3.4 مليون دولار أمريكي لهذا الغرض، كما انتهى البنك الدولي من الدراسة كاملة في إبريل 2012 ونشرها على موقعه.  يشار إلى أن نهر السوبات ينبع من أقصى الجنوب الغربي لإثيوبيا ويبلغ طوله نحو 354 كيلومترا ويتشكل من التقاء نهري بالبارو المتجه غربا ونهر البايبور المتجه شمالا بعد مغادرته للحدود الإثيوبية، وله فيضان قوي جارف يحمل معه كميات كبيرة من الطمي الأبيض قبل التقائه بنيل بحر الجبل القادم من هضبة البحيرات الاستوائية العظمى وهو الذي يكسب مياهه اللون الأبيض، ولذلك أطلق عليه النيل الأبيض. يبلغ التصرف الفعلي للنهر نحو 12.1 مليار متر مكعب سنويا وله حوض وروافد تبلغ مساحتها 225 ألف كيلومتر مربع.  وأوضح نور الدين أن السمة المهمة لنهر السوبات أنه يكسب النيل الرئيسي حيوية ونشاطا وقدرة على الاستمرار في الجريان شمالا وبالتالي فهو يمثل قوة دفع لنيل بحر الجبل بعد تيهه في مستنقعات “السد Sudd” في الجنوب السوداني باحثا عمن يأخذ بيده ليستمر تدفقه شمالا ويخرجه من محنته.  ومن أهم روافد نهر السوبات نهر لويلا ونهر فينفو ثم نهر البيبور والذي يجمع مياه الرافدين السابقين للاتجاه شمالا مباشرة. وقبل أن يقترن نهر بيبور بنهر البارو القادم من الهضاب الإثيوبية وينضم إليه ثلاثة روافد رئيسية وهي نهر أجواي Agwei، ونهر أكوبو Okobo ونهر جيلا Gila، بالإضافة إلى رافدين للبارو صغيرين وهما نهر بربر Birbir، ونهر جوكاو Jokau. عموما جرى العرف على تعريف كل هذه المجموعة من الأنهار بأسم بارو-أكوبو-سوباط Baro-Akobo-Sobat.  كان الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري، قال إن مصر لا تعارض بناء أي سدود طالما كانت مخصصه لتوليد الطاقة الكهربية ولا تؤثر على التدفقات المائية الوارده إلينا.  وأشار إلى أن مصر لديها معلومات عن سد جديد تعتزم إثيوبيا تشيده، ضمن إطار شبكه معلومات عن جميع السدود التي يجري أو يُنتوى بناؤها في كل دول حوض النيل، وأن هذا السد سعته التخزينية مليار م3 ومخصص لتوليد الطاقة الكهربائية، لافتا إلى أن هناك اتصالات مع الجانب الإثيوبي للحصول على معلومات أكثر تفصيلا عن السد.

نقلا: عن صحيفة المصريون

زر الذهاب إلى الأعلى