كتب في صدري عنوانا فسكت (1)

بسمك اللهمّ بدأت فيسر ، وصل على رسولك ونور . 

لم أر كاليوم قساوة!(25 من يوليو2014مـ) ولم أركهذه البلدة شرا!،ولاكحكومتها ضعفا!، ولاكشعبها مكرا وغباوة!.

 الأحرى والأحسن أن تكون بداية القراءة شيّقة، أو على الأقل ألاّ تحمل معرّة الخبر مباشرة وفي مدخلها خصوصا؛ لئلا تكون هي هوّة سحيقة بين القارئ والمقروء؛ فالنفس مجبولة بحب الجميل والنفور من المشبوه ،ولاسيما في بدء الأمر، فقديما قالوا:” اللبيب يعرف باختياره ” ولكن اعلم يا بنيّ أنّ مبضع الجرّاح الذي يشقّ ويقطع ويمزّق ربتما يكون على حده الشفاء!! .

معذرة إليك ثانيا : لم أك لأختار البدء بهذا النمط، ولافضلت اثباتها ولا بقاءها؛ لولا تحفظها هي بنفسها، بلبسة الحداد لارتحال المرحومين )سادة علي ورسمي ، والأدمرال محمد محمود حيد، والشيخ آدم ممحمد دير رئيس لجنة الإقتصاد( ثلاثة أعضاء من البرلمان الفيدرالي الصومالي، وهم ثلاثة تجمعهم نقاط تثير الانتباه تختلف تماما عمن اغتالتهم أيدي الزمان قبلهم تجمعهم هذه النقاط : 

1/ وقعت في وضح النهار .

2/ في أماكن تجوش فيها فرق الأمن للحكومة .

3/ نوع السلاح حيث قتلوا بالكلاش كوف .

4/ كلهم من القبائل النائية من العاصمة .

5/ كلّ منهم كان في صف المعارضة على الرئيس حسن شيخ .

كما حقق لي بعض من أثق بهم .

والسيدة (سادة) هي التي أثارت حزني لسبب بسيط وذلك لأني كنت قريبا لمكان الحادث أولا ولمعرفتي إياها ثانيا وفوق ذلك كله إنها امرأة ؛ فلها أحكام خاصة ثالثا، وأشدّ من ممّا سبق أنها لم تشارك الحروب القبلية قط هذا ما نحسبه ولا نزكي على الله أحدا والنقطة الأخيرة هي سبب احتراقي الذي كنت ضحيته على رأيي .

لذا أثار فيّ ملايين من الأسئلة المعقدة والشكوك العالقة، حول جيش الحكومة والحكومة نفسها ؛بالنظر من نوافذ كثيرة!ومن أكبرها مكان الحدث ووقته،  وأكبر منهما موقفها في السياسة كما ذكرت قريبا .

 قارئي الكريم لا تنس إشارتي قريبا أنّي أعرف المرحومة ، نعم أعرفها، ولكن ليس معناه معرفة التعايش إنما هي معرفة الشهرة ، ومن منّا لايعرف اسمها ونسبها وعملها وكثير منّا صورتها هذا ما أقصده .  

وهي النجمة الشهيرة المغنية سابقا، والمواطنة الغيورة لوطنها،والمرأة المخلصلة لأنوثتها،المحرّمة قتلها عقلا وعادة وشرعا!. وقد وافق  مقتلها في اليم الثاني من حضوري بمقدشو في شهر العبادة وفي العشر الأواخر منه ؛ ولم أتعود بالقتل من ذا النوع ، فكنت ساعتها على مرمى أمتار فقط عن موطن الحادث بل الفريسة بل الظلم الماثل أمامي ليتني لم أشهد!! فكم للقدر وطرا!وكم في سجلّه مؤلما  .

 ليس حسنا أن يضع الكاتب قلمه ودفتره ليسجل خواطر الذاكرة حين ورودها، آهٍ تركتهما ولم أكتب إلا بعد أيام ؛ لشواغل السفر ولآسباب معيشية ومن ذكرياتي أنني اختبأت جنب الجدار المقابل لجدار المصيبة ، وقد جثوت على ركبتيّ صامتا فاقد الوعي ، وكأنّ سقف السماء تقطّع عليّ، تتراقص في داخلي زلازل الدنيا كلها، حتى سلمت الروح ، فألقيت نظرة سريعة برعب وهلع نحو الفريسة منتظرا ما سيفعله الجيش  غبّها من ردود؛لأنّ المكان مزدحم لغايته بقوات الأمن، غاص بالمارين والمتسوقين ، ولكن خاب الأمل فيهم وكأنهم مروا على قمامة منزل أو نفاية بالوعة ، وكأنها ليست مفاجأة غريبة بل معتادة عندهم!حيث لم يتوقف المرور العادي ،أما الشعب فهم يضحكون ضحكات ويغنّون أعنيات ويبيعون ويشترون كلهم على قلب فدّاد بل أشد  .

عبدالله الشيخ محمد آل الجراد

أستاذ في جامعة كسمايو وخريج جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن. وهو من أبناء الحلقات العلمية في المساجد والمدارس الحكومية ، وحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة الشيخ صوفي بمقديشو .
زر الذهاب إلى الأعلى