تجربتـان في تعليم اللغة العربية في الصومـال(1-2)

تجربتان في تعليم اللغة العربية في الصومال (1-3)

 عمرمحمد ورسمة

ورقة بحث قدمت الي المؤتمر الدولي الثالث للغة العربية بدبي 17-10 مايو 2014

مـقــدمــة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. أما بعد.

تتبوأ اللغة العربية مكانة رفيعة لدى الشعب الصومالي، لكونها لغة القرآن الكريم والشريعة الإسلامية الخاتمة. ويرجع تاريخ اللغة العربية في الصُّومال والقرن الإفريقي إلى  الهجرات العربية قبل الإسلام، ثم إلى اعتناق سكان المنطقة للدين الإسلامي منذ القرن الأول الهجري، والهجرات العربية المتعاقبة التي وصلت إلى المنطقة في مراحل متفاوته في ظل الإسلام.

وقد ظلت المساجد وخلاوي القرآن منذ ذلك الحين مقرّات دائمة لتعليم الدين الإسلامي واللغة العربية، لا تفارق الشعب في حله وترحاله، حتى أصبحت من قوة ارتباطها بحياة الشعب معلمًا أصيلًا من معالم الثقافة التقليدية للصوماليين. أما في العصر الحديث فقد نشأت إلى جانب تلك المؤسسات التقليدية مدارس ومعاهد وكليات  اهتمت بنشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية في ربوع البلد وذلك على اختلاف أهدافها ومناهجها.

 وعلى الرغم من صعوبة تأطير اتجاهات وتجارب تعليم اللغة العربية في الصومال على طول تلك الفترة، فإن هناك مدرستين رئيستين في ميدان تعليم العربية في الصومال، أولاهما المدرسة التقليدية المتمثلة في (الحلقات الشرعية) التي تشتهر بها الصومال ومنطقة القرن الإفريقي، والتي عرفت باهتمامها بحفظ المتون وتعليم فنون العربية كالنحو والصرف والبلاغة والأدب والعروض ونحوها. بينما تتمثل الأخرى في تجربة المعاهد العربية التي انتشرت في الصومال على نطاق واسع في العقدين الأخيرين، والتي  اشتهرت بعنايتها  بتدريس  مادتي الحوار، وعربية وسائل الإعلام.

وتهدف هذه الورقة  إلى دراسة هاتين التجربتين على مستوى الفلسفات، والأهداف، والوسائل، ونوعية المناهج المتبعة في كل منهما، والبحث عن  نقاط قوة وضعف كل منهما، وتقييم مخرجاتهما التعليمية، والبحث كذلك عن سبل استثمارهما في نشر اللغة العربية في الصومال،وسبل تحديثهما وفق التطورات الهائلة في ميدان تعليم اللغات في العالم.

ومن منطلق تجربتنا في تعليم اللغة العربية في الصومال في العقدين الأخيرين دراسةً وتدريسًا، وبهدف المشاركة بواقع تعليم العربية وتجاربه مع المؤسسات العربية المشاركة في المؤتمر الدولي الثالث للغة العربية كانت هذه المشاركة بعنوان (تجربتان في تعليم اللغة العربية في الصومال)، آملا النجاح في  تشخيص الواقع،  وكشف موطن الخلل، واقتراح العلاج المناسب له. وأتناول الموضوع –باذن الله- في ثلاثة محاور هي:

  • المحور الأول:  نبذة عامة عن تاريخ اللغة العربية في الصومال والقرن الإفريقي
  • المحور الثاني:  تجربة الحلقات العلمية في تعليم العربية في الصومال.
  • المحور الثالث:  تجربة المعاهد الخاصة في تعليم العربية في الصومال.

المحور الأول: نبذة عامة عن تاريخ اللغة العربية في الصومال والقرن الإفريقي

   نشأت العلاقة بين الجنس العربي ومنطقة القرن الإفريقي  منذ وقت مبكر بفعل الجوار وسهولة الاتصال بين الجانبين، وتفوّق العرب –لاسيما سكان الجزيرة العربية- بالتجارة والملاحة وصناعة السفن([1]) وتفيد المصادر بوصول العرب إلى المنطقة  منذ ما قبل الإسلام([2]) لأغراض اقتصادية،  خصوصا بعد خراب سد مأرب الذي كان يشكل شريان الحياة في المنطقة الجنوبية للجزيرة العربية)[3](

 وبعد ظهور الإسلام في مطلع القرن السابع الميلادي([4]) توثّقت العلاقة بين العرب وسكان المنطقة بشكل كبير، خصوصا بعد تتابع الهجرات العربية  على الساحل الصومالي لأغراض مختلفة: منها التجارية، والاقتصادية، والدعوية، والسياسية([5]). وقد  أثرت تلك الهجرات على المنطقة بشكل ملحوظ ([6] حيث اعتنق أغلب  السكان الدين الإسلامي في المائة الأولى للهجرة([7])، وانتشرت الثقافة العربية الإسلامية بين السكان،  ثم تطورت تلك التأثيرات والدعوات إلى حضارة عظيمة  منذ القرن الرابع الهجري ، وتأسست في المنطقة سلطنات إسلامية عرفت في مصادر التاريخ بدول الطراز الإسلامي([8])، وهي سطلنة شوا، وإفات، وعدل، وشرخا، وهدية، ودوارة، وأربيتي، ومقدشو ([9])

 ولا غرو في أن تكون العربية في صدارة  المعالم الإسلامية التي ارتبطت بها شعوب المنطقة ارتبطا وثيقا، بل أصبحت اللغة الرسمية للسلطنات الإسلامية،  كما أصبح الحرف العربي القلم  السائد في المنطقة  منذ القرن الرابع الهجري وحتى وصول الغزو الأوروبي إلى المنطقة  في القرن التاسع عشرالميلادي([10]).

وهناك عدة عوامل ساعدت على نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية في الصومال منها:

1-الهجرات العربية  التي تتابعت على المنطقة منذ القرن الأول الهجري، إذا كانت الصومال  منطقة جذب سكانية بسبب ثرواتها الزراعية وطول سواحلها وأهمية موقعها الإستراتيحي. ومن هنا فقد استقبلت الصومال هجرات عربية متعددة، وأصبح القرن الإفريقي ملجأ للفارين من سوء الأحوال الاقتصادية، ومن بطش الحكام إبان الاضطرابات السياسية التي شهدتها الدول الإسلامية منذ مطلع العصر اأموي. ([11])

2- البعثات العسكرية التي بعثتها الدول الإسلامية إلى المنطقة لتعزيز ولاء المنطقة لمركز الخلافة، منها بعثة  عبد الملك بن مروان بقيادة موسى بن جعثم في عام 77هـ ([12]) ،  وبعثة  الدولة العباسية إلى مقديشو بقيادة يحيى بن عمر العنزي في  عام 149هـ ([13]) . وهذه البعثات على الرغم من أنّ أهدافها الرئيسية كانت  سياسية بالدرجة الأولى؛ فإنها لم تخل من أهداف دعوية تعليمية، حيث نقل بعض المصادر أنهم أسسوا مراكز تعلمية لنشر تعاليم الإسلام ([14])

3-نشأة  الدول والسلطنات الإسلامية في المنطقة  منذ القرن الرابع الهجري، ومن أهمها: سلطنة شوا 350-648ه، وسلطنة إيقات 648-805هـ، وسطلنة عدل 871-925هــ ، وقد كانت العربية اللغة الرسمية لتلك السلطنات([15])

4- جهود العلماء والدعاة في نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية في المنطقة، ومن تلك الجهود المبكرة ما قدمه الشيخ يوسف الكونين المعروف بـ(أوبرخدلي)  الذي ابتكر طريقة لتهجئة الحروف العربية وتعليمها للأبناء الصوماليين، وهي الطريقة المتبعة  حتى اليوم في خلاوي القرآن في الصومال([16]) .  وهنا يأتي الحديث عن دور خلاوي القرآن في نشر العربية في الصومال، خاصة وأن  سكّان منطقة القرن الإفريقي ومنهم الصوماليون يشتهرون بعنايتهم بحفظ القرآن الكريم، إذ تُرسل الأسر أبناءها إلى خلاوي القرآن منذ سن الخامسة، ليرتبط الطفل بالحرف العربي منذ نعومة أظفاره، ويستظهر القرآن عادة  وهو دون العاشرة ([17])

5-العلاقة  الثقافية الدائمة بين الصومال والجزيرة العربية حيث كان العلماء  وطلاب العلم الصوماليون يسافرون لطلب العلم الشرعي وعلوم العربية في الحواضر العربية في اليمن والحجاز ومصر ونحوها ثم يعودن لنشر اللغة العربية والعلوم الدينية([18]) ، وقد كان لتلك الرحلات العلمية أثرها الطيب في ترسيخ  مكانة العربية .

 6- الأصول العربية للقبائل الصومالية، حيث تحتفظ أغلب القبائل الصومالية بأنسابها المتصلة إلى أجدادها العرب الجنوبيين والشماليين ويحفظونها لأبنائهم في سن الخامسة. ويُعَزز ذلك بالدماء العربية الظاهرة على ملامح الصوماليين، ووشائح القربى التي تربط الصومالية بالعربية في الأصوات والتراكيب والمفردات.([19]).

 تلك العوامل مجتمعة ساعدت  انتشار الثقافة العربية في المنطقة، وأصبحت العربية اللغة الرسمية للدول والسلطنات الإسلامية، واستخدمت في كتابة العقود كالبيع والشراء والنكاح ونحوها([20]). وليس هذا فحسب، بل تغلغلت العربية في  حياة المجتمع، وأصبحت اللغة الثقافية، ونشئت مراكز علمية ثابتة يدرس فيها علوم العربية المختلفة، إلى جانب العلوم الشرعية كالتفسير والحديث والفقه والعقيدة والتاريخ، ومن أشهرها: هرر وزيلع ومقديشو ومركا وبرواوة.

 ويبدو أن الصوماليين هضموا تلك الحقب التاريخية الطويلة جيدا،  واعتبروا أنفسهم بفعل أصولهم العربية، وتراثهم العربي الإسلامي جزءًا لا يتجزأ من الشعب العربي([21])، ومن ثم  انتدبوا لحمل الثقافة العربية الإسلامية ونشرها والحفاظ عليها، فكان لهم  دورٌ بارز في هذا الميدان.

 وممن شهد على انتشار الثقافة العربية في الصومال الرَّحالة العرب الذي وصلوا إلى المنطقة كابن بطوطة([22]الذي مر على الصومال في القرن الثامن الهجري، يقول عن سلطان مقديشو ” سلمت عليه مع القاضي فرحب وتكلم بلسانهم مع القاضي  ثم قال باللسان العربي: قدمت خير مقدم وشرفت بلادنا وآنستنا ([23])، ثم تحدث عن طلاب العلم ودار الضيافة، ودور خاصة بطلبة العلم يقوم برعايتها الشيخ وهو حاكم المدينة، وكل ذلك يدل على  رقي الثقافة العربية الإسلامية في الصومال.

لماذا لم تتعرب الصومال ومنطقة القرن الإفريقي بشكل كامل؟

 على الرغم من تدفّق الهجرات العربية على الصومال ومنطقة القرن الإفريقي، واعتناق السكان الدين الإسلامي منذ القرن الأول الهجري، وتفاعلهم مع الحضارة الإسلامية، وانتشار استخدام العربية كلغة تفاهم عامة في بعض فترات  الدول الإسلامية([24])؛ فإن من الملاحظ أنّ منطقة القرن الإفريقي لم تتعرب بشكل كامل كما حدث في بعض مناطق الفتح الإسلامي كالسودان والمغرب العربي ومصر والشام والعراق، وإنما احتفظت العربية مكانتها كلغة ثقافية يتم تداولها بين المثقفين وطلبة العلم([25])، ويفهم ذلك من قول ابن بطوطة السالف الذكر عن حاكم مقديشو، وإشارة ياقوت الحموي إلى امتلاك سكان القرن الإفريقي لغة لا يفهمها العربي في قوله ” لهم لغة برأسها لا يفهمها العربي”([26]). وهو ما عليه واقع الساحة اللغوية في الصومال حتى اليوم، إذ تُدرَس العربية لغة ثانية في المدارس والمعاهد( كما سنبينه في هذه الورقة). فما هي العوامل التي عرقلت اكتمال التعريب في الصومال، على الرغم من قرب اللغة الصومالية من العربية في المخارج والنظام الصرفي والنحوي أكثر من لغات سكان كثير من مناطق الفتح الإسلامي؟  ([27]).

فيما يلي أهم تلك العوامل:

1-  لم تكن الهجرات العربية إلى الصومال منتظمة، ولم يكن عدد المهاجرين العرب إلى المنطقة كافيا لإحداث تعريب كامل للمنطقة كما حدث في مصر والسودان والمغرب العربي، بل كانت الجماعات العربية التي هاجرت إلى المنطقة تأتي حسب الظروف المعيشية والسياسية في الجزيرة العربية، بينما تحفظ لنا مصادر التاريخ هجرة قبائل عربية بأكملها إلى مصر والسودان والمغرب العربي كهجرة قبيلة قضاعة إلى مصر، وهجرة الهلاليين وبني سليم إلى شمال أفريقيا  بل نقلت مصادر التاريخ وصول مئات من بطون قبائل عربية مختلفة إلى تلك المناطق([28])، وهو ما أحدث تغيرًا جيوسياسيًا كاملا للمنطقة، وأصبحت العربية لغة التفاهم بين المجتمع  الإسلامي الجديد.

 أما في القرن الإفريقي فقد حدثت نتيجة عكسية تمامًا، حيث اكتسب المهاجرون  العرب – سواء  من الهجرات القديمة التي تنحدر من أصولها بعض القبائل الصومالية، أو الهجرات المتأخرة التي وصلت إلى المنطقة في ظل الإسلام – لغات السكان الأصليين،  أو أنشأوا لغات مولدة منها: اللغة السواحلية وبعض محكيات الحواضر الجنوبية للصومال كمقديشو ومركا وبراوة. ومما ساعد على انصهارهم مع السكان الأصليين أنّ كثيرًا منهم وصلوا إلى المنطقة للتجارة أو فرارًا من البطش السياسي، ولم يصطحبوا معهم زوجاتهم، ومن هنا تصاهروا مع السكان واندمجوا معهم، مع الاحتفاظ بالعربية كلغة ثقافية وعلمية ([29])

2- لم يصل الفاتحون المسلمون إلى المنطقة، وإنما وصلت الدعوة الإسلامية عن طريق التجار والهجرات العربية.ومن المعلوم أن جيوش الفتح الإسلامي كان لهم أثر كبير في تعريب المناطق التي وصلوا إليها،  خاصة وأن استقرار  المجاهدين مع أسرهم كان يدعم  تأثر السكان الأصليين بهم واكتسابهم اللغة العربية ([30])

3- يتحدث الشعب الصومالي بلغة واحدة هي الصومالية، ويعتبر هذا أمرًا إيجابيا في تماسك الشعب؛ إلا أنه أثّر سلبًا على اكتمال عملية التعريب، إذا لم يعد الشعب الواحد الذي يقطن في تلك المساحة  الواسعة والذي يتحدث بلغة أم واحدة- بحاجة إلى البحث عن لغة تفاهم مشتركة، كما هو حال بعض  البلدان الإسلامية في أفريقيا كالسودان.  فالبدوي الصومالي ينطلق للتسوق في أقرب قرية إلى سكنه، ولا يواجه أي تحدٍ يجبره على استخدام لغة مشتركة، ولو كان ذلك حاصلا لكانت العربية اللغة المشتركة الأولى بين الشعب، ولدعمت عملية التعريب.

 هذه العوامل وغيرها  قللت-فيما يبدو-  من فرص تحقُّق تعريب شامل للمنطقة،  وإحلال العربية محل اللغة المحلية؛ غير أن  ذلك لا يعني في أي حال من الأحوال التقليل من شأن حضور اللغة العربية في الصومال، ولا من شأن الدرس اللغوي العربي فيها، بل على العكس من ذلك،  أصبحت الصومال منذ القرون الأولى للهجرة ثغرا مهما من ثغور الحضارة العربية الإسلامية،  وقبلة يقصدها طلاب العلم من داخل القرن الإفريقي وخارجه([31])، وتفاعل العلماء الصوماليون مع أقرانهم في الحواضر العلمية في الحجاز واليمن ومصر والعراق  والشام، كما ساهموا في  إثراء علوم العربية من خلال المؤلفات  والشروح والمختصرات في مختلف الفنون[32]).

المحور الثاني: تجربة الحلقات العلمية في تعليم اللغة العربية في الصومال(دراسة ونقد)

نبذة عامة

 تشتهر شعوب القرن الإفريقي ومنهم الصوماليون  بعنايتهم بالحلقات العلمية التي تُدرّس علوم العربية كالنحو والصرف والبلاغة والعروض، إلى جانب علوم الشريعة كالتفسير والحديث والفقه. واحتفظ الصوماليون على تلك الحلقات حتى صارت ركيزة أساسية من ركائر الثقافة التقليدية التي لا تنفك عن الشعب في حله وترحاله([33])، ولا يخلو مسجد من المساجد حتى اليوم من حلقة علمية حول الفقه أو التفسير أو الحديث أو اللغة وفنونها.

 وتبدأ رحلة الطالب مع هذه الحلقات منذ نعومة أظفاره حيث يلتحق بالخلوة القرآنية منذ سن الخامسة من عمره، ثم ينتقل إلى طلب العلم الشرعي وعلوم العربية بعد فراغه من حفظ القرآن الكريم، فيبدأ أولا بدراسة المتون والمختصرات في الفقة والنحو والصرف، ثم يدرس شروحها المختصرة، ثم يتدرج في الكتب والمنظومات المتوسطة حتى يصل إلى دراسة الألفيات والمطولات العلمية في كل فن([34]).

 أما نظام الدراسة في تلك الحلقات فهو نظام الانتظام ، ويشترط أن يكون الطالب متفرغا لطلب العلم،  وتكفل الأسر المجاورة لمقر الحلقة طلاب العلم، كل أسرة طالبا أو أكثر حسب الظروف، حيث يتوجه الطالب إلى المراكز العلمية وليس معه أي شيء من الزاد حتى إذا انتظم في الحلقة يبحث شيخ الحلقة عن أسرة تكفله وتضمه إلى أبنائها([35])

مجالات الاهتمام والمناهج الدراسية

 يتصدر فن النحو الفنون التي تدرس في الحلقات العلمية في الصومال، من منظور أن للنحو دورًا محوريًا  في فهم جميع فنون التراث العربي الإسلامي من التفسير والفقه والحديث، والأدب، والعقيدة والفلسفة ونحوها، وهو ما عبر عنه شرف الدين العمريطي في منظومته بقوله::

وَالنَّحْوُ أَوْلَى أَوَّلاً أَنْ يُعْلَمَا **   إذِ الْكَلاَمُ دونَهُ لَنْ يُفْهَمَا ([36])

 وتبدأ رحلة الطلاب في الحلقات الصومالية مع النحو من متن الأجرومية  لمؤلفه أبي عبد الله محمد بن محمـد بن داود الصنهاجي(ت723هـ)، ثم شروحه كتحفة السنية لمحمد محي الدين عبد الحميد،(ت1972م) ونظم العمريطي للأجرومية لمؤلفه شرف الدين العمريطي (890ه وقيل 988هـ)، ونظم ملحة الإعراب لأبي محمد القاسم بن علي الحريري(516هـ)، ثم يتدرّج في الكتب المتوسطة: كالكواكب الذرّية شرح متمّمة الأجرومية لمحمد بن أحمد الأهدل (1880م) وقطر الندى وبلُّ الصدى لابن هشام الأنصاري (ت761هـ) ، ثم يدرس ألفية ابن مالك وشروحها كشرح ابن عقيل وشرح الخضري. وبعدها يتعمق الطلاب النوابع في مطولات النحو كشرح كافية بن الحاجب للرضي  للاسترابادي(ت 684هـ وقيل 686هـ )، ومغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام، والأصول في النحو لابن السراج (ت 316هـ)، ونحوها.

  أما فنّ الصرف فأشهر كتبه في الحلقات الصوماليةلامية الأفعال لابن مالك الأندلسي، وشرح نجله بدر الدين عليه، ونظم حديقة التصريف للعلامة الصومالي  الشيخ عبد الرحمن الزيلعي ت(1880)، وشرحه  للمؤلف نفسه( فتح اللطيف في شرح حديقة التصريف)، وكتاب( نثر الجواهر في قاعدة الصرف الفاخر للشيح عبد الرحمن بن الشيخ عمر الأبغالي الصومالي، ثم الشافية في علم التصريف لابن الحاجب (ت646هـ)، وكتاب الترصيف في علم التصريف للشيخ عبد الرحمن بن عيسى العمري.

 وقد كان لعلم البلاغة نصيب من عناية الحلقات العلمية في الصومال باعتباره علما مهما لفهم الخطاب القرآني المعجز، ولتذوق نصوص الأدب العربي قديمه وحديثه. ومن الكتب التي تدرس في هذا الصدد: متن السمرقندية في البيان  لأبي القاسم بن بكر الليثي السمرقندي (ت 888هـ)، وشرحها المسمى (حاشية الباجوري على متن السمرقندية) للعلامة إبراهيم بن محمد الباجوري (ت 1277هـ) وتحفة الإخوان في علم البيان للشيخ العلامة أحمد الدردير المالكي (ت1201هـ)، ثم نظم الجوهر المكنون في البلاغة لعبد الرحمن الأخضري الجزائري (ت953هـ) ثم  تلخيص المفتاح للخطيب الغزويني( ت 739 هـ).

 وعلاوة على ذلك فقد كان لتلك للحلقات باع طويل في دراسة الأدب العربي وعلم العروض،  وتعتبر المعلقات العشر، ومقامات الحريري، ولامية العرب للشنفري، ولامية العجم للطغرائي ( 513هـ) ، وتائية أبي إسحاق الألبيري (ت 460هـ)-من أشهر المقررات الأدبية التي تدرس في المراكز العلمية في الصومال.

 ومن أشهر كتب العروض التي تدرس في الصومال منظومة (الرامزة الشافية فى علم العروض والقافية)، المعروفة بالمنظومة الخزرجية لمؤلفها أبو محمد عبد الله بن محمد الخزرجى المالكى الاندلسى (626هـ)،  ومنها أيضا ( الجوهرة السامية في علم العروض والقافية) لمؤلفها للشيخ عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله المعروف بحاجي صوفي الشاشي المقدشي. 

 ويُطالب التلاميذ في جميع تلك الفنون بحفظ المتون والمنظومات، وتسميعها للشيخ، ولا يعتبر الدارس  ملمًا في فن من الفنون إلا إذا حفظ  متونه، وذلك من منطلق  المقولة القائلة” من حفظ المتون حاز الفنون”.

 هذا ما يتعلق بدراسة العربية وفنونها مباشرة، ويضاف إلى ذلك ما يتعلمه الطلاب بشكل غير مباشر أثناء دراستهم لتفسير القرآن الكريم وأمهات كتب الحديث والفقه والعقيدة والمنطق وغيرها من فنون التراث الإسلامي، حيث يكتسبون كمًا كبيرا من المفردات العربية في شتى الموضوعات، ويكتسبون كذلك معلومات عن ترتيب أجزاء الجملة والأساليب العربية من نداء واستفهام وتمنى ونحوها، خاصة أن العلماء في تلك الحلقات، يهتمون في الوقوف على التوجيه اللغوي بالقدر الذي  يستلزمه تفسير القرآن والحديث الشريف.

إسهامات علماء الصومال في إثراء فنون العربية

      لقد كان للعلماء الصوماليين إسهامات فريدة في التأليف حول فنون العربية، كما أنهم وضعوا شروحا مفيدة لبعض مصادر العربية،  نذكر منها: كتاب ( كشف النقاب عن عقيلة الأتراب) للشيخ علي بن عبد الرحمن المعروف بحاج علي مجيرتين(ت1852ه) وهو شرح لـ (عقيلة الأتراب للإمام الشاطبي (ت923هـ)، و(حديقة التصريف في علم التصريف) للشيخ الزيلعي،  وشرحه (فتح اللطيف في شرح حديقة التصريف) للمؤلف أيضا، و(نثر الجواهر في قاعدة الصرف الفاخر) للشيخ عبد الرحمن بن الشيخ عمر الأبغالي، وهو شرح للامية الأفعال في الصرف لابن مالك الأندلسي، ومنها (الغيث العطال في شرح لامية الأفعال) للشيخ أبو بكر حسن مالم،  و(الجوهرة السامية في علمي العروض والقافية) للشيخ عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله الشاشي المقدشي، وشرحه ( كشف المعاني الخافية بشرح الجوهرة السامية) للشيخ أحمد بن عثمان الشاشي المقدشي، ومنها أيضا (قاموس النشيط المبني على القاموس المحيط للشيخ علي بن عبد الرحمن الفقيه.

 وإلى جانت تلك الكتب المذكورة عشرات الرسائل والمختصرات المفيدة التي وضعها العلماء لطلابهم لتيسير الفنون للمبتدئين، كما كان طلاب العلم يقومون بتدوين المحاضرات من علمائهم وتفريغها في مذكرات خاصة، وتعرف تلك المختصرات في الصومال بالقاعدة، كالقاعدة الشيدلية في شرح لامية الأفعال  في الصرف، وأصلها شرح لامية الأفعال بالصومالية للشيخ آدم بن محمود الصومالي، ثم  قام بتعريبها وإخراجها الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ عمر الأبغالي([37])

 ومما سبق تبين لنا عمق جذور الدرس اللغوي في الحلقات التقليدية الصومالية، حيث يدرس فيها المصادر الأصلية للدرس اللغوي العربي بفنونه المختلفة، وهي ذات الكتب التي كانت تدرس في الحلقات العلمية في كل من الحجاز ومصر واليمن وموريتانيا وغيرها من حواضر العلم.

 طريقة التدريس

 الطريقة المتبعة في تدريس العربية في الحلقات هي طريقة  الإلقاء والمحاضرة، حيث يتحلق الطلاب حول المعلم، ويشرع المدرس في ترجمة النص  العربي إلى اللغة الصومالية([38])، والتعليق عليه وشرحه شرحا مبسطا أو مختصرا حسب مستوى الطلبة، وقد أصبحت تلك الطريقة على مر العصور طريقة تقليدية يكسبها الأجيال تلو الأجيال، لها برسمياتها ومصطلحاتها، وأسسها الشكلية والمضمونية.

 وهذا يعني أن المدخل المتبع في دراسة العربية في المدرسة التقليدية الصومالية هو: مدخل القواعد والترجمة، وهي بذلك لسيت بدعًا من بين مدارس تعليم اللغات في العصور القديمة، إذا ظلت الطريقة المذكورة مسيطرة على ميدان تعليم اللغات في العالم منذ عصر الإغريق وحتى القرن  العشرين([39]).

وفيما يلي بعض مظاهر مدخل القواعد والترجمة في المدرسة التقليدية الصومالية:

1- تتمحور الأهداف التعليمية حول تدريب الدارسين على  ترجمة النصوص من اللغة العربية إلى اللغة الصومالية، مع التبحر في القواعد والنحو، وقد أصبحت الترجمة المعروفة بالمصطلح الصومالي بـ(لَقْبَة) نظام مقدسا له طقوسه وأدبياته التي ينبغي الالتزام بها حتى في حالة إذا كان الطلبة يفهمون العربية.

2- المبالغة في تعليم  النحو والتركيز على ظاهرة الإعراب حيث  يستغرق الطلبة في دراستها حتى ينتهوا إلى  حلقات خاصة بإعراب المتون وآيات القرآن الكريم، والمعلقات السبع كلمة كلمة، مع العناية بعبارات الألغاز النحوية التي يصعب الانتباه  إلى العامل والمعمول في أجزائها.

إيجابيات هذه المدرسة:

1- قدمت  هذه المدرسة الكثير إلى ميدان تعليم العربية ونشرها والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية للشعب الصومالي، كما أنها سدت فراغ تعليم العربية أكثر من ألف عام، وقد خرّجت على امتداد تلك الفترة علماء وجهابذة في علوم العربية المختلفة.

2- إجادة الطالب قواعد اللغة العربية إجادة تامة، إلى درجة التبحر في مسائلها، وقد رأينا فيما سبق  أنها أخرجت مؤلفين ونحاة  ساهموا في إثراء فنون العربية، كما لوحظ تفوق روادها في قواعد اللغة العربية في ساحات  المعاهد والجامعات الإسلامية العالمية في كل من السعودية واليمن والسودان ومصر.

3- يتم تزويد الطالب بكم كبير من المفردات التراثية من خلال دراسة تفسير القرآن الكريم، والحديث، والفقه والعقيدة والمنطق، وكذا عند دراسته لمصادر اللغة والأدب. وهذا يساعد على سهولة تعايش الدارس مع التراث العربي، ونقله للأجيال، كما يساهم في إعداد الدعاة والمفسرين والفقهاء.

سلبيات هذه المدرسة:

1- أهملت هذه المدرسة البعد التواصلي للغة، حيث اختزلت مهمة تعليم اللغة بتعليم قواعد النحو والإعراب، واستظهار المفردات التراثية وترجمتها للغة الصومالية، وكل هذه الجوانب على أهميتها لا تخدم الهدف الحقيقي من دراسة اللغة وهو التواصل باللغة واستخدامها في المواقف الطبيعية.

2-  المبالغة في استخدام اللغة الوسيط ( الصومالية) أحال تعلم اللغة الهدف(العربية) إلى قضية هامشية، وتحول  الهدف من العملية التعليمية إجادة لترجمة من الصومالية إلى العربية.

3- أهملت هذه المدرسة ثلاثة مهارات أساسية في تعليم اللغة هي الاستماع و التحدث والكتابة([40])،  وجعلت كل تركيزها على مهارة القراءة، وانعكس ذلك على  مخرجاتها، حيث بات طلابها غير قادرين على التواصل باللغة، بل ربما يحتاجون إلى مترجم عند زيارتهم للبلاد العربية. ومن ناحية أخرى ترتب على اعتماد ها على الترجمة، دون تعرض الطلاب للكتابة- ضعف مستوى الطلبة في  مهارة الكتابة بنوعيها الآلية(الخط والإملاء) والإبداعية( التعبير والإنشاء).

4- أهملت التدريبات اللغوية التي تعتبر من أهم عناصر تعليم اللغات، إذ لا يوجد في نظام الحلقات تدريبات لغوية سوى التدريبات الشفوية حول  الترجمة والإعراب وحفظ المتون. فلا غرابة إذن، في اصطدام روَّادها مع  النظام الأكاديمي والاختبارات عند انضمامهم إلى التعليم النظامي في داخل البلاد وخارجها([41])

5- من ناحية المناهج تعتمد هذه المدرسة على كتب النحو العلمي([42]) ، مع العلم بأن تلك الكتب لم توضع أساسا لتكون مواد تعليمية، فضلا عن أن تكون مواد صالحة لمتعلمي العربية لغة ثانية، وإنما هي وصف  للقدرة الغريزية لدى متعلم العربية الأصلي في عصور الاحتجاج([43])، أو بعبارة أخرى هي: وصف لقواعد العربية كما كان يتحدثها العرب الفصحاء([44]). وقد نتج من اعتمادها على تلك الكتب عدة مشاكل متداخلة منها: إهمال جوانب نفسية وتربوية وتعليمية ينبغي مراعاتها عند تقديم اللغة للمتعلمين، ومنها أيضا إشغال المتعلمين بالشذوذ والظواهر التي لا يحتاجون إليها في حياتهم الوظيفية([45])،  مقابل إهمالها للأنماط اللغوية المستعملة، وعزلها تعلّم النحو من الواقع، حيث تدور أغلب الأمثلة حول عبارات تراثية لا تفيد في الاستخدام الوظيفي للغة . وهذا يقلل من فرص إنتاج الطلاب جملا صحيحة ومقبوله في المواقف الطبيعية.

6- لا تناسب طريقة التدريس فيها الأطفال والمتعلمين المبتدئين، إذ لا يستطيع الطفل، وكذا الطالب المبتدئ، استيعاب المصطلحات الجافة التي تحفل بها كتب النحو العلمي ، خاصة في ظل غياب التدرج في الطرح، إذ يواجه المبتدئون منذ الوهلة الأولى ظاهرة الإعراب وعلاماتها الأصلية والفرعية، والمعربات بالحروف والمعربات بالحركات ونحوها من القضايا المعقدة.

7- اعتماد هذه المدرسة على طريقة الإلقاء والمحاضرة وترجمه النصوص، جعل دور المتعلم فيها سلبيًا ينحصر في التلقي، حيث لا يوجد أنشطة أو وسائل تعليمية. ولهذا يجد المتعلم نفسه بين خيارين أحلاهما مرّ:  التسرُّب من الحلقة، أو الاستمرار فيها آليا دون فهمٍ لفترة طويلة.

8- تعلم هذه المدرسة معلومات عن اللغة أكثر مما تعلم اللغة نفسها، لأن الطالب في الحلقات يبدأ رحلته مع العربية من دراسة النحو والصرف، ثم يتوسع فيدرس الأدب والبلاغة والعروض، ولكنه لا يتعلم كيف يوظّف ذلك الكمّ الهائل من المعلومات التي تعلمها في المواقف الطبيعية، إنتاجا أو استقبالا. ولا يخفى علينا الخطأ الترتيبي في البدء  بتعليم القواعد والفنون قبل تعلّم اللغة، وكان من المفترض أن يتعلم الطالب اللغة والمفردات الأساسية كالتحية والتعارف والأسرة والضمائر والسكن والعمل ونحوها من الموضوعات الأساسية، ثم ينطلق لتعلم القواعد لصون لسانه من الخطأ، ومن ثم يتعلم الأدب والبلاغة للتعرف على أساليب الكلام العربي ولتذوق النصوص.

الهوامش 


[1] – محمد  حسين معلم : الثقافة العربية وروادها في الصومال 186 دار الفكر العربي بيروت 2011

[2]-   من أقدم الكتاب الذين أشاروا إلى وصول العرب لمنطقة القرن الإفريقي الكاتب الإغريفي جالينوس الذي زار المنطقة في الألف الأول للميلاد، وكتب رسالة سماها ” الطواف حول البحر الإرتري أو الطواف حول البحر الأحمر”  وهي مطبوعة ومترجمة إلى العربية. انظر كذلك: تاريخ ولغة الشعب الصومالي:عبد الله عمر منصور66 طبعة يوسف  عبد الله حسن (د.ت).

[3]- محمد حسين معلم: الثقافة العربية وروّادها في الصومال 36

[4]- راجع تاريخ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم دلائل النبوة للبيهقي 2/129، دار الكتب العلمية بيروت، والرحيق المختوم للمباركفي 67 دار الرحمة 1999.  

[5]-   محمد حسين معلم : الثقافة العربية وروّادها في الصومال 38

[6]- رجب عبد الحليم: العلاقات السياسية بين مسلمي زيلع ونصارى الحبشة ص 86  دار النهضة العربية القاهرة 1985.

[7]- عبد الرحمن محمد النجار،الإسلام في الصومال62 مطابع الأهرام التجارية القاهرة 1973، وحمدي السيد سالم: الصومال قديما وحديثا  348 مقديشو 1963، محمد عبد الكريم وآخرون: تاريخ التعليم في الصومال 8 ، مقديشو 1978م

[8] – سميت بذلك لأنها كانت على جانب البحر كالطراز له.

[9]- راجع تاريخ السلطنات الإسلامية في شرق إفريقيا في كل من  : الإلمام  بمن في أرض الحبشة من حكام المسلمين للمغريزي،  : مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي،  وصبح الأعشا في صناعة الإنشاء للقلقشندي، وتحفة النظار لان بطوطة،  ونزهة المشتاق في اختراق الآفاق للشريف الإدريسي، ومسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل الله العمري،  وانظر كذلك في : العلاقات السياسية لمسلمي زيلع ونصارى الحبشة لرجب عبد الحليم، والثقافة العربية وروداها في الصومال لمحمد حسين معلم، وكشف السدول عن الصومال ومماليكها السبع للشيخ أحمد عبد الله ريراش.

[10]- بشير مهدي علي: الحرف العربي في كتابة اللغة الصومالية 63  وثائق ندوة كتابة اللغات الإفريقية بالحرف العربي الخرطوم 2002.

[11]- حفظت لنا مصادر التاريخ أسماء بعض الأسر والمجموعات التي هاجرت إلى سواحل القرن الإفريقي  منها على سبيل المثال  هجرة العقيليين، وهجرة المخزوميين، وهجرة الزيديين، وهجرة بني الحارث، وهجرة بني جليد، وهجرة الإخوة السبعة….إلخ انظر الثقافة العربية وروادها في الصومال  36 وما بعدها .

[12]- محمد حسين: الثقافة العربية وروادها في الصومال  42 نقلا عن محمود الحويري: ساحل إفريقيا الشرقي منذ قجر الإسلام حتى الغزو البربغالي 217-218

[13] محمد حسين معلم: الثقافة العربية وروادها في الصومال 44 نقلا عن غيان بن علي جريش : الهجرات العربية  إلى ساحل شرقي إفريقيا 21.

[14]-  محمد حسين معلم : الثقافة العربية وروداها في الصومال: محمد حسين معلم:  42  

[15]محمد علي عبد الكريم وآخرون:  تاريخ التعليم  في الصومال ص4 (مرجع سابق)، وانظر كذلك  الحرف في كتابة اللغة الصومال بشير مهدي علي: 63

[16] – يذكر أن الشيخ يوسف الكونين ابتكر هذه الطريقة في القرن الخامس الهجري انظر : الحرف العربي في كتابة اللغة الصومالية  يشير مهدي: 72

[17] عمر ورسمة: مدخل إلى أدب الطفل الصومالي 40 وما بعدها،  صنعاء عبادي للدراسات والنشر 2007. ومحمد عبد الكريم وآخرون: تاريخ التعليم في الصومال  11 وما بعدها.

[18]- راجع  أخبار رحلات علماء الصومال العلمية إلى حواضر الجزيرة العربية في : الثقافة العربية ورواداها في الصومال: محمد حسين 297 وما بعدها.

[19] – يعتقد بعض الباحثين أن اللغة الصومالية لهجة عربية قديمة اختلطت  مع اللغات الأفريقية حتى ابتعدت عن  أصولها العربية، ومع ذلك احتفظت  بأصوات الحلق،  وبعض القواعد النحوية والصرفية الأساسية، أما المفردات   فتشترك مع العربية بعدد كبير منها ليس في الألفاظ الحضارية فقط وإنما في  الألفاظ البدوية   الضاربة في القدم أيضا، انظر:  ممدوح حقي, المسح الشامل لجمهورية الصومال الديمقراطية (الصومال واللغة الصومالية) 43-44، وعبد الرحيم حاج يحيى : العربية الفصحى في اللغة الصومالية الرياض 2006م.

[20]-  محمد علي عبد الكريم وآخرون :  تاريخ التعليم في الصومال (مرجع سابق)4، وحسن مكي محمد: السياسات الثقافية  في الصومال الكبير6

[21]- تحتفظ غالبية القبائل الصومالية بأصولها العربية، وتُحفّظ  أنسابها المتصلة بأجدادها العرب لأبنائها حتى اليوم،  انظر: السياسات الثقافية في الصومال الكبير: حسن مكي محمد 38

[22][22]- رحلات  ابن بطوطة، 247  دار التراث بيروت 1968. راجع كذلك: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق : الشريف الإدريسي 1/48  عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع 1989، و مروج الذهب ومعادن الجوهر: المسعودي 1/107  مكتبة الرياض البطجاء، ومعجم البلدان : ياقوت الحموي  171  الطبعة المصرية 1906.

[23]- ابن بطوطة: رحلة ابن بطوطة  247.

[24]- محمد حسين معلم: الثقافة العربية وروادها في الصومال 134 نقلا عن المغريزي : الإلمام بمن بأرض الحبشة من حكام المسلمين 7

[25]- محمد عبد الكريم وآخرون: تاريخ التعليم في الصومال 3

[26]-  محمد حسين معلم: الثقافة العربية في الصومال 134، نقلا عن  ياقوت الحموي: معجم البلدان 1/369

[27]- انظر الأدوات في اللغتين العربية والصومالية دراسة تقابلية: عمر محمد ورسمة، رسالة ماجستير في جامعة تعز 2010، وعبد الرحيم حاج يحيى : العربية الفصحى في اللغة الصومالية ، الرياض 2007م.

  -[28] راجع أخبار  هجرات القبائل العربية إلى مصر وشمال أفريقيا وغيرها من مناطق الفتح الإسلمي في  موسوعة القبائل العربية محمد سليمان الطيب  دار الفكر العربي  القاهرة   1997هـ

[29]- محمد حسين معلم: الثقافة العربية وروادها في الصومال 130

[30]- نفس المصدر 131

[31]- حمدي السيد سالم: الصومال قديما وحديثا 1/359

[32]-  اقرأ  الأدوار الثقافية للعلماء الصومالي في العالم الخارجي في الثقافة العربية وروادها في الصومال محمد حسين معلم 113 ،  انظر كذلك

 

الصفحة 135 من نفس المرجع.

[33]- الشيخ عبد الله عمر نور: مسيرة الإسلام في الصومال الكبير 144 وما بعدها  مقديشو 1424 هـ

[34]- محمـد حسينن معلم: الثقافة العربية وروادها في الصومال  245، والشيخ عبد الله عمر نور: مسيرة الإسلام في الصومال الكبير  146

[35] – محمد عبد الكريم وآخرون: تاريخ التعليم في الصومال  20 وما بعدها

 [36]  – شرف الدين العمريطي: متن الدورة البهية نظم الأجرومية (البيت التاسع)

[37]- محمـد حسين: الثقافة العربية  وروادها في الصومال  143

[38]- الشيخ عبد الله نور عمر:  مسيرة الإسلام في الصومال الكبير 148، ومحمد عبد الكريم وآخرون: تاريخ التعليم في الصومال 20 وما بعدها

[39]- زين كمال الخويسكي : قطوف في علم اللغة التطبيقي منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الرياض 2009م

[40]- انظر أهمية تلك المهارات في: تدريس فنون اللغة العربية : علي أحمد مدكور  دار الشواف 1991م

[41]-  هناك قصص كثيرة  في هذا السياق  حدثت لبعض طلاب العلم المتبحرين في فني النحو والصرف، حينما انضموا إلى الجامعات العربية كجامعة الإيمان والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ونحوها.

[42]- انظر الفرق بين النحو العلمي والنحو التعليمي ، قطوف في علم اللغة، زين كمال الخويسكي 85

[43]- نفس المصدر 87

[44]-عبده الراجحي: علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية 89،  دار المعرفة الجامعية  القاهرة 2013م

[45]- اقرأ  متطلبات دراسة النحو وظيفيا، في: نحو تعليم اللغة  العربية وظيفيا ص51 وما بعدها، دوود عبده مؤسسة دار العلوم الكويت 1979م

أ. عمر محمد ورسمة

مسؤول قسم اللغة العربية للناطقين بغيرها مركز لغتي لتعليم اللغة العربية - الدوحة قطر
زر الذهاب إلى الأعلى