واشنطن تضع القارة السمراء تحت المجهر

صحيفة لوس أنجلوس تايمز-

شرعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أخيراً، في إنجاز مشروعات مهمة في إفريقيا، تتضمن توسيع قاعدتها الوحيدة في القارة السمراء، وتحسين الخدمات اللوجستية والاتصالات، في الوقت الذي تشهد فيه القارة تنامياً مقلقاً لنشاط الجماعات المسلحة. وتقول تقارير أمنية، إن واشنطن تنفق ملايين الدولارات في هذا الصدد، ما يؤكد الاهتمام الأميركي الواضح بهذه المنطقة، في حين تستعد فيه لسحب قواتها من أفغانستان. وهناك دلائل واضحة على أن واشنطن تخطط لوجود عسكري أكثر قوة. وإلى الآن يعتبر توسيع القاعدة الأميركية في جيبوتي، التي تعاني الفقر، أهم مشروع لـ«البنتاغون». إلا ان أهمية القاعدة تكمن في موقعها شمال الصومال، حيث تنشط مجموعات مسلحة مناوئة للولايات المتحدة. كما منحت الوزارة، الشهر الماضي، 200 مليون دولار في عقود لتجديد محطات الطاقة في القاعدة، وبناء مركز متعدد الطوابق للعمليات، وحظيرة طائرات ومرافق أخرى. ويعتبر مسؤولون في البنتاغون أن توسع الوجود العسكري فى إفريقيا بات ضرورياً لمواجهة انتشار الفصائل المتطرفة، والمجموعات المسلحة.

ويقول المدير السابق لمكتب محاربة الإرهاب في «البنتاغون»، رودلف عطاالله، إن إفريقيا باتت محل اهتمام استراتيجي بالنسبة لوزارة الدفاع. وجاء هذا التحول نظرا للتهديدات التي بات تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى تشكلها على المصالح الأميركية في القارة، خصوصاً في الصومال واليمن وشمال إفريقيا. ويوجد في معسكر «ليمونيير» في جيبوتي قوات تقليدية متخصصة في تدريب الجيوش الإفريقية، بالإضافة إلى وحدات خاصة لا تقوم بدور واضح إلى الآن. ولم تفصح البنتاغون عما إذا كانت تلك القوات شاركت في العمليات الأخيرة في ليبيا والصومال أم لا. ومع ذلك فالمعسكر يعتبر «العمود الفقري» للمهمات السرية التي تقوم بها القوات الأميركية في المنطقة، ومنه تنطلق طائرات «درون» من دون طيار لضرب أهدافها في القارة وجنوب الجزيرة العربية. وازدادت قاعدة جيبوتي أهمية بعد إلغاء قواعد عسكرية في إفريقيا، ومنها معسكر «ماندا باي» في كينيا و«عنتيبي» في أوغندا وأخرى في بوركينا فاسو. وقال قائد القوات الأميركية في إفريقيا، الجنرال كارتر هام، «لدينا قواعد استراتيجية توفر دعما لعملياتنا عبر القارة»، ووصف هام معسكر ليمونيير قائلا، إن «المعسكر مهم جداً بالنسبة للأمن القومي ومراقبة بؤر التوتر في القارة السمراء».

ولا يشكل عدد الجنود الأميركيين في إفريقيا سوى نسبة صغيرة بالمقارنة مع عددهم في آسيا، إذ يوجد نحو 5000 جندي منتشرين في أنحاء متفرقة من القارة السمراء، في حين يتمركز نحو 30 ألف جندي في كوريا الجنوبية وحدها. وينتشر عدد غير معروف من الوحدات في جمهورية إفريقيا الوسطى، وتخطط وزارة الدفاع الأميركية منذ فترة لإنشاء قاعدة لطائرات من دون طيار في النيجر، غرب القارة. وتعد المجموعة المسلحة في اليمن ذات الصلة بـ«القاعدة»، التنظيم الوحيد الذي تقوم الولايات المتحدة بمكافحته بشكل مباشرحالياً، من خلال هجمات «درون» أو تنفيذ عمليات خاصة على الأراضي اليمنية. ومن المتوقع أن تشهد مناطق كثيرة في إفريقيا عمليات من هذا النوع، تهدف إلى القضاء على التهديدات التي تتعرض لها المصالح الأميركية ورعاياها.

المصدر- الإمارات اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى