الأمراض المعدية في الصومال ( الإيدز -السيدا- وإلتهاب الكبد الوبائي)

الإطلاع على التقرير كاملا بصيغة PDF

الأمراض المعدية في الصومال ( الإيدز -السيدا- وإلتهاب الكبد الوبائي)

 

معـلـــــومـــــــات عـــــــامـــــــة

موقع الصومال

تقع الصومال في منطقة القرن الأفريقي، وتغطي على مساحة تصل ٦٣٧٥٤٠ كيلومتر مربع ، ويحدها شمالا خليج عدن وجمهورية جيبوتي، وفي الشمال الغربي إثيوبيا. أما من الجنوب والجنوب الغربي فتحدها كينبا، ومن الشرق المحيط الهندي.

عدد السكان

يقدر سكان جمهورية الصومال الفيدرالية وفقا لتقرير منظمة الصحة العاليمة عن الوضع في الصومال ( مايو- يوليو ٢٠١٣) حوالي ٩,٣٣١,٠٠٠ مليون نسمة . ويعيش حوالي ٣٤ ٪ من سكان الصومال في المناطق الحضرية و٦٦٪ في القرى والبوادى، لكن تلك الاحصائية تبدو غير دقيقة؛ لأن عدد السكان في المدن شهد خلال العقود الأخيرة ازيادا كبيرا نتيجة الحروب والمجاعة. هذا ويتركز٧٠٪ من مجموع السكان في المناطق التي تقع في جنوب ووسط البلاد والباقي في منطقة أرض الصومال في الشمال واقليم بونت لاند في شمال الشرق.

على الرغم من الحرب والمجاعة التي تشهدها الصومال منذ عام ١٩٩١ الا أن ذلك لم يؤثر بشكل كبير على معدلات الإخصاب وارتفاع معدل نمو السكان البالغ حوالى ٣٪  وتعد الصومال ضمن أعلى 5 دول في العالم من حيث معدل الخصوبة.

هذا ومن المتوقع ان تحدث في الصومال تغيرات سكانية كبيرة خلال الأعوام المقبلة، حيث يتوقع ان يصل عدد السكان بحلول عام ٢٠٢٠ الي حوالي ١٣,٢ مليون نسمة.

متوسط العمر واحتمال الوفاة

وفق احصائيات لمنظمات دولية عام ٢١٢ فأن متوسط ​​عمر الانسان في الصومال هو50 سنة. وتظهر نفس الاحصائيات ان احتمال الوفاة قبل سن الخامسة يصل 142 لكل ١٠٠٠ ولادة حية، أما احتمال الوفاة ما بين سن ١٥ و٦٠  فهي حوالي ٢٩٩\٣٨٢ لكل ١٠٠٠.

أهم المناطق في الصومال

وغالبا ما يتم النظر إلى الصومال على أنها مكوّنة من ثلاث مناطق:

١- منطقة الشمالي الغربي (أرض الصومال) وعاصمتها هرجيسا.

٢- منطقة الشمال الشرقي( بونت لاند )

٣- مناطق الوسط والجنوب .

  القطاع الصحي في الصومال

تقدم الخدمات الصحية في الصومال من خلال:

 ١- القطاع العام: وزارة الصحة

٢- القطاع الخاص

٣- القطاع الخيري

القطاع الصحي العام

ووفقا لتقارير دولية فقد تم اعتبار المعايير الصحية في الصومال من بين أسوأ المعايير على مستوى الصحراء الكبرى بأفريقيا، وذلك نتيجة الحرب الأهلية والأزمات السياسية التي تشهدها الصومال منذ الاطاحة بالنظام العسكري عام ١٩٩١. وأصبح معظم السكان يعتمد كليا على الخدمات التي تقدمها المنظمات الخيرية، وخاصة المنظمات العربية والاسلامية، لكن هذه الخدمات نفسها التي تشمل مستشفيات عامة في المدن الكبيرة ومراكز رعاية الأمومة والطفولة في بعض القرى محدودة للغاية، وتعمل على مستوى أكثر بكثير من طاقتها الاستيعابية. كما يفتقر البعض منها الي الحد الأدني من المتطلبات، بحيث يصعب احيانا أن يحصل المريض على ما يحتاجه من العلاج والرعاية.

وبناء على ذلك يمكن القول أنه لا يوجد في الصومال -رغم ما تبذله الحكومة من جهد كبير بغية تحسين القطاع الصحي – ما يمكن تسمية بنظام صحي شامل حسبما هو متعارف عليه دوليا، حيث عرفته منظمة الصحة العالمية بأنه “مجموع المنظمات والمؤسسات والموارد الرامية أساساً إلى تحسين الصحة والتي تستطيع توفير خدمات تلبّي الاحتياجات القائمة بأسعار منصفة والسعي، في الوقت ذاته، إلى معاملة الناس على نحو لائق.

القطاع الصحي الأهلي والخيري

إزاء هذا الوضع الصعب الذي تشهده المنظومة الصحية الرسمية، يحاول القطاع الصحي الأهلي والخيري جاهدا في سد الفجوة الصحية، وتغطية جانبا من احتياجات المواطنين، حيث يوجد في العاصمة مقديشو مراكز صحية ومستشفيات أهلية، تقدم خدمات صحية للمرضى ولاسميا الذين يعانون من الأمراض غير السارية، بيد أن مرتادي هذه المراكز غالبا ما تكون من الأسر الميسورة أو على الأقل من الأسر القادرة على تحمل تكاليف العلاج الباهظة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

أما المرضى من الأسرة الفقير، وخصوصا المصابين بالأمراض المعدية لا يجدون فرصة العلاج سوى من المراكز الصحية التابعة للمنظمات الدولية التي توفر لهم علاجا بالمجان.

لكن الجدير بالإشارة الي أن المنظمات التي تدير تلك المراكز تترنح تحت وطأة مشكلتين أساسيتين بات تهدد استمرار عملها في الصومال، وهما:

١- ضعف القدرة الاستيعابية وقلة التمويل الذي انعكس سلبا على ايصال خدماتها الي المحتاجين في بلد يعيش ٤٣.٪ من سكانه في فقر مدقع أو على أقل من دولار يوميا. ويرتفع هذا الرقم إلى %53 في المناطق الريفية.

٢- ضغوط أمنية: فالمنظمات الدولية التي تعمل في الصومال تتعرض احيانا لضغوط أمنية من قبل مليشيات مسلحة تفرض عليهم اتاوات مقابل عملها في المناطق البعيدة . وهذا هو ما دفع بعض المنظمات الانسانية الي اغلاق مراكزها الصحية ومغادرتها من البلاد كما فعلت منظمة اطباء بلا حدود التي اعلنت منتصف العام الماضي، تعليق اعمالها واغلاق جميع مراكزها الصحية في مختلف مناطق الصومال بما في ذلك في العاصمة مقديشو وضواحيها، مثل أفغوي وداينيلي، فضلاً عن بلعاد ودينسور وجالكعيو وجلب وجوهر وكيسمايو وماريري وبرعو في صومالاند، ولك نتيجة للاعتداءات المتكررة على عامليها. وهذا القرار تسبب في اضرار مئات من الاشخاص الذين كانوا يعتمدون على المساعدات الطبية التي كانت تقدمها لهم منظة اطباء بلا حدود والتي تشمل الرعاية الصحية الأولية المجانية والعلاج من سوء التغذية وصحة الأم والجراحة والاستجابة للأوبئة وحملات التحصين وتوزيع المياه ومستلزمات الإغاثة.

سلبيات القطاع الصحي الأهلي 

وعلى الرغم من الدور المهم الذي يلعبه قطاع الصحة الأهلي بالصومال الا أنه لا يخلو من بعض العيوب والسلبيات؛ لأن خدماته تتم بشكل غير منتظم ويمكن ان تشكل تهديدا بدلا من أن يكون بمثابة حل لمشكلات قطاع الصحة.

وعلى سبيل الميثال يمكن ان يتسبب استيراد عقاقير رخيصة وغير مرخص بها والتداوي الذاتي في رفع مخاطر تكون مقاومة للعقاقير، وهو ما يشكل خطرا صحيا على الصومال والمنطقة بأسرها.

 جهود الحكومة لتحسين الوضع الصحي

بحلول عام ٢٠١٦ من المتوقع ان يشهد القطاع الصحي العام بالصومال تطورا ملحوظا. فقد أطلقت الحكومة الصومالية في 21 مارس من العام الماضي خططاً استراتيجية جديدة للقطاع الصحي لمناطق – جنوب وسط الصومال، بونت لاند وأرض الصومال. ويتوقع أن يؤدي هذا المشروع الصحي الأول من نوعه في الصومال منذ أكثر من عشرين عاما الي التخلي عن نظام الرعاية الصحية على مستوى الحالات الطوارئ الذي كان سائدا خلال السنوات الماضية والاعتماد على نظام الرعاية الصحية الشاملة الذي سيوفر خدمات الصحية الأساسية لآلاف من الأسر الذين يعيشون في المدن الكبرى بالبلاد.

ويكلف هذا المشروع الذي تدعمه دول مانحة من بينها، استراليا والولايات الأمريكية المتحدة وبريطانيا والسويد مبلغ ٣٥٠ مليون دولار على ان يصرف حولي ٧٠ في المائة منه على الخدمات الصحية الفعلية.

وهناك جهود اخرى تقوم بها منظمات دولية لدعم القطاع الصحي في الصومال. في ٢٠ فبراير من هذا العام، وقعت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) على رسالة تفاهم لتطوير القدرات السلطات الصحية الصومالية.  ويمثل الاتفاق بين المنظمة بداية لمشروع تنموي يستمر مدة ثلاث سنوات بهدف بناء القدرات المؤسسات الصحية وذلك من خلال وضع استراتيجة للإستفاذة من خبرات الصومالين في المهجر. وهذ المشروع هو جزء من استراتيجة المنظمة الدولية للهجرة لاشراك العقول المتعلمة في المهجر في تنمية بلادهم

 الأمراض المعدية في الصومال

تصنف الصومال ضمن دول المنطقة الحمراء بالنسبة للأمراض المعدية. ويعاني كثير من سكان البلاد، ولاسيما الاطفال والنساء من مشاكل صحية يمكن علاجها او الوقاية منها وخصوصا الأمراض الناتجة عن الإهمال وقلة الوعي وعدم المواظبة على النظافة والتغذية السليمة.

فعلى سبيل المثال، يبلغ متوسط طول العمر المتوقع ٥٠ عاماً فحسب؛ فمعظم الأطفال (٨٨٪) لا يتمتعون بعدد كافٍ من مرافق الصحة الأساسية، نظراً لمغادرة معظم العاملين المتمرسين في المجال الصحي للدولة(١٠)، ويبلغ معدل وفيات الأطفال الرضع١٣٣ لكل ١٠٠٠ طفل، ويبلغ معدل وفيات الأطفال تحت سن الخامسة 142  لكل ١٠٠٠ طفل؛ وتبلغ نسبة سوء التغذية ٢٥٪ (للأطفال دون الخامسة من العمر)؛ ويبلغ معدل تحصين الأطفال ضد مرض الحصبة تحت عمر عام واحد حوالي ٢٤٪ فقط .

ويعد مرض الإسهال الناتج عن البكتيريا ومرض التهاب الكبد الوبائي أ والتهاب الكبد الوبائي هـ والتيفود من بين اكثر الأمراض المعدية انتشارا في الصومال، بالاضافة الي أمراض حمى الضنك والملاريا وحمى الوادي المتصدع. كما تكثر الإصابة بالبلهارسيا عند التعرض المباشر للمياه، عن طريق السباحة خاصة في مياه الترع والأنهار الراكدة، ومرض السعار- مرض الكلب- عند تعرض المصاب للعقر بواسطة الحيوان.

 مرض الأيدز في الصومال

تعد الصومال ضمن الدول التي تمتلك أقل معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV) على مستوى القارة الإفريقية كلها، وذلك بسب طبيعة المجتمع الصومالي المحافظ وتمسكه بالتقاليد الاسلامية. ولم يكن يشكل خلال السنوات ما قبل الحرب الأهلية، مشكلة صحية رئيسية اذا ما قورنت بمشكلات امراض المعدية الاخرى، مثل الملاريا والكوليرا وشلل الأطفال.

كانت بدايات ظهور المرض في الصومال في نهاية الثمانينات، وتم الاكتشاف أول حالة لمرض الايدز في عام ١٩٨٧ .

وبعد انهيار النظام المركزي في الصومال عام ١٩٩١ لم تتمكن الحكومات التي تشكلت بعده من القيام بمسح عام للتعرف عن حجم المرض. ولذلك لا توجد احصائية رسمية عن هذا مرض الايدز وانتشاره في الصومال غير الاستبيانات التي تجرها المؤسسات الصحية العالمية. كما لا توجد خطة حكومية شاملة لمكافة المرض وانما هناك خطة وضعتها المنظمات الدولية لدعم قطاع الصحة في الصومال باستخدام برنامج الحزمة الأساسية من الخدمات الصحية (EPHS) والذي يدمج فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز ضمن الخدمات التي يقدمها قطاع الصحة.  وان تقارير المنظمات الصحية تشير الي ان تقديرات انتشار الأمراض المنقولة جنسيا وفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز في الصومال ليست عالية بالرغم من وجود فئات خاصة لمعرضة لمخاطر عالية.

احصائيات حول انتشار مرض الايدز في الصومال 

اظهر الاستبيان الذي أجرته منظمة الصحة العالمية عام ٢٠٠٤ لمراقبة استخدام الأمصال لعلاج فيروس الإيدز والأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز في ٠,٩٪ في مناطق الصومال الثلاث. وفيها، تتمتع منطقة وسط وجنوب الصومال بأقل نسبة انتشار وتبلغ ٠,٦ ٪؛ وأرض البنط بها ٠,٩٪  وأرض الصومال بنسبة ١.٤ ٪ . وتبلغ نسبة الإصابة بمرض الإيدز بين المصابين بالأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي (STI) ٤.٣ ومرض الدرن (السل) ٤.٥٪.

لكن آخر الاستبيانات التي اجريت ( ٢٠١٠- ٢٠١١) تظهر كما يشير اليه الشكل ادناه ارتفاعا متوسطا في ​​معدلات انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في مناطق الصومال، وهي كالتالي :

١- منطقة أرض الصومال ١,١٣٪

٢- منطقة بونتلاند ٠,٤١٪

 ٣- مناطق جنوب ووسط الصومال ٠,٢٥٪

معدلات انتشار مرض الأيدز بين الحوامل والمصابيين بالأمراض المعدية الأخري

ووفقا لاستطلاعات عام 2010 ، يقدر انتشار فيروس نقص المناعة البشرية بين النساء الحوامل حسب المناطق الثلاثة في الصومال هو كالتالي:

١- منطقة أرض الصومال ١,١٪

٢- منطقة بونت لاند ٠,٤٪

٣- مناطق جنوب ووسط الصومال ٠,٣٪

وتقدر نسبة المصابين  بمرض السل في المناطق الثلاث :

١- منطقة أرض الصومال٧,٨٪

٢- منطقة بونتلاند ٤,٠٪

٣- مناطق جنوب ووسط الصومال ٢,١٪

 أما المرضى الذين يعانون من التهابات المنقولة جنسيا ، يقدر ما بين 1 ٪ و 7 ٪  في مقديشو ، بربرة و بوصاصو وذلك حسب تقرير نشر في موقع منظمة الصحة العاليمة، المكتب الاقليمي( الشرق الأوسط)

عدد المصابين بمرض الايدز حديثا

وفي احصائية اجرت عام ٢٠١٣ تظهر ان ما يقرب من ٢,٦٩١ من الصوماليين أصيبوا حديثا بفيروس نقص المناعة البشرية (1،350 الإناث والذكور 1،341). وكانت مناطق جنوب وسط المنطقة أكبر عدد من الإصابات الجديدة (1،434)، يليه منطقة أرض الصومال (980). أما منطقة بونتلاند كانت النسبة أوقل (278) حالة جديد

الأعداد الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة

تشير تقديرات لـ ( عام ٢٠١٣) إلى أن ما يقرب من ٢٦,٠٠٠ من البالغين والأطفال كانوا يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز في الصومال من بينهم ٥١٪  من النساء و ٤٩٪ من الرجال كما تظهر في  الشكل أدناه

 ابرز التحديات أمام مكافحة مرض الأيدز في الصومال.

ومن أبرز التحديات:

١- تدني مستوى الوعي ومعرفة طرق الوقاية من المرض 

أظهرت الاستبيانات التي أجريت على المعرفة بالسلوك والممارسات نقصاً شديداً في مدى فهم والوعي بالمعلومات الأساسية حول مرض الإيدز بين السكان الصوماليين، تشمل آليات الإصابة والوقاية.

٢- الممارسات غير الآمنة النابعة من الثقافات مثل تشويه الأعضاء التناسلية للإناث ونقل الدم غير الآمن.

أظهرت النتائج المستخلصة من تقييم تشمل الأشكال الأكثر شيوعا من العنف الجنسي والجنساني في الصومال والاغتصاب، والتحرش الجنسي، وقطع الأعضاء التناسلية للإناث، وعدم الكشف عن وضع فيروس نقص المناعة البشرية إيجابية من قبل الذكور قبل الزواج.

٣- عزل المصابين بالمرض وعدم السماح لهم بالاندماج في المجتمع

ولا تزال أشكال الوصم والتمييز المرتبطة بفيروس الأيدز توجد داخل المجتمع الصومالي. وغالباً ما يكون ذلك احد الاسباب الرئيسية الذي يحول دون خضوع الناس لاختبار تحرّي ذلك الفيروس والاستفادة من الخدمات ذات الصلة الخوف من تعرّضهم للنبذ من قبل أسرهم وأصدقائهم أو تعرّضهم للتهميش في مجتمعاتهم المحلية أو حرمانهم من فرص العمل والخدمات الأخرى.

٤- عدم توفر العلاج والرعاية اللازمة 

اعداد كبيرة من المصابين بمرض الايدز في الصومال لا يملكون الوصول للدواء الذى يحتاجونه لإنقاذ حياتهم. وإن الأسباب الرئيسية لعدم وصول العلاج إليهم، تكمن فى نقص المخزون، والفساد وسوء الإدارة وعدم وجود الإرادة السياسية لتوفير ما يكفى من الأموال المطلوبة.

٦- ضعف اهتمام الحكومة بالمرض 

لا تولي الحكومة اهتماما كبيرا لمشكلة الايدز بقدر ما تعطيها للمشاكل الاخرى من اهتمام وليس لديها خطة استراتيجية شاملة  لمكافحة المرض وذلك ربما باعتقادها ان مستوى حجم الخطر متدني ولا يحتاج الي حملات واسعة تكلف أموال طائلة

٧- ضعف التمويل

فالمؤسسات العاملة في مجال مكافحة المرض يعانون من نقص للتمويل حيث يلقون اللوم على المانحين الذين لم يستطعوا الوفاء بالالتزاماتهم تجاه دعم البرامج الوطنية لمحاربة المرض كما انهم مترردين في اطلاق حملات جديدة  لجمع التبرعات.

العوامل المساعدة على انتشار مرض الأيدز في الصومال

 ومن أبرز العوامل المساعدة على انتشار مرض الأيدز في الصومال مايلي:

١- غياب التنسيق على المستوى الوطني 

لا يوجد برنامج وطني قوي، وتنسيق للجهود بين ادارات المناطق الثلاثة في الصومال، أرض الصومال، بوتنلاند ومناطق جنوب ووسط الصومال. ولم تنشأ آلية التنسيق الوطنية لمكافحة الايـدز والسل والملاريا، وذلك استجابة لمتطلبات الصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا وان وجدت هذه يبدو انها لم تفعل الا من قبل المنظمات الدولية العاملة في البلاد. فلكل منطقة برنامجها الخاص الذي ترضى عنه، وتتعامل مع مشكلة المرض بسلوبها الخاص.

٢- ضعف دور العلماء وزعماء المجتمع

لا يوجد دور فعال للعلماء وزعماء المجتمع في جهود المؤسسات العاملة في مجال  الصحة بهدف رفع الوعي المجتمعي حول مرض نقص المناعة المكتسب “الايدز” وذلك باعتبارهم فئات مؤثرة في المجتمع. فليس هناك حملات توعية تقوم بها قيادات المجتمع مثل العلماء من اجل تحصين الشباب وافراد الاسرة وحثهم على اهمية الالتزام بتعاليم ديننا الحنيف و التسلح بالإيمان و المعرفة.

٣- اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻟلصومال

يلعب الموقع الجغرافي دور كبيرا في انتشار مرض الايدز،لأن الصومال ﻳﺠﺎور العديد من الدول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ معدلات اﻧﺘﺸﺎر ﻋﺎﻟﻴﺔ .

٤- عدم وجود احصائيات دقيقة

فعدم وﺟﻮد إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت دﻗﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ وﺳﻴﺎﺳﺔ عدم الاهتمام بالموضوع هي التي اﺣﺎﻟﺖ دون اﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات ﺟﺎدة ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺮض وبالتالي بدأ مرض الايدز ينتشر في الصومال بشكل غير معهود.

٥- الحروب والأزمات الإنسانية

بسبب الحرب الأهلية في الصومال ارسلت عدة دول إفريقية تتمتع بمعدلات عالية لمرض الايدز جنودها الي الصومال لتهدئة الوضع وحفظ السلام. وأثناء عمليات الأمنية ينتقل الجنود من مكان إلى آخر وينتشرون في المدن وحتى المناطق البعيدة  مما يجعل من السهولة ان ينشر الجنود المصابون بفيروس الإيدز أو أيّ مرض آخر ينتقل عن طريق الجنس إلى مجتمعات تلك المناطق.

وعندما يفقد الناس بيوتهم وحيواناتهم، يدفعهم الخوف والجوع إلى مغادرة الريف طلباً للحماية في المدن. وغالباً ما تحمل الحرب الفقر واليأس ما يدفع الناس إلى تعاطي المخدّرات وممارسة البغاء. وهذه التغيّرات تسهّل انتشار فيروس الإيدز إلى أشخاص ربما كانوا آمنين من الفيروس قبل الحرب.

٦- حالة التحصيل التعليمي في البلاد منخفضة للغاية. 

يوجد في الصومال أقل نسبة تعلم واجادة للقراءة والكتابة على مستوى العالم (١٩,٢) . تعتبر معدلات القراءة والكتابة أقل في المناطق القروية البدوية وتبلغ نسبة تعلم الإناث نحو ٦,٧٪ . ونتيجة لحالة التحصيل التعليمي المنخفض للغاية ادت الي صعوبة وصول غالبية الصوماليين الي مصادر المعلومات الأساسية لمرض الايدز.

مرض إلتهاب الكبد الوبائي

لا توجد احصائية دقيقة حول مرض التهاب الكبد الوبائي في الصومال والسبب  يعزى الي عدم وجود استراتيجبة وطنية أو خطة حكومية واضحة تتركز في المقام الأول على  حصر مستوى حجم المرض في عموم البلاد والوقاية منه.

كما انه لا يوجد لدى الحكومة الصومالية قسم خاص يعني بالقيام او المتابعة للأنشطة المتعلقة بمرض الالتهاب الكبدي. ولا يعرف بالتحديد عدد العاملين في الأنشطة المتعلقة بمرض التهاب الكبد الوبائي لدى المرافق الصحية في الدولة.

ونتيجة لذلك فانه ان الدراسات حول مرض التهاب الكبد الوبائي محدودة  وتقتصر على تقارير موجزة تنشرها بعض المنظمات الدولية أو العاملين في قطاع الصحة بالصومال.

 الدكتور أحمد حاشي فارح طبيب صومالي متخصص بالأمراض الباطنية وباحث شارك في اجراء درسات كثيرة حول مرض التهاب الكبد الوبائي في الصومال .

فقد أكد الدكتور احمد الذي يعيش حاليا في مدينة هرجيسا بمنطقة أرض الصومال على وجود جميع أنواع مرض التهاب الكبد الوبائي a,b,c في الصومال لكنه اشار الي أن التهاب الكبد الوبائي c هو الأكثر انتشارا في جميع مناطق الصومال.

ووفقا للدرسة التي أجراها الدكتور أحمد حاشي في منطقة أرض الصومال مابين عامي ٢٠٠٥-٢٠٠٧ يقدر معدل مرض التهاب الكبد الوبائي في تلك المنطقة حوالى  ١٣٪ .

وفي دراسات اجراها باحثون صوماليون أوائل عام ١٩٨٨، لوحظ أن هناك زيادة في حدوث التهاب الكبد الوبائي في القرى الواقعة على طول نهر شبيلي الذي يمر بالمناطق الجنوبية في الصومال.

وفي استطلاع اجريت خلال تلك الفترة(عام ١٩٨٨) في ١٤٢ قرية يبلغ عدد سكانها٢٤٥٣١٢ الأفراد، سجلت حالات اليرقان ١١,٤١٣، منها٣٤٦ لقوا حتفهم، وهو ما يمثل معدل الهجوم ومعدل الوفاة من٤,٦٪ و٣,٠٪، على التوالي.

وفي الدرسة التي قدمها الباحثون الصوماليون أوضحت أيضا أن مرض التهاب الكبد الوبائي يبلغ ذروته مع ارتفاع مستوى النهر أثناء هطول الأمطار، مما يشير إلى أن هذا المرض كان تنقلها المياه. وكان معدل هجوم أعلى (٦,٠٪) في القرى المتوفرة مع مياه النهر، في حين سجلت أقل الحالات في أولئك الذين يعتمدون على الآبار أو البرك لإمداداتها المائية،١,٧٪ و ١,٢٪، على التوالي.

أبرز التحديات أمام مكافحة مرض التهاب الكبد الوبائي

١- غياب خطة استراتيجية وطنية لمكافحة المرض الذي يتسبب في كل عام في وفاة مليون شخص. 

٢- تدني مستوى الوعي لدى المجتمع الصومالي

فمعظم الصوماليون لا يعرفون شيئا عن هذا المرض في حين لا توحد سياسات حكومية واضحة بهدف رفع مستوى لدى الصومالين حول مخاطر المرض الذي تشير بعض التقديرات الي ان  حوالي ٥٠٠ مليون مواطن حاملون لفيروسات الكبد علي المستوي العالمي, وان نحو١٧ مليونا منهم يعيشون في الدول العربية. وليس هناك سياسة وطنية بشأن الوقاية من انتقال عدوى التهاب الكبد من خلال التطعيم

٣-  الصراع الدائر في الصومال

العنف وانعدام  الأمن والقانون والصراع السياسي الدائر في مناطق واسعة من البلاد يشكل عامل تتحدى كبير يعيق عمل الميداني للمنظمات الدولية العاملة في مجال الصحة

٣-  محدودية قدرة السلطات الصحية في التخطيط والإدارة وعدم وجود منظمة صحية قادرة على مواجة خطر المرض 

٣- مستويات عالية من النزوح والاحتياجات الإنسانية التي تعيق التعاون المنتظم في التنمية الصحية

٤-  الافتقار إلى القوى العاملة المؤهلة والماهرة، ولا سيما داخل إدارة خدمات الرعاية الصحية الأولية

٥- محدودية التمويل العام للخدمات الصحية

 مقترحات وتوصيات

  1. إعداد فريق خاص مثقف ومتفرغ ولديه روح الخدمة العامة من الذكور والإناث يتأهل من خلال دورة تدريبية يطلع فيها على حقيقة المشكلة وحجمها ، ويتزود بالمعلومات اللازمة والمهارات التي تؤهله لتثقيف غيره، ثم يقوم هذا الفريق من المتطوعين والمتطوعات بإلقاء سلسلة من المحاضرات التثقيفية تبيّن للشباب حسب مراحلهم العمرية الأمراض المنقولة جنسيًا، وخطورتها ، وطرق انتشارها، وسبل الوقاية منها، وذلك بالتنسيق والتكامل مع الجهات الرسمية والطوعية.
  2. إتخاذ إجراءات عاجلة  لوقف إنتشار الإيدز قبل أن يصبح مشكلة كبيرة للصحة العامة فى الصومال التى مزقتها الحرب.
  3.  إتاحة خدمات تحرّي فيروس الأيدز من خلال تحديث نظام الفحص قبل الزواج،  وخدمات المشورة ذات الصلة وإتباعها بخدمات العلاج للمرضى.
  4. تقديم العلاج اللازم للمصابين.
  5. تحذير المصابين عمومًا من الإضرار بغيرهم

المصادر

 ١- جغرافية الوطن العربي

٢-  الصومال .. ملف الأوضاع الانسانية ( مكتب تنسيق المساعدات الخارجية لدولة الإمارات)

٣- مقابلة مع الدكتور أحمد حاشي ( إذاعة صوت أمريكا قسم الصومال)

٤- مقابلة مع الدكتور علاء علوان مدير منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط( جريدة الأهرام)

٥- موقع منظمة الصحة العالمية

6- الاستراتيجية الوطنية وخطة العمل( 2010-2015)

7- موقع منظمة اطباء بلا حدود

 8- ويكيبيديا

المصادر الانجليزية

 

1- Somali HIV Epidemic and response(2013)

2- Global policy report on the prevention and control of vilral hepatitis (somalia)

3-WHO Somalia health update(November-December 2013)

4- World Population Review 2014

5- WHO Country cooperation strategy at glance

6- WHO Somalia health update(January – February)

7- Reproductive Health in Somalia (Notional Strategy &Action Plan 2010-2015)

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى