دور الصحافة

في هذا الزمان تلعب الصحافة بأنواعها المختلفة الدور الأكبر في صناعة الوعي وتشكيل الرأي العام، التلفزيون والاذاعة والصحف والجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي هي اليوم من يقود العالم عبر توجيه الجماهير وتعبئتهم ودفعهم  نحو تبني  أفكار وسياسات محددة تجاه قضايا معينة. لا يختلف اليوم اثنان ان كبريات الصحف والقنوات العالمية لها تأثيرها الأكبر في القرارات الدولية وسياسات الدول المؤثرة، كما أن لها دور مهم في توجهات الشعوب وموافقهم ازاء الأحداث التي يشهدها العالم.

وبناء على ذلك فالإعلام الصومالي لابد ان يتحمل مسؤولياته تجاه الوطن من خلال توعية المواطنيين في بناء بلدهم ورفع مستوى وعيهم خاصة فيما يتعلق بالمصالحة ونشر ثقافة السلام المبنية على الحوار والنقد البناء والتسامح  لما لذلك من أثر كبير على تنمية الأفراد ونهضة البلاد. ويجب ان تتجلى مسؤولية الصحافة تجاه الوطن والمواطن في أوضح صورها من خلال اعداد النشرات الإخبارية والبرامج الحوارية وكيفة توجيه الأسئلة وتوزيعها على الحضور. 

لا يعني ذلك أننا نطالب اخفاء المعلومات واللعب على وتر  حساس  “الخطر على الأمن القومي”. بالعكس نعنقد ان كل موضوع قابل للنشر وطرحه للنقاش ما لم يجرمه القانون لكن فقط ينبغي على المذيعين ومقدمي البرامج الحوارية الإلتزام بالمنهية وقواعد الحوار وآدابه حتي يكونوا قدوة للآخرين، وبهدف ان تترسخ قيم الحوار والتنوع الفكري في اذهان المواطنيين كاسلوب لانهاء خلافاتهم السياسية والاجتماعية. ويجب على مقدمي البرامج الحوارية ان يحثوا ضيوفهم على استخدام فن الحديث والاقناع كوسيلة لهزيمة الخصم وليس المصارعة واستخدام الألفاظ النابئة؛ لأن المؤمِنُ  ليسَ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء …

 

زر الذهاب إلى الأعلى