“إعرض موهبتك” في الصومال تحت الحراسة الامنية

 انطلق في الصومال برنامج تلفزيوني جديد للتنافس بين الشباب في الغناء تحت اسم “إعرض موهبتك” .

وتتضمن البرامج التلفزيونية التي تقدم مسابقات لاكتشاف المواهب معايير محددة، لكن هذا البرنامج يصور في استديو صغير في منطقة لم يكشف عنها لأسباب أمنية داخل مجمع سكني يتمتع بحراسة مسلحة.

وبعد أن كانت مقديشو توصف بأنها أخطر مدينة في العالم أصبح بمقدور سكان العاصمة الصومالية العودة إلى بيوتهم في وقت متأخر من الليل أو الخروج للتسوق وارتياد المطاعم والمقاهي خلال المساء.

ولم يعرف المتنافسون في هذا البرنامج منذ نشأتهم شيئا سوى الحرب، وفي بعض الأحيان لم يكونوا يستطيعون مغادرة بيوتهم بسبب القتال الدائر في الشوارع.

ويقول أحمد نور أحد منظمي البرنامج: “نحن لا نستطيع استخدام كلمة “أيدول” (في المسابقة) والتي تعني بالإنكليزية معبود (الجماهير) للإشارة إلى من سيفوز في هذه المسابقة، وذلك لاعتبارات دينية. ويضيف أن هؤلاء المتسابقين مستهدفون بالفعل من جانب المتطرفين لمجرد مشاركتهم في المسابقة.

ويقول جبريل عبدالله مدير بمركز البحث والحوار، وهو الذي يقف خلف ذلك المشروع “لقد كان مستوى الخوف هائلا حينما أطلقنا البرنامج. وكان الشباب المشاركون يسألون أنفسهم: هل سأذهب إلى هذا البرنامج لأقتل؟، وماذا قد يحدث عندما أعود مساء؟، وماذا عن عائلتي؟، ولذك فكان حجم التدقيق الأمني الذي كان علينا أن ننفذه هائلا أيضا”.

ويخشى جبريل أيضا ممن وصفهم بالشباب المتطرفين الذين قد يأتون ليفجروا أنفسهم في هذا المسرح الصغير الي تجري فيه المسابقة، في اشارة إلى حركة الشباب الإسلامية المسلحة، والتي سيطرت لفترة على مناطق واسعة من الصومال ولا تزال تسيطر على مناطق ريفية عديدة في جنوب البلاد.

ورغم تهديد الجماعة المتطرفة لاهل الفن والثقافة وتوعدها بقتل من تسول له نفسه “اثارة الغرائز والشهوات” و”مخالفة الدين الاسلامي في البلاد” بالقتل، خرج الفنانون في الصومال من مخابئهم وباتوا يعبرون عن مواهبهم المدفونة لزمن طويل علنا.

وكان الفن والرياضة وكل أنواع الترفيه ممنوعة في الصومال منذ سيطرت حركة الشباب المتشددة على السلطة عام 2006.

وكان الفنانون يتلقون تهديدات بالقتل، بل وقتل متشددون راعي الفنون عبدالقادر يحيى علي مؤسس مركز مقديشو للأبحاث والحوار.

وأحيا المغني البريطاني المعروف محمد حسن حسين لافولي الصومالي الأصل حفلا غنائيا في مقديشو في الآونة الأخيرة مما يؤكد تغير نمط الحياة في المدينة بعد أن كانت الموسيقى والغناء من الممنوعات والمحضورات.

وافاد أستاذ الأدب والتراث الصومالي بجامعة بونتلاند وعضو هيئة القلم الصومالية محمد الشيخ حسن إن سبب تراجع الإبداع الفني والغنائي في الصومال مرده انتشار التشدد الديني وغياب المرجعية الثقافية التي كانت تشكل رافدا معنويا للإبداع وتحفز الفنان والشاعر معا على تجويد الأداء.

جريدة الرأي

زر الذهاب إلى الأعلى