الحكومة والشعب ايد واحدة

في مواجهة التحديات الجسيمة التي يمر بها الوطن لا بد أن يتسائل المواطن ما ذا يمكن أن يضيف في جهود الحكومة نحو اعادة الأمن والسلام في ربوع البلاد. فلا أمن ولا استقرار ان لم يساند الشعب مؤسسات الدولة والاجهزة الأمنية قولا وفعلا، ولم يضطلع دورا كبيرا في بناء الوطن واعادة إعماره. صحيح هذا دور ثقيل، وعمل محفوف بالمخاطر ولا يخلو من عثرات وعقبات توضع حياة المواطن في مرمى النيران، لكنه دور لا مفر منه كي تضع الحرب التي مزقت البلاد وشتت شمل شعبه أوزارها ، ونتخلص من كابوس النظام القبلي الجاثم في صدورنا منذ عقدين من الزمن. 

لا شك ان  الشعب ما زال دوره  دون المستوى المأمول، غير ان الأسباب فيما يبدو معروفة واضخة لكل ذي عينين. ويمكن تلخيصها في عنصرين ، هما:  الاتجارب السابقة، حيث مازالت تجارب الحرب الأهلية وظلم الأنظمة الاستبدادية السابقة ماثلة أمام الشعب. لا يزال المواطن الصومالي يعش في تجارب مريرة تدفعه نحو اتخاذ موقف سلبي مما يجري في البلاد من أعمال وجهود جبارة للنهوض بالبلد واخراجه من كبوته. 

والعنصر الثاني هو الفساد الذي يستشرى كالوباء في مرافق الدولة ومؤسسات  قطاع الخاص. وهذا أضعف همم الشعب، وبث روح الهزيمة والياس في نفوس المواطنين. وفي هذا السياق لا ننسى أيضا القوى المعادية التي تتربص بنا الدوائر والتي تستغل الوضع الراهن  للتحريض والاثارة كلما تهيأت لها فرصة أو غفلة. 

وأخيرا، لكي تنجح الحكومة في اكتساب دعم الشعب وتأييده يجب أن تتخذ قرارات جريئة وان تأتي بمبادرات جادة تهدف الي اقامة دعائم الديمقراطية ومحاربة الفساد بكل اشكاله وأنواعه واقتلاعه من جذوره لينعم المواطنون بالعدل وتكافؤ الفرص في رحاب دولة القانون .

أ.حسن محمد علي

كاتب وباحث في علم الإجتماع
زر الذهاب إلى الأعلى