تحليل: ما هي مخرجات اتفاقية جالكعيو بين بونت لاند وجلمدج؟

جرت في مدينة جالكعيو اليوم اتفاقية تاريخية لإنهاء النزاع المسلح بين إدارتي بونت لاند وجلمدغ اللذَين تقاتلتا في المدينة نهاية الشهر الماضي، بحضور رئيس الوزراء في الحكومة الفيدرالية عمر عبد الرشيد شرمأركي ووزير الداخلية عبد الرحمن محمد حسين أدوا، ورئيس إدارة جنوب غرب الصومال شريف حسن شيخ آدم، ورئيس إدارة جوبا لاند أحمد محمد إسلام مدوبي، وعدد من الوزراء والنواب في البرلمان الفيدرالي والإقليمي من الإدارتين وزعماء العشائر وممثلين عن المجتمع الدولي وغيرهم.

ووقَّع عبد الولي محمد علي غاس رئيس إدارة بونت لاند، وعبد الكريم حسين غوليد رئيس إدارة جلمدغ على الاتفاقية التي صاغها رئيس الوزراء الفيدرالي تتكون من أربع نقاط هي:-

  • وقف كامل لإطلاق النار والأعمال العدائية بكافة أشكالها سواء كانت بالكلام أو الجنان.
  • سحب جيشي الإدارتين من داخل المدينة، وإعادتها إلى ثكناتها القديمة قبل اندلاع الحرب.
  • إعادة النازحين إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن، ودفع كافة التسهيلات الإنسانية في رعايتهم، وتساهم الحكومة الفيدرالية تساهم في تلك التسهيلات.
  • تكوين لجنة لإنهاء أزمة جالكعيو تتكون من الحكومة الفيدرالية والإدارات الإقليمية، وبعد أداء اللجنة مهامها سيتم إقامة مؤتمر سلام عام لإنهاء الخلافات بشكل نهائي.

 وفي البداية  نشب خلاف بين الوفود من جهة ورئيس بونت لاند عبدالولي غاس من جهة أخرى، وذلك حول البند الأخير، حيث كان غاس يرى عدم الحاجة إلى تكوين لجنة مفاوضات، وطَرحَ مقترحا آخر حول تولّي موضوع التفاوض والمصالحة زعماء العشائر لكل من الإدارتين، غير أنه بعد شد وجذب وافق غاس على تكوين اللجنة، كما قَبِل رئيس جلمدغ عبدالكريم حسن جوليد بنود الاتفاق برمتها.

الفصل الأخير من المفاوضات الشاقة:

 منذ أن وصل الرئيسان عبدالولي غاس، وعبدالكريم جوليد إلى مدينة جالكعيو كان من المتوقع أن يجلسا وجها لوجه لكى تنتهى الأزمة والصراع الدموي، ولكن لم يحصل ذلك، لكون عبدالولي غاس رفض الجلوس مع جوليد، ولأنه غير معترف بإدارة جلمدغ، مما أدى إلى عرقلة سير المفاوضات بين الجانبين، غير أن  ثقل الوفود التي شاركت في المفاوضات، والزخم الكبير الذي صاحبت أزمة جالكعيو وسير المفاوضات ساهما في تقريب وجهات النظر  بين الجانبين،  وأخيرا رضخ عبدالولي غاس للضغوط وجلس مع عبدالكريم جوليد وصافحه في الاتفاقية.

التحديات:

 ومن أكبر التحديات التي تواجه الاتفاقية في الفترة المقبلة هي المحافظة على مخرجات الاتفاقية الأخيرة وعدم اللجوء إلى القوَّة  مرة أخرى لحلِّ الخلافات المتكررة في المدينة المقسَّمة التي ليست لها حدود واضحة المعالم، وسيقع العبء الأكبر  من هذه التحديات على اللجنة المزمع تكوينها لإدارة المفاوضات، حيث سيكون من مهامها معالجة جميع الملفات العالقة وتقديم حلول جذرية للخلافات المتكررة في مدينة جالكعيو، ومن ثم سيفتتح بعد هذه المفاوضات مؤتمر سلام لاختتام مساعي المفاوضات.

وقد أشارت ديباجة الاتفاقية الموقَّعة من الطرفين إلى أهمية مشاركة زعماء العشائر في عملية السلام بين الإدارتين، وكذلك رجال الأعمال والعلماء عليهم أن يلعبوا دورا حيويا في إعادة السلام لمدينة.

عودة النازحين .. ضرورة ملحة:

 وقد أصدر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية  (OCHA) التابع للأمم المتحدة بيانا يوضح فيه بأن عدد النازحين من جالكعيو  أثناء الحرب الأخيرة وصل إلى 30.000 ( ثلاثين ألف نازح)، وأضاف ستيفان دوجاريك بأن الهيئات التابعة للأمم المتحدة بدأت توفير معونات لأزمة النازحين، وسيواصلون أنشطتهم في الفترة المقبلة بشكل طبيعيّ.

 كانت جالكعيو – قبل الحرب الأخيرة – مدينة مزدهرة حيث كانت تعجّ بحركة تجارية واسعة، وفجأة اختفت تلك المظاهر، وأصبحت مدينة أشباح خاوية، تنتظر أي لحظة باندلاع الحرب فيها ، وهذه الاتفاقية لا شك أنها ستشكل مفتاحا لعودة أهالي المدينة من كلا الجانبين إلى ديارهم وممارسة أعمالهم بشكل طبيعي.

ويقول أحد التجار الذين كانوا من ضمن من نزح من المدينة لموقع مركز مقديشو أنه من الصعوبة بمكان عودة النشاط التجاري كما كان سابقا في الأيام القليلة المقبلة، وذلك بسبب نزوح عدد هائل من المدينة إلى أماكن بعيدة.

زر الذهاب إلى الأعلى