مقابلة حصرية مع السيد أحمد معلم فقهي، الأمين العام لحزب دلْجر (1-3)

يعتبر حزب دَلْجز – الذي تم تأسيسه رسْميًّا قبل أَقلَّ من عام – من الأحزاب البارزة النشطة في ظل عدم إقرار قانون الأحزاب السياسية في البلاد، ودخول رؤية كيفية انتخابات عام 2016م في ضبابية حيث لم يحسم هذا الملف.

أجرى الحوار مع فقهي (يسار) أنور أحمد ميو
أجرى الحوار مع فقهي (يسار) أنور أحمد ميو

وقد أثار الحزب جدلا واسعا عندما شارك بقوة في انتخابات تشكيل إدارة غلمدغ وسط الصومال في يوليو 2015م، وكاد الحزب أن يكتسح الانتخابات، ويتحكَّم على مقاليد الأمور في الإقليم، وبالفعل فاز الحزب في مقعد رئاسة برلمان غلمدغ.

ينظم الحزب بين الحين والآخر احتفالات موسَّعة، وكرنفالات لتدشين افتتاح مكتب للحزب هنا وهناك، أو ترحيب مئات الأعضاء الجدد.

مركز مقديشو وفي ظل اعتزامه على إجراء حوارات ومقابلات حصرية مع رؤساء الأحزاب السياسية، التقى برئيس حزب دلجر الصومالي السيد/أحمد معلم فقهي في حوار شامل (يتكون من ثلاث حلقات) ويتطرق إلى مواضيع مختلفة، ويعتبر  فقهي الذي تعلم في السودان في فترة أواسط التسعينات من القرن الماضي من أقرب المقربين لرئيس الصومال السابق شيخ شريف أحمد، وأحد مؤسّسي حزب دلجر، وأصبح رئيس جهاز الأمن الوطني في فترة رئاسة شيخ شريف حتى انتخاب حسن شيخ محمود عام 2012م، كا أصبح سفير الصومال لدى السودان، والآن هو أمين عام حزب دلجر.

أجرى الحوار: أنور أحمد ميو

مركز مقديشو: في البداية نشكرك على قبول إجراء هذه المقابلة معك.

فقهي: بسم الله، الحمد لله، أشكر لمركز مقديشو للبحوث والدراسات على جهوده الإعلامية الجبارة، ولخدمته الجليلة للمجتمع الصومالي، وتقديم صورة طيبة ومعلومة صحيحة عن الصومال، ومرحبا بكم في مقر حزب دلجر في مقديشو.

مركز مقديشو: مطلع عام 2015م أعلنتم عن “حزب دلجر” هل بالإمكان أن تحدثنا عن الأهداف  والبرنامج السياسي للحزب؟ وما هي الاسباب التي دعت الي انشاء الحزب في وقت لم يقرر بعد نظام الأحزاب السياسية؟.

فقهي:  يمكن القول أن حزب دلجر له جذور تاريخية عميقة ترتبط بالشخصيات التي ساهمت في التغيير السياسي في الصومال، ومن أهمها تغيير المشهد السياسي المشؤوم لأمراء الحرب في مقديشو الذين أصبحوا عقبة أمام ميلاد دولة صومالية لمدة خمسة عشر عاما، وترحيب الدولة في القصر الرئاسي، وافتتاح ميناء ومطار مقديشو الدوليَّين في عام 2006م، هذه هي جذور تاريخ حزب دلجر.

ولكن كمؤسسة تم تأسيس الحزب في الشهر الرابع من عام 2012م كمنتدى دلجر، كان فيها أعضاء سياسيون من الوزراء وشخصيات صومالية أخرى مؤثرة، اجتمعوا في مقديشو وأسسوا هذا المنتدى.

 وكان من أهداف تأسيس هذا المنتدى إنشاء كيان مغاير للكيَّان القبلي الذي أنهك النظام السياسي العقيم في الصومال، ولم يأت بنتيجة ملموسة إلا التمزق، والانتقال إلى أحزاب ورؤى وأفكار وأطروحات سياسية، يختار الشعب على أساسها من يشاء، بدون استحواذ فئة معينة على الحكم في الصومال بالقوة، ولا تسمح للآخرين أيَّ مشاركة، مثل الحركات المتطرفة حركة الشباب وحليفتها الحزب الإسلامي، وعرض نموذج يتوسط بين هذا النموذج القبلي، وبين هذا النموذج الهمجي الذي تنتهجه حركات راديكالية مثل القاعدة والشباب، وهذا النظام الوسطي هو الذي تتبعه كثير من دول العالم

 وكان هدف منتدى دلجر إنضاج الأفكار والأطروحات وبلورتها، والاتصال الدائم ما بين الشخصيات الأعضاء فيه، ولم يقرّر المنتدى في خوض الانتخابات عام2012م، وفي 26 نوفمبر عام 2014م تم عقد اجتماع كبير فى مقديشو حضره مشاركون من الأقاليم فى الداخل وأيضا من الخارج، لتأسيس حزب “دلجر” وتم إعلانه في 1/12/2014م ومن ذلك التاريخ قام الحزب بأنشطة متعددة فى داخل الصومال وخارجه، والأهداف التى من أجلها أسّس الحزب هي الأهداف السالفة الذكر، وهي تجاوز السياسة المقنعة بثوب القبيلة، وحالة الانقسام والتشرذم في البلاد علما بأنه لا يوجد مَن يقوم بتحقيق الوحدة، ومن أهداف الحزب أيضا إبراز شخصيات نزيهة لها سجلّ من الإنجازات لهذا الوطن، وشاركوا فى النضال السياسي لتحرير البلاد من قبضة زعماء الحرب، وجمع الشخصيات النزيهة من أجل صومال موحدة وذات سيادة في قرارتها السياسية والاقتصادية والإدارية، تعمل على تحقيق أهداف سياسية وطنية، ولا تعمل بأهداف هؤلاء الحركات الدينية والعصابات المرتزقة.

 إن أهداف الحزب أهداف وطنية ووحدوية تعمل ضد السياسات القبلية المريضة، وإعادة جوّ الانتخابات الحرة التى جرت فى عام1967م وهي آخر انتخابات حرة ونزيهة في الصومال، وبعدها دخلت البلاد إلى حكم دكتاتوري وانهيار وفوضى شاملة، وبالتالي لابد من إعادة هذا النظام القائم على التعدُّدية الحزبية، ورغم الظروف التي تمر بها البلاد يقرر حزب دلجر  افتتاح مقرات وفروع للأحزاب في الاقاليم والإدارات الفيدرالية المختلفة في الشهور والأسابيع القادمة.

تلك الأهداف هي مسؤلية نستشعرها نحن، وأن البلاد والدول الصديقة للصومال بحاجة إلينا، لأنها تفتقر إلى صديق حقيقي يتعاون معهم فى المشاريع المختلفة التي تريد تنفيذها في البلاد، بعيداً عن ممارسة السياسة كمصدر للكسب والارتزاق، المبنية على الفساد والكسب غير المشروع، ونحن نسعى إلى إصلاح ذواتنا ونفوسنا، وأن نعطى المجال لغيرنا كي يشارك معنا.

مركز مقديشو: يقال أن حزب “دلجر”عبارة عن الواجهة السياسية لحركة التجمع الاسلامي، ماذا ترد؟، وهل الحزب منفتح على أعضاء غير الحركة؟.

فقهي:  ظاهرة إلصاق التهم كثيرة في أوساط الصوماليين، ومن السهل بمكانٍ تلصيق تهمة بدون مبرر أو حجة، فحزب دلجر مستقل عن جميع الحركات الإسلامية، وليس واجهة سياسية لها، لأن مبادءه لا تسمح بذلك، ويبلغ أعضاء الحزب أكثر من خمسة عشر ألف عضو  في جميع أقاليم الصومال ، والعدد في ازدياد مستمر شهرا بعد شهرا، وإذا تم الملاحظة في مبادئ الحزب وأُسُسه أنه بمثابة واجهة سياسية لحركة إسلامية معيَّنة فللأعضاء حق الانسحاب.

مركز مقديشو: لم نر  في الهياكل العليا  للحزب شريف شيخ أحمد الرئيس الصومالي السابق وحليفك المقرب جدا، في ظل وجود نشاطات سياسية له في الخارج، هل هناك خلاف سياسي بين الحزب وشريف أحمد؟.

فقهي: الرئيس الصومالي السابق شيخ شريف شيخ أحمد شخصية له تاريخ مجيد في البلاد، وقد حقق إنجازات ملموسة، ولا يمكن أن ينساه الشعب الصومالي، بل تتمنى شريحة كبيرة جدا من الشعب أن يعود مرة أخرى إلى سدَّة الحكم، أقول لك: إن شيخ شريف هو عضو مؤسس للحزب، على الرغم من كونه فى الخارج، وليس بينه وبين الحزب أي صراع أو خلافات، وهو شخص عزيز علينا وعلى الشعب الصومالي برمَّته، وهو شخص غير قابل للإهمال أو الإقصاء، بل هو على الرأس والعين، ويستحق منا التقدير .

مركز مقديشو: هل سيتم ترشيح شخصية أخرى غير شريف شيخ أحمد في الانتخابات المقبلة؟.

فقهي: حزب دلجر هو مؤسسة لها قراراتها الخاصة في القضايا المصيرية، ومن الأشياء التي نريد ابعاد الشعب منها تقديس الشخصيات أو التبعيَّة المطلقة لها، أو شخصية أكبر من المؤسسة، ولمؤسسة الحزب نظام يتمّ اختيار المرشحين فيها، ليس لرئاسة الجمهورية فحسب، بل لرئاسة البرلمان ورئاسة الوزراء، ونواب البرلمان وغيرها، وستكون لهذه المناصب قائمة أسماء خاصة بها تُصدرها مجلس الحزب المختلفة.

  وهناك مؤتمر سيعقد فى شهر ديسمبر المقبل أو أوائل يناير من العام القادم، يتم فيه تحديد من سيشارك في هذا الانتخابات، إضافة إلى إقرار رؤية الحزب وموقفه من انتخابات 2016م لأنه ليس هناك حتى الآن رؤية واضحة حول كيفية الانتخابات المقبلة.

والسبب أن القيادة السياسية الحالية أدخلت البلاد إلى فوضى سياسية وليس عندهم رؤية تجاه الانتخابات، وحينما لم يستطيعوا إيجاد رؤية واضحة أشرَكُوا الإدارت الإقليمية الفيدرالية في ذلك، ونحن نعتقد أن الأمر سيزداد صعوبة، لأنه ليس هناك أرضية مشتركة بين هذه الإدارات وبين الحكومة الفيدرالية، وإذا لم تستطع القيادة المصغرة المكونة من رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ومجلس الوزراء إعداد رؤية صحيحة وخطَّة مقبولة تجاه انتقال السلطة في عام 2016م، فإن عَرْضَها على الإدارات المختلفة أكثر صعوبة، لذا فإنه عندما تتضح لنا هذه الرؤية، فإن الحزب سيختار الشخصية المناسبة التي تستطيع إنقاذ البلاد سواء كان شيخ شريف أو غيره.

 فالمؤسَّسية الحزبية أمر في غاية الأهمية وعندما ترى الولايات المتحدة الأمريكية معقل الديمقراطية تلاحظ أنه يتم الانتخابات في داخل الحزب لترشيح من يشارك في الانتخابات القادمة، ونحن نطمح أن نفعل مثل ذلك، وننتقل من الفرد الواحد إلى المؤسسية، وتصبح قرارات هذه المؤسسة تحظى بثقة الجميع، وأظن أن شيخ شريف ليس أحدا أوفر حظا منه إذا تمَّ ذلك.

مركز مقديشو: ما هي الإنجازات التي حققها حزب دلجر  خلال الفترة الماضية؟.

فقهي:  هناك إنجازات كبيرة من أهمها أننا أصبحنا ثِقل الرأي الآخَر بالنسبة للحكومة، (أقوى أصوات المعارضة)، فنحن أساس الأحزاب المعارضة للسياسات الحكومية، وكما تعرف فقد تم تشكيل مجلس الأحزاب الصومالية وحزب دلجر عضو فاعل فيه، وأقدم الحزب على فتح مكاتب في داخل الأوساط الشعبية سواء فى مقديشو وفي الأقاليم الأخرى، ونريد أن نعمل بجدٍّ في داخل مكاتبنا في الداخل، كي لا نصبح حزبا فى المنفى وهو اسم بلا مسمى، بل أن نصبح حزبا موجودا على أرض الواقع وأعضاؤه في ازدياد مستمر بعد كل أسبوع.

 وفي 18 من سبتمبر الجاري أسسنا جناح شبَّان إقليم بنادر من الحزب، حيث عقد 1200عضو من شباب الحزب في فندق شامو مؤتمرهم التأسيسي، وهذا من إنجازاتنا، وإن شاء الله نخطط تأسيس الجناح النسوي للحزب، ثم نتحرك إلى تدوين آلاف الأعضاء في الأقاليم الأخري، وتجرى حملة العضوية الآن.

نحن نريد أن نعمل في وسط الشعب، ونمثِّل نبض الشعب وشعوره وإرادته، ونتقاسم معهم الأفراح والأتراح، ونعبر دائما فى كتاباتنا وبياناتنا عن شعور الشعب.

ومن أهم إنجازاتنا افتتاح فروع فى بعض الدول، ونعتزم فتح مكاتب وفروع فى كل البلدان التي يتواجد فيها الصوماليون بكثافة، لكي يمارسوا حقوقهم الديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى