دافيد غودهارت: الصوماليون يجدون صعوبة أكبر في الاندماج من الأستراليين

تعرّض الباحث والصحافي البريطاني دافيد غودهارت في كتابه الأخير لماسماه ” الحلم البريطاني”  لأشكال  نجاح وفشل الهجرة بعد الحرب، كما يقول العنوان الفرعي للكتاب، ويقصد بذلك، في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.

الفكرة الأساسية التي يركز المؤلف تحليلاته حولها، مفادها أنه توجد في بريطانيا اليوم، أعداد كبيرة “أكبر من ما ينبغي” من الأجانب. وهؤلاء المهاجرون لا يمتلكون أية رغبة في الاندماج والتمثّل في النسيج الاجتماعي البريطاني. بتعبير آخر، انهم لا يريدون أن يصبحوا “مواطنين بريطانيين”.”هؤلاء المهاجرون يُشكّلون عبئاً على الأموال العامة البريطانية”، هذا ما يراه المؤلف. ولا يتردد في القول انه إذا فُتحت أبواب الهجرة، من دون أيّة قواعد تضبط ذلك، فإن القادمين من بلدان جنوب آسيا ربما يتخذون “مواقف مختلفة في ما يتعلّق بمجالات القواعد الصحيّة والنظافة”.

وأشار الباحث الي أن “الصوماليين يجدون تقليدياً صعوبة أكبر في الاندماج من الأستراليين”. وقال إن المهاجرين إلى بريطانيا، حالياً، وإلى غيرها من بلدان استقبال المهاجرين، يجدون في شبكات “الإنترنت” ووسائل التواصل الجديدة الأخرى، سبيل إمكانية توطيد الصلات مع الأهل والأوطان بـ “كلفة قليلة جداً”. ثم إن المحطات التلفزيونية الفضائية التي تتكاثر كالفطور تنقلهم لـ”عيش أحداث بلدانهم لحظة حدوثها”.

والنتيجة هي أن المهاجرين المعنيين يرون أنفسهم في موقع يجعلهم أقل تطلعاً كي يصبحوا “بريطانيين” في الحالة البريطانية، والاكتفاء بما يقدمه وجودهم “الرسمي” في بلد أجنبي، من مكاسب لهم. والنظرية الأساسية التي يدافع عنها المؤلف، بالنسبة لبريطانيا، هي أنها عرفت تبدّلاً نوعياً في طبيعتها، باكتسابها صفة “التعددية العرقية”.

نقلا عن جريدة البيان بتصرف يسير

زر الذهاب إلى الأعلى